بعد احتدام القتال في عدة جبهات بجميع أنحاء سوريا خلال الأشهر الأخيرة، حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء، في تقريرها الجديد من خطورة الأوضاع على صعيد الحرب الأهلية في سوريا مرة أخرى والعودة إلى مستويات المعارك واسعة النطاق.
الشارقة 24 – رويترز:
أنذرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء في تقرير جديد من خطر تفجر الأوضاع على صعيد الحرب الأهلية في سوريا مرة أخرى والعودة إلى مستويات المعارك واسعة النطاق بعد اشتعال عدة جبهات في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة.
وقال باولو سيرجيو بينيرو رئيس لجنة التحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة "لا تستطيع سوريا تحمل العودة إلى القتال على نطاق أوسع لكن هذا هو ما قد تكون في طريقها إليه".
وقُتل مئات الآلاف وتشرد الملايين منذ تحولت احتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في 2011 إلى حرب أهلية تدخلت فيها قوى أجنبية وتركت سوريا مقسمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة أطراف متعددة.
وخفتت حدة القتال في السنوات الأخيرة بعد أن ساعدت إيران وروسيا الأسد على استعادة 70% من الأراضي السورية ودعمت الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد في حين أقامت تركيا منطقة عازلة قرب حدودها.
لكن الأمم المتحدة قالت إن الوضع على خطوط المواجهة بين مناطق متعددة بدأ في الاشتعال مجددا.
وأضاف بينيرو للصحفيين في جنيف "كان لدينا اعتقاد في وقت ما أن الحرب انتهت تماما في سوريا" لكن الانتهاكات الموثقة في التقرير تثبت عكس ذلك.
وخلص التقرير المؤلف من 50 صفحة إلى أن "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني" ازدادت في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الستة الماضية.
وأشار التقرير إلى اندلاع قتال في شمال شرق سوريا وشمال غربها تسبب في سقوط عشرات القتلى من المدنيين وحد من إمدادات الغذاء والماء.
وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وثقت اللجنة مقتل قادة سابقين للمعارضة والعديد من مداهمات المنازل واستمرار التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز.
وقال عضو اللجنة هاني مجلي إن الضربات الجوية الروسية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة زادت بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية.
وأضاف مجلي للصحافيين "نشهد تصاعداً في العنف".
كما وثقت اللجنة أكثر من 12 غارة إسرائيلية في أنحاء سوريا في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، من بينها هجوم على مطار دمشق الدولي أدى إلى توقفه عن العمل لمدة أسبوعين تقريباً.
وذكرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء أنها لم تتمكن من إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا جواً خلال تلك الفترة.