الشارقة 24 - الشفيع عمر:
أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مقر "مجمع اللغة العربية بالشارقة"، صباح الثلاثاء، 19 مجلداً جديداً من "المعجم التاريخي للغة العربية"، وذلك بحضور أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء المجمع من رؤساء اتحادات ومجامع 14 مجمعاً لغوياً من 12 دولة.
وتغطي المجلدات الـ 19 الجديدة من المعجم التاريخي للغة العربية 4 أحرف هي (الحاء والخاء والدال والذال)، ليصبح العدد الكلي للحروف التي تمّ تحريرها إلى حدّ الآن 9 أحرف، من الهمزة إلى الذال، وبذلك ارتفع عدد المجلدات المنجزة من المشروع إلى 36 مجلداً، تم إصدارهم وتجليدهم وإخراجهم وطباعتهم في منشورات القاسمي بالشارقة، وذلك في إنجاز تاريخي غير مسبوقٍ يضاف إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية.
ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة بالحضور من أعضاء المجمع من مختلف الدول، مشيداً بما قدموه من جهود كبيرة في العمل على المعجم التاريخي الذي يعتبر أحد الإنجازات القيّمة التي يجب العمل والبناء عليها لنشر وتعلم وتعليم اللغة العربية، وتناول سموه أهمية المجامع اللغوية في الحفاظ على اللغة العربية، وقيادتها للأفكار التي تجعل العربية في مكانها الصحيح دراسةً وحفظاً وتعلماً وتعليماً.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن وقفٍ يُخصصُّ لدعم هذه المجامع على أداء رسالتها على الوجه الأكمل، على أن يكون الوقفُ بإمارة الشارقة، لافتاً سموه إلى أهمية إقامة مراكز خاصة تعود ملكيتها للمجمع الذي فيه، حيث أن هذا نوعٌ من المدّ لإبقاء هذه اللغة موجودة في الواقع العربي، وهو جزء من المسؤولية التي يضطلع بها سموه على نحو خاص.
وتناول سموه الجهود الكبيرة في دعم تعلم اللغة العربية بالشارقة، متناولاً سموه رؤية وفكرة إقامة الجامعة القاسمية التي جاءت تتويجاً لجهود سموه في دعم اللغة العربية والإسلام قائلاً: "قمنا هنا في الشارقة بإنشاء الجامعة القاسمية، وهذه جامعةٌ خاصةٌ بي أنا، وهي تخرّج أعداداً كثيرة من الطلبة من اليابان إلى الأميركيتين".
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية الحفاظ على التقاليد العربية والأصالة في أي مكان وزمان من كافة أفراد المجتمع، لأن ذلك جزء يتكامل مع التحدث باللغة العربية ويظهر الانتماء والأصالة، لافتاً سموه إلى أنه يجب أن تكون اللغة العربية ظاهرةً وواضحةً في مظهرنا وإيماننا وعقيدتنا.
وقال سموه: "لقد عملنا على إقامة المؤسسات الخاصة باللغة العربية، وثبتناها بمراسيم وقوانين وذلك للمحافظة عليها، وحتى لا نجعلها في مهب الريح، ونجعل العاشقين لهذه اللغة هم المسؤولون عنها".
واختتم سموه كلمته بالحديث عن تاريخ الشارقة العريق، حيث جاء ذكرها في تقرير القائد الذي بعثه الأسكندر الأكبر عند مجيئه الى فارس سنة 331 ق. م، مشيراً سموه إلى اهتمام الشارقة وأهلها باللغة والأدب والشعر، وأدوارهم في دعم ونشر العلم والمعرفة.
ومن جانبهم، تحدث عدد من الحضور من أعضاء المجمع، مقدمين شكرهم وتقديرهم الكبيرين إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على ما ظل يقدمه لدعم جهود اللغة العربية والارتقاء بها، عبر متابعة سموه الدائمة، وتوجيهات سموه الثاقبة، مما جعل المعجم التاريخي للغة العربية يرى النور بعد أن كان حلماً، وجعل الشارقة قبلةً للثقافة واللغة ولكل أهل العلم.