بطولة كأس العالم إحدى أهم وأشهر المسابقات في كرة القدم، يشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقام كل 4 سنوات منذ عام 1930، وفي هذه السلسلة نستعرض تاريخ البطولة منذ النسخة الأولى.

الشارقة 24 - أسعد خليل:

استضافت تشيلي كأس العالم عام 1962، رغم الظروف الصعبة التي واجهتها، بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد عام 1960، "زلزال فالديفيا"، الذي بلغت قوته 9.6 درجات (ريختر)، وهو الأقوى في التاريخ.

وكان من المقرر أن تستضيف تشيلي فعاليات البطولة في 8 استادات موزعة على 8 مدن مختلفة، لكن زلزال "فالديفيا" أجبرها على تعديل خططها بشكل كبير.

وإزاء ذلك، اضطرت تشيلي إلى تغيير خططها لاستضافة المونديال حيث انحصرت الاستضافة في 4 استادات فقط.

نظام البطولة: 

استمر نظام البطولة، الذي يقضي بتوزيع المنتخبات الـ 16 المتأهلة للنهائيات على 4 مجموعات في الدور الأول، ولكن تم تحديد فارق الأهداف كمعيار للمفاضلة بين المنتخبات حال التساوي في عدد النقاط.
وكان المنتخب الأرجنتيني أول ضحايا هذا المعيار حيث ودع البطولة من الدور الأول بعد تساويه مع المنتخب الإنجليزي في رصيد النقاط (3 نقاط) لكل منهما، وانتزع المنتخب الإنجليزي المركز الثاني خلف المجر وبطاقة التأهل بفضل تفوقه على الأرجنتين في فارق الأهداف.

وتأهل المنتخبان البرازيلي حامل اللقب وتشيلي صاحب الأرض إلى هذه النسخة تلقائياً دون خوض التصفيات فيما تقرر توزيع المقاعد الـ14 الباقية بواقع 8 مقاعد لأوروبا و3 لأميركا الجنوبية و3 مقاعد للاتحادات القارية الأخرى "أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية والوسطى والكاريبي".

ولكن نظام التصفيات اشترط أن تخوض المنتخبات الـ3 الفائزة في تصفيات أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية والوسطى والكاريبي دوراً فاصلاً مع منتخبات من أوروبا وأميركا الجنوبية.

وأسفر هذا عن حصر مقاعد البطولة على منتخبات من أوروبا وأمريكا الجنوبية إضافة للمنتخب المكسيكي فقط من خارجهما، وكانت هذه هي النسخة الأخيرة التي يحدث فيها هذا.

وبلغ عدد المنتخبات الأوروبية في هذه النسخة 10 منتخبات مقابل 5 منتخبات من أميركا الجنوبية.

وفيما خاض المنتخبان الكولومبي والبلغاري مونديال 1962 ليكون الظهور الأول لهما في المونديال، غاب عن هذه النسخة منتخبا السويد وفرنسا صاحبا المركزين الثاني والثالث على الترتيب بمونديال 1958 لإخفاقهما في التصفيات.

وخلال سير البطولة، كانت الخشونة هي السمة السائدة في العديد من المباريات، ووصفت مباراة منتخبي إيطاليا وألمانيا الغربية في الدور الأول بأنها "مصارعة وموقعة حربية"، وانتهت بالتعادل السلبي.

ولكن المباراة الأكثر خشونة، والتي اعتبرت "الأقبح" في تاريخ كرة القدم كانت بين منتخبي إيطاليا وتشيلي في الدور الأول أيضاً وانتهت بفوز منتخب تشيلي 2-0، ووصفت تاريخياً بأنها "معركة سانتياجو".

وخرج المنتخب الإيطالي من الملعب عقب انتهاء هذه المباراة في حراسة الشرطة، وودع الفريق البطولة من الدور الأول بعدما حل ثالثاً خلف منتخبي ألمانيا الغربية وتشيلي.

وبعيداً عن معارك الخشونة، كان المنتخب البرازيلي يشق طريقه تدريجياً نحو منصة التتويج للنسخة الثانية على التوالي.

وبرغم إصابة نجمه الأبرز بيليه خلال المباراة الثانية في البطولة والتي انتهت بالتعادل السلبي مع نظيره التشيكوسلوفاكي، واصل المنتخب البرازيلي طريقه إلى النهائي في غياب بيليه الذي حل مكانه اللاعب أماريلدو.

وتصدر الفريق مجموعته في الدور الأول على حساب منتخبات تشيكوسلوفاكيا والمكسيك وإسبانيا، ثم أطاح بنظيره الإنجليزي من دور الثمانية قبل مواجهة منتخب تشيلي صاحب الأرض في نصف النهائي.

وسجل كل من جارينشيا وفافا هدفين للمنتخب البرازيلي ليفوز الفريق على منتخب تشيلي 4-2، ويجد نفسه مجدداً أمام المنتخب التشيكوسلوفاكي العريق في المباراة النهائية.

النهائي

أقيمت المباراة النهائية على أرضية ملعب العاصمة التشيلية، سانتياغو، الدولي، وتقدم المنتخب التشيكي عند الدقيقة 15، قبل أن تتعادل البرازيل بعدها بدقيقتين وتسجل هدفين بعد ذلك لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف برازيلية مقابل هدف وحيد لتشيكوسلوفاكيا، وتتوج بلقبها الثاني على التوالي في المونديال.

وشهدت هذه النسخة تراجعاً واضحاً عن نسختي 1954 و1958 فيما يتعلق بعدد الأهداف ونسبة التهديف حيث شهدت 89 هدفا فقط بنسبة تهديف 2.78 هدف للمباراة الواحدة.

وفي ظل هذا التراجع في عدد الأهداف، كان هناك تراجع أيضاً في رصيد هداف البطولة بهذه النسخة؛ حيث تقاسم 6 لاعبين صدارة قائمة هدافي هذه النسخة برصيد 4 أهداف فقط لكل منهم، بعدما فاز المجري ساندور كوتشيتش بلقب هداف نسخة 1954 برصيد 11 هدفاً والفرنسي جوست فونتين بلقب هداف نسخة 1958 برصيد 13 هدفاً.