ناقش مركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال مشاركته في جلسة حوارية، نظمتها وكالة أنباء الإمارات، ضمن فعاليات الدورة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام، دور الإعلام في قيام مجتمعات متسامحة.
الشارقة 24:
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في جلسة حوارية، نظمتها وكالة أنباء الإمارات "وام"، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، بعنوان "دور الإعلام في قيام مجتمعات متسامحة"، ضمن فعاليات الدورة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
كما نظم المركز، خلال مشاركته في الكونغرس، بجناح خاص يضم مجموعة من إصداراته البحثية، ندوة في منصة الإبداع حول "دور الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية".
وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، خلال الجلسة الحوارية، أهمية التسامح كقيمة إنسانية أساسية لتحقيق الاستقرار المجتمعي والنهضة التنموية الشاملة، مشيراً إلى أن كافة الدول تحتاج إليها من أجل بناء مجتمعات متماسكة قادرة على مواجهة مختلف التحديات.
وأضاف العلي، أن ثقافة التسامح هي البوتقة التي تنصهر فيها كل المكونات والاختلافات العقائدية والثقافية والعرقية والدينية، بما يسمح ببناء مجتمعات متماسكة داخلياً، تقبل الاختلافات وتنبذ الكراهية، محذراً من أن غياب هذه الثقافة يسهم بشكل مباشر في انتشار الصراعات وجرائم الكراهية.
وشدد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، على دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات، وقال إن الإعلام بما يمتلكه من قدرات هائلة وأدوات عديدة له دور بالغ الأهمية، خاصة في ظل ما نشهده من تطور تكنولوجي هائل وثورة رقمية عززت من أهمية دوره كسلاح ذي حدين، محدداً بعض الإجراءات التي يمكن للإعلام بشقيه التقليدي والجديد، أن يقوم بها لنشر ثقافة التسامح وتعزيزها، ومن أبرزها نشر محتوى إعلامي يشجع على التسامح وقبول الآخر بطرق حديثة جذابة، والتركيز بصورة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد الذي أصبح هو الوجهة الأساسية للشباب، إضافة إلى ضرورة التركيز في الخطاب الإعلامي على أن الاختلاف بين الناس سُنّة كونية ينبغي التعاملُ معها، وأن التسامح هو أساس استقرار المجتمع.
وأوضح العلي، أن من بين الإجراءات تصحيح الصور النمطية (الدينية) وضبط المصطلحات، وتقديم خطاب إعلامي يستند إلى العقل والمنطق وصحيح الدين، وتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات، وتفكيك خطابات الكراهية والتطرف، والتعريف بالثقافات والتقاليد والمعتقدات الدينية المختلفة وتشجيع الأفراد على الاطلاع عليها.
وأكد العلي، أن نشر ثقافة التسامح يتطلب تطوير المحتوى المعرفي لوسائل الإعلام وتفنيد خطابات الكراهية والتطرف والرد عليها ما يحتاج إلى جهد بحثي وعلمي كبير، ومن هنا تبرز أهمية التعاون وتكامل الأدوار بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث.
ولفت الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، إلى تجربة المركز في نشر التسامح، وجهوده في هذا المجال، من بينها اعتماد برنامج التسامح والتعايش ضمن برامج المركز البحثية، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات وورش العمل والمشاركة المستمرة في المؤتمرات الداخلية والخارجية حول التسامح.
من جانب آخر، عقد مركز تريندز، أمس الأربعاء، وضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام ندوة بعنوان "دور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية"، في منصة الإبداع، بمشاركة نخبة من الباحثين والإعلاميين الدوليين، تناولت أربعة محاورها هي الفجوة المعرفية والمحتوى الإعلامي، ودور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد هذه الفجوة، وتكامل الأدوار بين مركز الفكر والمؤسسات الإعلامية، ودور مراكز البحوث في استشراف مستقبل الإعلام والمشاركة في صنعه.
وأكدت اليازية الحوسني نائب رئيس قطاع الإعلام بـ"تريندز" مدير الندوة في كلمتها الافتتاحية على دور مراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام في التصدي للتحديات، خاصة في عالم ما بعد كوفيد 19، مشيرة إلى أنه يمكن للجانبين الاستفادة من بعضهما البعض، حيث إن الإعلام يشكل أداة مناسبة لتعزيز الوعي البحثي وزيادة مشاركة الجمهور، كما أنه يمكن لمراكز الفكر والبحث العلمي الاستفادة من الوسائط الرقمية الحديثة، مشددة على أهمية التكامل بين الوسائط الجديدة وشبكة الإنترنت في استراتيجية اتصال أوسع تتضمن منشورات بحثية أصلية كأساس لها.
عقب ذلك، قدمت المذيعة والمراسلة الإخبارية ميخال ديفون رئيس قسم العروض بالخليج تايمز، ورقة عمل حول الفجوة المعرفية والمحتوى الإعلامي، أشارت خلالها إلى أنه من أجل الوصول إلى المعرفة الدقيقة، يجب الاعتماد على مراكز البحث والتفكير التي توفر وتحلل السياق العام للأحداث وتشرح الغموض الذي يمكن أن يلف الأخبار والأحداث.
بدورها تناولت الدكتورة سارة شهاب زميل بحوث أول بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، دور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية، وحددت ثلاث رسائل من خلالها يمكن سد الفجوة بين الإعلام ومراكز البحوث، الأولى أن مراكز الأبحاث مهمة، حيث تساعد على نشر المعلومات والأخبار، وتساعد الأشخاص على الوصول إلى معلومات أكثر ثقة، وتمتاز بالسرعة والمرونة، الرسالة الثالثة تتصل بالروابط والارتباطات.
من جانبه، تطرق عبد الرحمن الجنيبي، أخصائي أول المؤتمرات والاتصالات الاستراتيجية بـ"تريندز"، إلى تكامل الأدوار بين مركز الفكر والمؤسسات الإعلامية في سد الفجوة المعرفية، وأن مشاركة المعرفة أصبحت أكثر سهولة، حيث تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال المعلومات بسرعة.
أما الدكتور نارايانابا جاناردان زميل بحوث أول بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، فقدم ورقة عمل بعنوان "دور مراكز البحوث في استشراف مستقبل الإعلام والمشاركة في صنعه"، بين فيها أن التعاون بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث مهم جداً لسد الفجوة المعرفية، مؤكدًا قوة الصلة بينهما.