شكل الدعم الإماراتي للأزهر الشريف، بمختلف مؤسساته وهيئاته، جانباً مهماً من أبعاد القيم المشتركة والروابط التاريخية وأواصر الأخوة والصداقة الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة.
الشارقة 24 – وام:
يجسد الدعم الإماراتي للأزهر الشريف، بمختلف مؤسساته وهيئاته، جانباً مهماً من أبعاد القيم المشتركة والروابط التاريخية وأواصر الأخوة والصداقة الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة.
ومنذ تأسيس العلاقات الرسمية بين البلدين، لم تدخر الإمارات وسعاً في تقديم أشكال الدعم كافة للأزهر الشريف، للقيام بواجبه المنوط به في نشر سماحة الإسلام واعتداله، ويحفل التاريخ بالكثير من المبادرات والمواقف التي عبرت عن حجم المكانة الكبيرة التي يحظى بها الأزهر لدى القيادة الرشيدة وشعبها، كأحد أهم وأقدم المراجع الدينية المعتدلة في العالم الإسلامي.
ويرجع التعاون بين الإمارات والأزهر الشريف، إلى السبعينيات من القرن الماضي، واتخذ هذا التعاون أشكالاً متعددة، لعل أبرزها الاتفاق بين الطرفين الذي نص على انتداب ثلاثين مدرساً أزهرياً لتدريس مادة التربية الإسلامية في مدارس الدولة، وتعاون الإمارات مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – أحد مؤسسات الأزهر- في مجال طبع ونشر كتب التراث الإسلامي، والإشراف على طباعة المصحف الشريف.
ويعد مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، منارة لتعليم لغة القرآن الكريم، واستقبال طلبة العلم من سائر الأرجاء، بما يرقى لمستوى الرسالة المباركة التي تضع الإسلام في مكانته الحقيقية بعيداً عن التعصب والتشدد، في ظل رعاية الأزهر الشريف باعتباره المرجعية العلمية الإسلامية الكبرى.
ويهدف المركز، الذي تم إنجازه عام 2011 بتكلفة 3.4 مليون دولار، وتكفلت به مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، إلى تقديم أفضل الخدمات للطلاب الوافدين لتعلم اللغة العربية، تمهيداً لالتحاقهم بجامعة الأزهر، حيث خصص للمركز مبنى يشتمل على 19 حجرة دراسية، وثلاثة معامل صوتية، وحجرتي تدريس وقاعة لاستراحة المعلمين، وقاعة استراحة للطلاب وأخرى للطالبات، وقاعة الشيخ زايد للمؤتمرات العلمية، ومكتبة.
وتسلم الأزهر الشريف في عام 2011، مشروع "محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر ونشرها عبر الإنترنت"، الذي يتضمن توثيق وحفظ مخطوطات الأزهر البالغة 50 ألف مخطوطة تضم أكثر من 8 ملايين صفحة تغطي 68 فرعاً، وتخزين أكثر من 125 ألف مرجع وإنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسية.
وفي عام 2013، أعلن "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" عن مبادرة لتمويل عدة مشروعات في الأزهر الشريف تبلغ تكلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم، وتشمل إنشاء 4 مبان لسكن طلاب الجامعة توفر 81 وحدة سكنية لإقامة الطلاب المغتربين وبناء مكتبة جديدة ومتطورة تكنولوجيا بما يسهم في ربط الأزهر الشريف إلكترونياً بالعالم، إنشاء معهد الشعبة الإسلامية الأزهري الذي يسع 1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة.
ودشنت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية في عام 2014، مركزاً ثقافياً إسلامياً في مصر، تحت اسم "مركز زايد للثقافة والتكنولوجيا" تابع لجامعة الأزهر الشريف.
وفي عام 2015، وقعت مشيخة الأزهر الشريف والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، اتفاقية لافتتاح أول فرع في العالم لجامعة الأزهر في دولة الإمارات، وقد بدأت الجامعة عملها في مدينة العين، في العام الدراسي 2016، بثلاثة تخصصات، هي الدعوة والإعلام، والتربية الإسلامية، الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية.
واستضافت دولة الإمارات في فبراير 2019، المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، بهدف تعزيز الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، وتزامن المؤتمر مع الزيارة التاريخية المشتركة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية للدولة.
وصدر عن الزيارة التاريخية، خلال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، "وثيقـة الأخوة الإنسانية من أجل السلالم العالمي والعيش المشترك"، التي وقع عليها الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية.
وفي نوفمبر 2021، أعرب المجلس الأعلى للأزهر الشريف، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، على إتمام إنشاء مكتبة الأزهر الجديدة التي تعد صرحاً علمياً تنويرياً شامخاً، يعيد أمجاد مكتبة الأزهر القديمة قبل أن يكون لها مبنى مستقل بمقر مشيخة الأزهر.
ويعكس تدشين المكتبة الجديدة، حجم التعاون بين الإمارات والأزهر الشريف في خدمة الدين والعلم والارتقاء بالبحث العلمي، وإتاحة المصادر والمراجع العلمية المتنوعة والمخطوطات التاريخية والنادرة أمام الباحثين من مختلف أرجاء العالم.
وتعد المكتبة، كنزاً ومرجعاً ورافداً مهماً وقوياً للباحثين من مختلِف أنحاء العالم، وتلعب دوراً رائداً وفعالاً في نشر الثقافة والعلوم الإسلامية واللغة العربية والعلوم الحديثة، وحفظ التراث الإسلامي العظيم الذي تضمه ويبلغ عدده 116.133 كتاباً في مختلف العلوم والفنون، تقع في أكثر من نصف مليون مجلد.