سلطت جلسة حوارية، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي الـ41، الضوء على فنّ الهندسة المعمارية الانتقالية والحضريّة، وأبرز الخصائص والاختلافات بين مدينة وأخرى حتى لو كانت في ذات الموقع الجغرافي.
الشارقة 24:
تناول متخصصون في مجال العمارة والتحضّر، فنّ الهندسة المعمارية الانتقالية والحضريّة، وأبرز الخصائص والاختلافات بين مدينة وأخرى حتى لو كانت في ذات الموقع الجغرافي، مستعرضين كتاب "transnational architecture and urbanism" للبروفيسور الإيطالي ديفيد بونزيني أستاذ التخطيط الحضري، والذي يتحدّث حول إعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن وتحويلها. وذلك خلال ندوة ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022.
الجلسة التي تأتي كجزء من ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "كلمة للعالم"، استضافت إلى جانب مؤلف الكتاب، كلاً من باولو كاراتيلي من جامعة أبوظبي في العين، وروبرتو كاستيلو ميلو من الجامعة الأمريكية في الشارقة، وسامي إبراهيم مستشار السياسات والاستراتيجيات في المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
واستعرض ديفيد بونزيني، فصول كتابه وكيف تناول خلالها منطقة الخليج كنموذج، ليبحث بشكل نقدي في القضايا الإشكالية الناشئة مثل إظهار البيئة الحضرية بشكل مذهل، وسياق ممارسة التصميم، والتداول العالمي للخطط والمشاريع، مستعرضاً مفاهيم جديدة وتفسيرات قائمة على الأدلة وفهم عملي للمهندسين المعماريين والمخططين.
بدوره، أوضح سامي إبراهيم، كمتخصص في هذا المجال فأنا من المؤمنين جداً بأهميّة البحث والتدقيق وتسليط الضوء على الجانب العملي للعمارة والتحضّر، حيث من الصعب جداً إقناع الآخرين بأهميّة هذا الجانب المهني، وبمثل هذا الكتاب الذي نناقشه اليوم نقدّم فرصة للحصول على تغذية راجعة من الفئات المستهدفة والتي تعدّ بدورها فرصة أيضاً أمام الباحثين للنظر في التطوّر والتغيير الذي تُسهم فيه هذه الأبحاث والدراسات، والتي بدورها تعلمنا الاستفادة من ثغرات التجارب السابقة.
وأضاف إبراهيم، عندما يتعلق الأمر بممارسي الهندسة المعمارية الانتقالية، فإنّ أحد أهم المواضيع وأكثرها حساسيّة هو مصطلح (الموعد النهائي) أي عامل الزمن الذي يتم تقديم المشروع خلاله، فهو التحدي الأبرز عند أول مشروع، بحيث لا يسمح الوقت للتعلم، إذ يتركز على التنفيذ.
من جانبه، أشار باولو كاراتيلي إلى أن العمارة في وقتنا الراهن تدعونا للاستجابة للعديد من الأمور الطارئة، كالاستدامة والعولمة والانسجام والتناغم بين المباني والطبيعة الحقيقية للمدن، وتابع عندما وصلت إلى منطقة الخليج قادماً من واقع مختلف تماماً، أدركت أنني أمام سياق حضريّ يجب أن يُمثل المدينة الحقيقية، ولا وجود للسياق المحايد، فبالرغم من أن منطقة الخليج جغرافياً هي منطقة واحدة، إلا أنها معماريّاً مختلفة تماماً بين مدنها.
وتابع روبرتو كاستيلو، أن أبرز الدروس المستفادة من كتاب البروفيسور ديفيد، هو أنه عند تحليل الأمور ودراسة التباين الاجتماعي، علينا أن نربط بين العمارة الحضرية والعمارة الانتقاليّة، وننتبه إلى إمكانيات البناء بشكل تطوير ما هو موجود.
وأضاف أنه خلال المسيرة المعماريّة والحضرية ندرك أن عمليات استيراد وتصدير الأفكار والأنماط، تقودنا لفهم ديناميكيات وطرق معيّنة تتنوع بمرور الزمن والتاريخ يُمكن الاستفادة منها، والأمر المهم أيضاً أن نعيد التركيز على دراسة الأمثلة والتجارب السابقة.