جار التحميل...

°C,
4 ملايين شخص يعيشون في المنطقة المنسيّة

الجفاف يضرب شمال كينيا ويهدد الملايين بالمجاعة

July 23, 2022 / 9:39 AM
كينية في شمال البلاد
يعاني السكان في شمال كينيا، من جفاف قاتل يهدد بمجاعة وشيكة، إذ لم تُمطر بما فيه الكفاية منذ ثلاث سنوات، فبات الأطفال وأهلهم في حالة من الهزال الشديد، غير أن السلطات تصبّ اهتمامها حصراً في التحضير للانتخابات الرئاسية.
الشارقة 24 – أ ف ب:

في شمال كينيا الذي يعاني من الجفاف، يقتات سكّان بورابول توتاً برياً فقط، إذ لم تُمطر بما فيه الكفاية منذ ثلاث سنوات، فبات الأطفال وأهلهم في حالة من الهزال الشديد جراء الجوع والمجاعة التي تهدد مناطقهم، غير أن السلطات تصبّ اهتمامها حصراً في التحضير للانتخابات الرئاسية.

تُدرك لوكا متير، أن الثمار المرّة تجعل أطفالها الخمسة يمرضون، مما يزيد من ضعف أجسادهم، لكن ليس لديهم خيارات أخرى من الطعام، إذ لم تشهد المنطقة كمية متساقطات كافية في الثلاث سنوات الأخيرة، وتوضح أنها الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.

ويواجه 18 مليون شخص على الأقلّ في القرن الإفريقي، جوعاً شديدًا، في ظلّ أسوأ فترة جفاف منذ 40 عاماً في المنطقة.

ويعيش نحو أربعة ملايين شخص في شمال كينيا المنسيّ، وعدد السكان هذا ارتفع بشكل مطّرد هذا العام، لكن هذه الأزمة لا تلقى اهتماماً وطنياً كافياً في خضمّ حملة انتخابية صعبة ومكلفة.

ويعاني نحو 950 ألف طفل دون سن الخامسة، و134 ألف امرأة حامل أو مرضعة، في المناطق القاحلة النائية في كينيا، من سوء التغذية الحاد، وهم بحاجة للمساعدة، بحسب أرقام صادرة عن الحكومة في يونيو الماضي.

وحالة الجوع التي تضرب سكان المقاطعات الثلاث الأكثر تضرراً، بما فيها مقاطعة مارسابيت، على شفير التحوّل إلى حالة مجاعة.

وتوقّع البنك الدولي في يونيو الماضي، أن يؤدي الجفاف، إلى جانب الاضطراب الاقتصادي، إلى إعاقة تعافي كينيا الاقتصادي من تداعيات جائحة كوفيد-19، لكن رغم ذلك، لم يُذكر الجفاف في الأجندات السياسية التي قدمها المرشحون للانتخابات الرئاسية الذين يجولون البلاد لجمع أصوات.

وخلال هذه الجولات، طغت تكاليف المعيشة المرتفعة في أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا على المخاوف التي عبّر عنها السكّان.

وحذّر متظاهرون في مدن كبيرة، بمقاطعة الانتخابات المنتظرة في 9 أغسطس المقبل، في حال عدم تخفيض الأسعار، هاتفين شعارات "لا طعام، لا انتخابات".

ويرى الخبير الاقتصادي تيموثي نجاغي من معهد تيغيميو للسياسة الزراعية والتنمية في نيروبي، أن قضية شمال كينيا "جرى طمسها" إلى حدّ كبير، ويضيف شعرت بالحزن الشديد، على اعتبار أن هذا العام كان سيكون عام انتخابات، توقّعنا أن تكون هذه المسألة نقطة نقاش رئيسية.

ويعيش السكان في كينيا، بأكثر الظروف جفافاً منذ مطلع الثمانينيات، بعدما شهدت البلاد أربعة مواسم أمطار غير كافية في ظلّ تغيّر المناخ.

وجفّت الأنهار والآبار وتحولت المراعي إلى غبار، ما أدّى إلى نفوق أكثر من 1.5 مليون رأس من الماشية في كينيا وحدها، وعلى السهول الصخرية في بورابول جثث حيوانات منتشرة، فيما تعاني العائلات من نقص الحليب واللحوم في وجباتها الغذائية وأي وسيلة للتجارة للحصول على الطعام.

شاهدت إيريبيو أبوثيا، حيوانات الماعز تهزل وتموت، وما زالت جلودها متناثرة على أرضية كوخها، وتوضح وهي تحمل بعض التوت الذي تغليه ليتحوّل إلى عجينة مذاقها مرير، "أصبحت آكل ما تأكله القرود، لكن حتى هذا بدأ ينفد، ماذا يمكننا أن نفعل؟"

وقرية بورابول، معزولة ولا تضمّ أي مدرسة أو طريق أو متجر أو مستوصف، كما هي الحال في العديد من القرى في شمال كينيا، والقرية الأقرب هي قرية لويانغالاني على بعد 60 كيلومتراً، ورغم أنّها تضمّ أكبر مزرعة رياح في إفريقيا، تعاني البلدة من انعدام التغذية الكهربائية.

خارج البلدة، يحفر أطفال بحثاً عن المياه على طول الساحل المقفر لبحيرة توركانا المالحة الضخمة.

وطار المرشحان الرئيسيان للانتخابات الرئاسية وليام روتو، ورايلا أودينغا إلى المناطق المتضررة من الجفاف، ووعدا بإنشاء بنى تحتية ملائمة والعمل على التنمية، خلال وقفات قصيرة خلال حملتهما.

لكن كينيا لا تشهد نسباً عالية من التصويت، وطرح مسألة الجفاف بشكل عام في البرامج الانتخابية ليس عاملاً للفوز، حسبما يؤكد كاروتي كانيينغا الأستاذ الباحث في معهد دارسات التنمية في جامعة نيروبي، الذي يضيف سينتهي الأمر بالخسارة لمن يطرح هذه القضية.

وتوضح كلير ناسيكي من منظمة غرينبيس في إفريقيا، إن تعهدات كلا المرشحين بالاستثمار في المياه والزراعة في المناطق المعرضة للجفاف تفتقر للتفاصيل المهمة، مضيفة لم يتم الحديث عن التفاصيل الدقيقة لكيفية معالجة أزمات المناخ.

ولم تحظَ مشكلة الجفاف، التي قد تمتدّ إلى 2023 في شمال كينيا، إذا لم تهطل أمطار كافية كما هو متوقع، باهتمام دولي كافٍ في ظلّ ازدحام في الساحة الدولية.

وتمّ تجميع نحو 1.92 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا مثلًا، أي نحو 86% من الهدف المرجوّ، بحسب بيانات الأمم المتحدة، أمّا بالنسبة لمشكلة الجفاف في كينيا، فتمّ تجميع 17% فقط من المبلغ المرجوّ.

في غضون ذلك، ارتفعت تكاليف إرسال المساعدات بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية على أسعار الغذاء والنفط.

تحت شجرة أكاسيا، يفحص طبيب، بمفرده، عشرات الأمهات والرضّع الذين يعانون من سوء التغذية مرّتين كل شهر في بورابول.
July 23, 2022 / 9:39 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.