الشارقة 24 – أ ف ب:
يشكّل خط الحافلات الرقم 8 في بانكوك نموذجاً عن كثافة الحركة المرورية وخطورتها في العاصمة التايلاندية، إذ تسوده الفوضى وتكثر فيه الحوادث، وتراهن السلطات جزئياً على الباصات الكهربائية لتوفير السلامة والأمان في وسائل النقل العام.
وفي السنوات الأخيرة، تطرقت الصحافة إلى خط الحافلات الرقم 8 حتى أنه أصبح ظاهرة في مواقع التواصل، بسبب وقوع شجارات بين السائقين العاملين فيه أو تسجيل حوادث على الطرق أو تجاوزات حافلاته لإشارة المرور الحمراء فضلاً عن عدم التزام السائقين بقانون السير، وغير ذلك من المخالفات.
وتقول كلمات أغنية ساخرة أُطلقت سنة 2016 واستمع إليها أكثر من 25 مليون مرة عبر يوتيوب إن هذا الخط "أسرع من الجحيم".
وتبرز حافلات الرقم 8 ذات اللونين الزهري والأزرق في حركة المرور الفوضوية في بانكوك حيث تتنافس مركبات التوك توك والدراجات النارية والسيارات والشاحنات على أصغر مسافة من الطريق أمام المشاة الذين يُترَكون لمصيرهم.
ويقول أفيساك سودموي الملقّب بـ "بوي"، وهو سائق إحدى حافلات الخط رقم 8، إنّ الوضع مشابه للسباقات، وكان سودموي يتحدث من داخل حافلته القديمة وغير المكيّفة وذات الأرضية الخشبية والتي يتولى قيادتها منذ 10 سنوات.
وفيما لم يتعرض لأي حادث سابقاً، خاض بعض المواجهات مع شاحنات "بيك أب" على طول الطريق التي تبلغ 30 كيلومتراً ويسلكها مرات عدة خلال اليوم، وتمتد من ضفاف نهر تشاو فرايا إلى الضواحي الشرقية للعاصمة.
دوام لـ 15 ساعة:
ومنذ عام 2011، قُتل ثلاثة أشخاص في حوادث متصلة بخط الحافلات الرقم 8، مما أظهر الخلل القائم في نظام النقل العام في المدينة الكبيرة التي تضم نحو 10 ملايين نسمة.
وتعرضت الشركات الخاصة المشغلة لخطوط النقل في المدينة لانتقادات بسبب دفعها السائقين الذين يتلقون مردودهم استناداً إلى عدد الركاب، للعمل على رفع عدد الزبائن على حساب السلامة العامة.
ويقول المتخصص في قضايا النقل سوميت أونغكيتيكول: "حتى داخل الشركة نفسها، يتنافس السائقون بين بعضهم لتسجيل العدد الأكبر من الركاب".
وبالإضافة إلى راتب يومي ثابت يراوح بين 150 و200 باهت "أي نحو 4.96 دولارات"، يتلقى أفيساك سودموي عمولة بنسبة 10% على تذاكر النقل المباعة، ويبدأ دوام عمله عند الساعة الرابعة صباحاً لينتهي حوالي الساعة التاسعة مساءً، فيما يعمل خمسة أيام في الأسبوع.
ويقول: "ينبغي أن نسير الخط بأكمله أقلّه 4 مرات يومياً لنحصل على مردود كاف للعيش"، وهو ما يمثل تحدياً في مدينة يخنقها الازدحام المروري وتفتقد لمسارات مخصصة للحافلات.
ويشير يوثين واتيساكشايكول الملقّب بـ "نوي" الذي تدير عائلته إحدى الشركات الثلاث التي حصلت على امتياز إدارة خط الحافلات الرقم 8، إلى وجود منافسة بين السائقين لكن "ليس لدرجة إثارة خوف السكان".
ومن جهة السلطات، وعد حاكم بانكوك الجديد تشادشارت سيتيبونت الذي كان وزير نقل في حكومة ينغلوك شيناواترا التي أطاح بها انقلاب عام 2014، بتخفيف الازدحام المروري "خلال عام".
20 حافلة كهربائية:
ويجري العمل حالياً على توسيع مترو الأنفاق الذي يشكل إحدى شبكتي المترو الموجودتين في المدينة ويضم خطين فقط، وتهدف الخطة كذلك إلى تحديث الحافلات من خلال التحوّل إلى النماذج الكهربائية.
وضمن الخط رقم 8، دخلت في الخدمة نهاية أغسطس 20 حافلة كهربائية تديرها شركة مشغلة جديدة، ضمن الحافلات الستين التي تسير على الطرق.
ويقول سوميت أونغكيتيكول: "إن خط الحافلات الرقم 8 يمر بفترة انتقالية، ونأمل في أن تستثمر الشركة المشغلة الجديدة مبالغ أكبر لتدريب السائقين أكانوا شباباً أم لا، على تحسين تصرفاتهم".
وتقول الراكبة ساي بين: "إن الحافلات القديمة كانت تنطوي على خطر يتمثل في السرعة الزائدة، أما الحافلات الجديدة فهي أفضل من هذه الناحية".
ويقول أفيساك سودموي، الذي يفضّل قيادة حافلة قديمة من دون توضيح أسباب ذلك: إن معظم الركاب الذين أعرفهم لا يرغبون في التحول نحو الحافلات الجديدة لأن تذاكرها باهظة الثمن لهم.
أما بالنسبة إلى الحافلات الكهربائية الجديدة التي تعمل تحت تسمية حافلات الخط رقم 2-38 تحسباً للسمعة السيئة التي مني بها الرقم 8 خلال السنوات الأخيرة، فقد اصطدمت إحداها بخلفية أخرى في يوم عملها الأول.