يشتكي الكثير من أهالي منطقة زوق مكايل شمال بيروت، من تلوث يفرزه معمل لتوليد الكهرباء، معتبرين أنه يقتل سكان الأحياء القريبة منه ببطء، ويحصل ذلك كلّه بينما لا ينعم سكان المنطقة، سوى بساعة كهرباء واحدة من المعمل المذكور.
الشارقة 24 – أ ف ب:
بعد وفاة شقيقتها وثلاثة من أقربائها نتيجة أمراض في الرئة، باتت زينة مطر على غرار كثر من أهالي منطقة زوق مكايل شمال بيروت، تلقي باللوم على تلوث يفرزه معمل لتوليد الكهرباء، وتعتبر أنه يقتل سكان الأحياء القريبة منه ببطء.
وتقول زينة 40 عاماً: "قد نموت كلنا غداً"، مشيرة إلى خشيتها من إجراء أي فحوصات طبية، لئلا ينتهي بها الأمر كشقيقتها التي توفيت قبل سنتين بعد معاناتها من تليف رئوي، أو كأعمامها الذين خسروا معركتهم مع سرطان الرئة، وتضيف "اختنقنا".
جراء الخوف الذي يتملّكهم، تمضي زينة وزوجها أغلبية الوقت في قريتهم في جنوب لبنان.
وتشير ابنة عمها ريتا 50 عاماً، بينما تحتسيان القهوة على شرفة المنزل، إلى "الضجيج والدخان الأسود"، المنبعث من المعمل.
وتقول السيدة إنها تمضي وقتاً طويلاً في تنظيف منزلها من آثار الدخان، "حتى سياراتنا البيضاء تظهر عليها بقع من الصدأ".
ويحصل ذلك كلّه بينما لا ينعم سكان المنطقة، سوى بساعة كهرباء واحدة من المعمل المذكور.
ويعدّ قطاع الكهرباء من القطاعات المتداعية في لبنان منذ عقود، لكن الانهيار الاقتصادي المستمر منذ 2019 فاقم المشكلة، خصوصاً مع عجز السلطات عن استيراد الفيول الضروري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء، بسبب تضاؤل الاحتياطي الأجنبي لدى المصرف المركزي، ولم تعد مؤسسة كهرباء لبنان قادرة على تأمين الكهرباء إلا لساعة أو ساعتين في اليوم كحد أقصى.
وأظهرت دراسة لمنظمة "غرين بيس" في العام 2018، بالاعتماد على صور أقمار اصطناعية، أن منطقة جونيه، وضمنها الزوق، تحتل المرتبة الخامسة بين المدن العربية الأكثر تلوثاً، بينما تحلّ في المرتبة 23 عالمياً.
وتحدّثت المنظمة عن عوامل عدّة تقف خلف تلوث المنطقة، بينها زحمة السير الخانقة والمولدات الخاصة التي تعوّض عن انقطاع كهرباء الدولة، فضلاً عن معمل الذوق الذي يقع في منطقة مكتظة بالسكان، وتساهم الجبال المحيطة في تكديس الانبعاثات من المنطقة.