جامعة الشارقة: باحثون ومتخصصون يشاركون في أنشطة مؤتمر صحتي التاسع

الشارقة 24:

في إطار حرص جامعة الشارقة على بناء شراكات استراتيجية تُسهم في خدمة وتنمية المجتمع المحلي، استضافت الجامعة فعاليات مؤتمر صحتي التاسع الذي تنظمه إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالتعاون مع الجامعة والذي جاء هذا العام تحت شعار "نحو حياة صحية"، حيث قدم المؤتمر العديد من الأوراق العلمية والبحثية بمشاركة باحثين ومتخصصين من كلية العلوم الصحية، والتي ركزت على محوري الصحة الجسمية والنفسية لرفع مستوى الوعي لدى الأفراد بأهمية تبني أسلوب حياة صحي.

وأكد الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، في كلمته بالمؤتمر على أن مشاركة الجامعة في هذا المؤتمر تأتي بالتزامن مع احتفالاتها باليوبيل الفضي، حيث تعمل الجامعة على بناء شراكات وعلاقات تعاون مع عديد من المؤسسات المعنية بالشؤون الأكاديمية والجامعات والمعاهد البحثية المتقدمة في مختلف القطاعات والتخصصات الدولية والإقليمية والمحلية، التي تساهم في خدمة  وتنمية المجتمع التي تعمل عليها المؤسسات الوطنية المختلفة، مشيراً إلى أن المجمع الطبي بكلياته وهي الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الصحية ومعاهده البحثية ومختبراته الأكاديمية وهو من أكبر المجمعات الطبية المتخصصة في المنطقة ويقدم خدماته العلاجية والبحثية لكافة فئات المجتمع المحلي.

وأشار الأستاذ الدكتور محمد علم الدين عميد كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى حرص الكلية على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وتبادل المعرفة العلمية من خلال مشاركة نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية في مجموعة من الجلسات النقاشية وعرض الأوراق البحثية المتنوعة والتي من شأنها خدمة المجتمع المحلي.

المتناول الكلي من الكافيين لأطفال المدارس وعلاقته بالصحة

الدكتور معز الإسلام فارس أستاذ مشارك في قسم التغذية العلاجية والحميات بكلية العلوم الصحية قدم خلال جلسات المؤتمر دراسة علمية حول "تقييم المتناول الكلي من الكافيين لدى أطفال المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلاقته بصحة النوم والصحة البدنية والصحة العقلية"، حيث تم توزيع استبيان على عينات من طلبة المدارس في مختلف إمارات الدولة، بهدف تقييم المتناول الكلي للكافيين في مختلف المصادر الغذائية، وأظهرت الدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في استهلاك الكافيين لدى الطلبة مع انخفاض مستويات النشاط البدني، وتجاوز وجبة الإفطار، وانخفاض مستويات تناول الأغذية الصحية وارتفاع عدد ساعات استخدام الأجهزة الذكية، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات النوم وعدد من المشاكل الصحية المختلفة. 

الأنماط الغذائية الصحية: هل هي مستدامة؟

وشاركت الدكتورة فرح نجا الأستاذ المشارك في قسم التغذية العلاجية والحميات بكلية العلوم الصحية بتقديم دراسة علمية بعنوان "الأنماط الغذائية الصحية: هل هي مستدامة؟"، للتأكيد على أهمية وفعالية حمية البحر المتوسط الغذائية في الوقاية من مختلف الأمراض الشائعة، وحماية البيئة ومواردها، وأوضحت الدراسة أن المدخول الغذائي  للأفراد لا يتوافق مع خصائص حمية البحر المتوسط بسبب قلة تناول الحبوب الكاملة والبقوليات والمأكولات البحرية وزيت الزيتون، وأن المدخول الغذائي في الدولة يتسبب بنسب عالية لاستخدام المياه والطاقة، وانبعاثات الغازات الدفيئة، مما يؤكد على أهمية إنشاء برامج تعزز الالتزام بحمية البحر المتوسط كتوصية غذائية صحية ومستدامة في الدولة.

القوام السليم أساس اللياقة البدنية

أما الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ ورئيس قسم العلاج الطبيعي بكلية العلوم الصحية، فقد شارك بعرض مجموعة من الدراسات العلمية المتنوعة التي أعدها حول تشوهات القوام التي تصيب جسم الإنسان بسبب خروج فقرات العمود الفقري من موضعها الصحيح، مما يسبب زيادة الضغط والإجهاد على المفاصل والعمود الفقري وتدهور الصحة العامة للجسم والشعور بالألم، لذلك تشير الدراسات إلى ضرورة تصحيح مشاكل القوام من خلال ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد في التقليل من حدتها.

التغيرات في العادات الغذائية وأنماط الحياة بعد توفر لقاح COVID-19

الدكتورة ليلى الشيخ إسماعيل أستاذ مشارك في قسم التغذية العلاجية والحميات بكلية العلوم الصحية، تناولت ورقة بحثية بعنوان " تقييم التغيرات في العادات الغذائية وأنماط الحياة بعد توفر لقاح COVID-19 في عدد من البلدان العربية "، وذلك من خلال نشر استمارة إلكترونية شارك فيها 2259 شخص من دولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان والأردن وفلسطين، وأكدت نتائجها على أن التأثير السلبي للوباء على السلوكيات الغذائية وأنماط الحياة لم يتغير بعد توفر اللقاح، ولكنه أدى إلى تخفيف بعض تدابير السلامة الاجتماعية بين البالغين العرب، وأشارت نتائج الدراسة إلى الحاجة للقيام بمزيد من الدراسات لتقييم الآثار طويلة الأجل ل COVID-19 على العادات الغذائية والنشاط البدني وتغييرات نمط الحياة ووضع استراتيجيات تحد من استمرار الآثار السلبية المكتسبة.

تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل

ناقشت الدكتورة وجدان بني عيسى أستاذ مشارك في قسم التمريض بكلية العلوم الصحية، ورقتها البحثية التي جاءت تحت عنوان "تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل"، تناولت خلالها مسببات الإجهاد للموظفين، وطرق التعامل مع الضغوط اليومية للموازنة بين واجبات العمل والحياة، وأكدت أن الصحة النفسية تعتبر من أولويات جميع الموظفين العاملين في القطاع الخاص والعام، ويجب التركيز في بيئة العمل على زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية للموظف من أجل ديمومة الإنتاجية، وعدم التأثير على جودة الحياة للموظف، بالإضافة إلى توفير  الدعم من الإدارة العليا للصحة العقلية للموظفين من خلال تطبيق ساعات العمل المرن، وتشجيعهم على تغيير أنماط حياتهم والحفاظ على لياقتهم البدنية".