الشارقة 24 – رويترز:
يغادر الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده للمرة الأولى منذ أكثر من عامين في رحلة إلى آسيا الوسطى هذا الأسبوع، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل شهر واحد فقط من ترسيخ مكانته كأقوى زعيم صيني بعد ماو تسي تونغ
وتُظهر الجولة الخارجية، وهي الأولى منذ بداية جائحة كوفيد-19، ثقته في قبضته على السلطة مع اقترابه من بدء ولاية ثالثة في منصبه وثقته أيضا في دوره كقائد عالمي وسط احتكاكات متجددة بين القوى العظمى.
وفي ظل أوضاع عالمية يخيم عليها التوتر على خلفية المواجهة بين روسيا والغرب بسبب غزو أوكرانيا، والأزمة حول تايوان وتعثر الاقتصاد العالمي، من المقرر أن يزور شي قازاخستان يوم الأربعاء.
وأعلنت قازاخستان والكرملين أن الرئيس الصيني سيلتقي بعد ذلك ببوتين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة سمرقند في أوزبكستان. وأكدت الصين الزيارة يوم الاثنين.
وقال مساعد بوتين لشؤون السياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، للصحافيين الأسبوع الماضي إن من المتوقع أن يلتقي الرئيس الروسي بنظيره الصيني خلال القمة، ورفض الكرملين الإدلاء بتفاصيل بشأن محادثاتهما.
وسيتيح الاجتماع لشي فرصة لتأكيد نفوذه، بينما يمكن لبوتين إظهار ميل روسيا نحو آسيا، ويمكن لكلا الرئيسين إبداء معارضتهما للولايات المتحدة في الوقت الذي يسعى فيه الغرب لمعاقبة روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
وقال جورج ماجنوس، مؤلف كتاب "الأعلام الحمراء" عن التحديات التي تواجه شي، "الأمر كله يعود إلى شي من وجهة نظري، إنه يرغب في إظهار مدى ثقته على المستوى الداخلي وأن يُنظر إليه على أنه زعيم عالمي للدول المعارضة للهيمنة الغربية".
وأضاف: "بشكل خاص أتخيل أن شي سيكون قلقاً لأقصى حد إزاء طريقة سير حرب بوتين، وما إذا كان بوتين أو روسيا لها دور في مرحلة ما في المستقبل القريب، لأن الصين لا تزال بحاجة إلى قيادة مناهضة للغرب في موسكو".
وتعرضت روسيا لأسوأ هزيمة في الحرب الأسبوع الماضي، حيث خرجت من معقلها الرئيسي في شمال شرق أوكرانيا.
ويمثل تعميق الشراكة "بلا حدود" بين القوة العظمى الصاعدة، الصين، وعملاق الموارد الطبيعية، روسيا، تطوراً جيوسياسياً يراقبه الغرب بقلق.
كانت روسيا ذات يوم الشريك الرئيسي في التسلسل الهرمي الشيوعي العالمي، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، صارت الآن شريكاً في مرتبة تالية للصين الشيوعية الصاعدة التي من المتوقع أن تتفوق على الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم في العقد المقبل.
وعلى الرغم من كثرة التناقضات التاريخية في الشراكة، لا توجد علامة على استعداد شي لإسقاط دعمه لبوتين في أخطر مواجهة روسية مع الغرب منذ ذروة الحرب الباردة.
وبدلاً من ذلك، يعمل الرئيسان، ويبلغ كل منهما من العمر 69 عاماً، على تعميق العلاقات.
وزاد حجم التجارة بمقدار الثلث تقريبا بين روسيا والصين في الشهور السبعة الأولى من عام 2022.
وقال ألكسندر كوروليف، المحاضر البارز في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة نيو ساوث ويلز سيدني، إن الزيارة "تظهر أن الصين على استعداد ليس فقط لمواصلة العمل كالمعتاد مع روسيا، بل وإظهار دعم واضح وتسريع تشكيل تحالف أقوى بين الصين وروسيا".
وأضاف أن "بكين مترددة في أن تنأى بنفسها عن موسكو حتى في وقت تواجه فيه تكاليف جسيمة فيما يتعلق بسمعتها ومخاطر أن تصبح هدفا لعقوبات اقتصادية ثانوية".