يواصل فن ألعاب الخفة، صموده في ميانمار، رغم الأزمات المتتالية بالبلاد، في تقاليد عريقة ينقلها الأجداد لأحفاد، حيث يستعين لاعبو الخفة بكرات ذهبية، مستخدمين خصوصاً القدمين والركبتين والكتفين والمرفقين، مع إضافة إكسسوارات أحياناً.
الشارقة 24 – أ ف ب:
تنجح هان مينت مو، في الحفاظ على توازن كرة ذهبية على حد سكين، تضع مقبضه بين أسنانها، بموازاة قيامها بحركات استعراضية باستخدام أطواق "هولا هوب"، على مرأى من جدها الفخور بنقله إليها فن ألعاب الخفة بميانمار الصامد رغم الأزمات المتتالية في البلاد.
في غرفة الجلوس ذات الجدران المطلية بالأخضر في المنزل، يطلق أون مينت كلمات تشجيع، ثم يلقي بأدوات ألعاب الخفة لحفيدته، التي تنفّذ الحركة تلو الأخرى واقفة على منصة للتوازن.
ويقول الجدّ البالغ 71 عاماً "لا يمكن اللعب عندما نكون خائفين أو متوترين أو غاضبين، يجب أن يكون البال صافياً صفاء الزجاج".
وكان هذا العامل السابق بدأ التمرن على ألعاب الخفة خلال وقت فراغه قبل نحو ثلاثة عقود، إثر تعرضه لجلطة دماغية، لاستعادة القدرة على تحريك أطرافه، وهو بات يعلّم هذه الألعاب لحفيدته التي يقدّم معها عروضاً.
وتوضح هان مينت مو البالغة 12 عاماً والتي تتدرب ثلاث ساعات يومياً بموازاة فروضها المدرسية، أن ألعاب الخفة "تمنحني السعادة وتزيدني قوة".
وخلافاً للتقاليد الغريبة، يستعين لاعبو الخفة بكرات بحجم حبة ليمون كبيرة، مستخدمين خصوصاً القدمين والركبتين والكتفين والمرفقين، مع إضافة إكسسوارات أحياناً، كسكين مثلا.
وتعود هذه الممارسة إلى مطلع القرن التاسع عشر، عندما كان لاعبو الخفة في البلاد، يستعينون بأكواب من الزجاج المنفوخ تسمى "إيوال"، باللغة الوطنية.
وفي البلد الغارق في الفوضى بعد انقلاب الأول من فبراير 2021، يواجه هذا التقليد صعوبة في الاستمرار، من دون أي نقابة تنظمه أو دعم من الحكومة العسكرية.