يسعى القيّمون على المتاحف ومواقع الإرث الثقافي في جنوب أوكرانيا بأي ثمن إلى إنقاذ هذه الكنوز التاريخية من خطر العمليات العسكرية الروسية، ويعرّضون أنفسهم أحياناً للخطر.
الشارقة 24 – أ ف ب:
عندما بدا أن تقدم الجيش الروسي في منطقة زابوريجيا سيحصل حتماً، في مطلع مارس الماضي، بادرت ناتاليا تشيرغويك إلى تحميل شاحنتها بقطع فنية يصل وزنها إلى نحو طنّ، بينها لوحات وأسلحة تراثية وخزف من القرن السابع عشر، وتوجهت بها غرباً.
إذ يسعى القيّمون على المتاحف ومواقع الإرث الثقافي في جنوب أوكرانيا بأي ثمن إلى إنقاذ هذه الكنوز التاريخية من خطر العمليات العسكرية الروسية، ويعرّضون أنفسهم أحياناً للخطر.
وتروي المرأة البالغة 50 عاماً، وهي مفوضة المعارض في متحف خورتيتسيا "اجتزنا مسافة ألف كيلومتر في خمسة أيام. كانت رحلة مروعة، وكانت الطائرات تمرّ فوقنا عندما كنا على الطريق من دون أن نعرف ما إذا كانت أوكرانية".
وتشير إلى أن "الجانب الأكثر صعوبة كان إقناع عناصر الحواجز العسكرية بعدم تفتيش المجموعات وبالسماح للشاحنة بالمرور بأسرع ما يمكن".
وتشكّل جزيرة خورتيتسيا الواقعة على نهر دنيبرو بأكملها متحفاً نظراً إلى أهميتها التاريخية، إذ احتلها القوزاق الأوكرانيون منذ القرن السادس عشر، وجعلوها قاعدتهم إلى أن دمرتها الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية عام 1775.
وعلى هذه الجزيرة، أنشأ القوزاق الزابوروغ أول "سيتش"، وهو نظام سياسي يقوم على الديموقراطية المباشرة. وهي تالياً بمثابة "موقع مقدس بالنسبة إلى تاريخ أوكرانيا"، على ما يصفه ماكسيم أوستابينكو "51 عاماً"، مدير المتحف الذي تم إنشاؤه في المكان، وهو موقع ثقافي أوكراني بالغ الأهمية، ومن أبرز ما يحويه عشرات القطع التي عُثر عليها خلال الحفريات الأثرية.