في إنذار بيئي يزيد من الأخطار المهددة لكوكب الأرض، يشكو مضيق البوسفور من شح الأسماك بفعل الصيد الجائر والتلوّث وكذا حركة مرور السفن، إذ شوهد الصيادون وهم يضعون صناراتهم جانباً على ضفة مضيق البوسفور، ويكتّفون أياديهم وقد بدا الإحباط جليّاً على وجوههم في رسالة مفادها لم يبق من مظاهر الحياة إلاّ الجوع.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
يضع صيادون على ضفة مضيق البوسفور صناراتهم جانباً ويكتّفون أياديهم وقد بدا الإحباط جليّاً على وجوههم وهو ينظرون إلى قارب صيد يسحب شباكه الضخمة في المياه بواسطة ونش كبير.
ويقول محمد دوغان الذي لم يصطد سوى سمكة واحدة من نوع بونيتو يبلغ حجمها 40 سنتمتراً "أنا هنا منذ السادسة صباحاً، لكن هذا القارب ألقى شبكة صيده أمامنا مما منعنا من ممارسة نشاطنا".
وتُعد هذه الفترة موسماً لسمك البونيتو، أحد أنواع التونة الشهيرة، في مياه البوسفور.
وتُلقي السفن شباكها التي يزيد طولها عن ألف متر عبر المضيق، فتحدّ من فرصة الصيادين الهواة كمحمد على اصطياد الأسماك.
- السماح بالقتل
ويشير الأستاذ في كلية العلوم المائية في إسطنبول سعدت كاراكولاك إلى أنّ حجم الصيد في البوسفور انخفض خلال بضع سنوات من نحو 500 أو 600 ألف طن سنوياً إلى 328 ألف طن، مما يشكل "دليلاً على انخفاض تشهده أعداد الأسماك".
ويواجه سمك البلمية هذه السنة خطراً لأن البونيتو الموجودة بكمية كبيرة تتغذى عليه، ويوضح أوزتورك أنّ أعداد البونيتو المرتفعة تُعزى إلى جائحة كوفيد-19 التي كان خلالها الصيادون في حجر صحي.
ويشير إلى عوامل تهديد أخرى تواجهها الأسماك بينها النفايات البلاستيكية والتلوث المرتبط بالمدن بالإضافة إلى كثافة حركة المرور البحرية.
والبوسفور هو أحد أكثر المضائق نشاطاً في العالم إذ تمر به يومياً أكثر من مئتي سفينة من سفن شحن وناقلات من بحر قزوين بالإضافة إلى ناقلات البضائع الصب الجافة كتلك التي تُحمَّل بالحبوب من أوكرانيا.