موجة حرّ جديدة تضرب إسبانيا والبرتغال وفرنسا والمملكة المتحدة

الشارقة 24 – أ ف ب:

سجلت درجات الحرارة ارتفاعاً، يوم الاثنين، إلى مستويات قياسية جديدة في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تخطّت 43 درجة مئوية، وكذلك في جنوب فرنسا وبريطانيا، وذلك بعد أقلّ من شهر على موجة الحرّ الأخيرة التي ضربت أوروبا.

ويوضح العلماء، أنّ تزايد موجات الحر في أوروبا، هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، وأنّ انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من قوة موجات الحرارة ومدتها ووتيرتها.

وسُجّلت في إسبانيا 43.3 درجة مئوية في كانديليدا، مساء الاثنين، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية.

وسُجّلت 42 مئوية في مدن أخرى في جنوب إسبانيا وجنوبها الغربي ووسطها، مثل باداغوث وخايين وأفيلا.

وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية، تسجيل 46 درجة مئوية في باداغوث الخميس والجمعة، و45 مئوية في إشبيلية، يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وأوضح المتحدث باسم مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية روبين ديل كامبو، أنّ موجة الحرّ الجديدة هذه "استثنائية تماماً"، رغم أنها تطاول بلداً اعتاد على درجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف.

وبدأت موجة الحرّ، الأحد الماضي، وقد تستمرّ تسعة أو عشرة أيام ما قد يجعلها إحدى موجات الحر الثلاث الأطول في تاريخ إسبانيا منذ 1975، بحسب ما أعلن المتحدث، الذي تابع قائلاً يتسبب التغيّر المناخي بموجات حرّ متكررة أكثر ويجعلها أقوى، مذكّراً بأنّ عدد موجات الحرّ تضاعف خلال السنوات الـ12 الأخيرة في إسبانيا.

وتوقعت مصلحة الأرصاد الإسبانية، حصول الأسوأ بين الثلاثاء والخميس، من دون أن تكون قادرة على تحديد ما إذا كان سيتمّ تخطّي الحرارة القياسية التي سُجّلت في إسبانيا "47.4 درجة مئوية في مونتورو بأغسطس 2021".

وشهدت إسبانيا، خمس موجات حرّ استثنائية، بما فيها الموجة الحالية، خلال الأشهر الـ11 الأخيرة، وكان مايو 2022 هو أكثر شهر مايو سخونة منذ مطلع القرن في إسبانيا.

وفي البرتغال المجاورة، وصلت الحرارة إلى 44 درجة مئوية، نهاية الأسبوع الماضي، في بعض المناطق. 

ورغم انخفاض طفيف الاثنين، يُتوقّع تسجيل 44 درجة مئوية في منطقة إيفورا، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية، التي توقعت ارتفاعاً جديدًا بدرجات الحرارة الثلاثاء والأربعاء.

وتسببت موجة الحرّ، بحرائق عدة وسط البرتغال، في الأيام الأخيرة، حيث تمّت السيطرة الاثنين على أكبر حريق، بعدما اندلع الخميس في منطقة أوريم "وسط"، وأتى على حوالي ألفي هكتار من الغطاء النباتي، واستوجب تعبئة نحو 600 عنصر إطفاء.

لكن الوضع لا يزال "خطيراً واستثنائياً"، بحسب القائد الوطني للحماية المدنية أندري فيرنانديز، فيما حذّر رئيس الوزراء أنطونيو كوستا، من "مخاطر قصوى" في الأيام المقبلة، وأضاف "قد يتسبب أقلّ إهمال بحريق كبير".

وطالت موجة الحرّ هذه جنوب غرب فرنسا أيضاً، حسبما أكّدت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية، حيث تجاوزت درجات الحرارة 30 مئوية في جزء كبير من البلاد، مع إمكان تسجيل 39 مئوية في بعض المناطق، اعتباراً من الثلاثاء.

ومن المتوقع أن تبلغ الموجة ذروتها بين السبت والثلاثاء المقبل، بحسب سيباستيان لياس من مصلحة الأرصاد، لافتًا إلى أن من المبكر التحدّث عن ظاهرة تُقارن بموجة الحرّ القاتلة التي سجلت صيف العام 2003.

وفي المملكة المتحدة، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 33 مئوية، في جنوب غرب البلاد، وجهت الأرصاد الجوية الوطنية تحذيراً قبل موجة "حرّ قصوى" اعتباراً من الأحد المقبل، مع حرارة قد تتجاوز 35 مئوية.