تحت شعار "معاً لتمكينهم"، نظمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، «الملتقى الخليجي الثاني للناجين»، وذلك عبر منصتها الافتراضية يوم 28 يونيو، والذي أكد دور التمكين في تأهيل الناجين من المرض ومساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية.
الشارقة 24:
نظمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، «الملتقى الخليجي الثاني للناجين»، تحت شعار "معاً لتمكينهم"، وذلك عبر منصتها الافتراضية يوم 28 يونيو، والذي أكد دور التمكين في تأهيل الناجين من المرض ومساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية، وبث الأمل لديهم وتعزيز قدراتهم واكتشاف ما لديهم من إمكانات وطاقات إيجابية.
وسلط الملتقى في دورته الثانية الضوء، من خلال كلمات المتحدثين الذين مثلوا جمعيات مكافحة السرطان العاملة في دول الخليج إضافة إلى اليمن، على أهمية الجهود التي تبذلها الجمعيات لمساندة ودعم المرضى وتذليل كافة التحديات التي تواجه الناجين من المرض، لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وإعادة إدماجهم وتمكينهم نفسيا ومجتمعيا، استجابة لمخرجات الملتقى الخليجي الأول للناجين الذي انعقد العام الماضي، واستهدف إرشاد الجمعيات التي تعنى بمكافحة السرطان إلى سلوك طريق التمكين للناجين.
وافتتح الملتقى بكلمة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان وعضو مؤسس في الجمعية ، أكدت فيها أن الجمعية تسعى منذ نشأتها بمبادرة كريمة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس المؤسس للجمعية، إلى مساعدة مرضى السرطان بمختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي، وتعزيز الأمل في قلوبهم ونفوسهم وعائلاتهم، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بهذه القضية، وأنها حققت إنجازات كبيرة بالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص.
وأشارت إلى أن الملتقى الخليجي للناجين من السرطان استطاع منذ دورته الأولى أن ينقل رسالة الناجين الملهمة إلى المجتمع، التي جسدت شعورهم الحي بالأمل، ومنحوه لكل من حولهم، بعد أن جعلوا منه دافعا للنجاة ووسيلة لتمكين ذواتهم من الإحساس بما لديهم من طاقات وقوة إيجابية.
واعتبرت أن الملتقى الأول نجح في تقديم مخرجات حددت الأولويات، وفي مقدمتها التمكين المجتمعي للناجين وتعزيز الوعي بدور الدعم المعنوي والنفسي في إنجاح خطة العلاج واستجابة الناجي للتعافي، كما نجح في عرض نماذج من التجارب الريادية المتميزة في دعم تمكين الناجين، والتي ينبغي استمرار تسليط الضوء عليها وتأملها بهدف تطويرها وتعميم تجاربها في التمكين الناجين وتسريع وتيرة عودتهم إلى الحياة الطبيعيّة أسرياً ومجتمعياً.
الاستجابة للعلاج حتى التعافي
وبدوره أكد سعاد الدكتور خالد الصالح، الأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، في كلمته أهمية الدعم المعنوي والنفسي للمرضى، ومدى تأثيره على استجابة مرضى السرطان لخطة العلاج، وذلك ما دفع الكثير من المستشفيات التي تعالج الأمراض السرطانية إلى الاهتمام بإيجاد غرف للاستشارات النفسية، بهدف تمكين المرضى ومنحهم الدعم اللازم الذي يساعدهم على الاستجابة لمرحلة العلاج حتى التعافي.
وأوضح الصالح أن التمكين المجتمعي للناجين مهمة أساسية ينبغي أن تتصدر اهتمام كافة جمعيات مكافحة السرطان في دول مجلس التعاون الخليجي، ولفت إلى امتلاك دول الخليج تجارب ريادية عديدة في مجال تمكين الناجين وتأهيل بعضهم، والذين أصبحوا منارات لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لغيرهم سواء من المرضى أو المتعافين.
وختم الأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان كلمته، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت السرطان ضمن الأمراض المزمنة القابلة للعلاج، وتلك رسالة إيجابية لا بد من وصولها إلى المرضى، إلى جانب أهمية استمرار جهود الجمعيات في تمكين الناجين، وتعزيز إسهاماتهم في بث الطمأنينة ومساعدة المرضى وبث الثقة لديهم بجدوى الاستمرار في تلقي العلاج.
إجراءات اتحادية ومحلية في مواجهة المرض
بدوره، ألقى سعادة عبد الله بن علي المحيان، رئيس هيئة الشارقة الصحية، كلمة نوه فيها بدور المؤسسات الحكومية في مكافحة السرطان والعناية بالناجين، مثمناً جهود جمعية أصدقاء مرضى السرطان في تنظيم الملتقى الخليجي الثاني للناجين من السرطان 2022. لافتاً إلى أن دولة الإمارات منذ تأسيسها تولي صحة الإنسان كامل اهتمامها، والذي انعكس على إصدار التشريعات والقوانين التي من شأنها حماية صحة المواطنين والمقيمين من الأمراض كافة، والسرطان على وجه الخصوص.
وأشاد المحيان بدور إمارة الشارقة في المنظومة الشاملة للقطاع الصحي، قائلاً: "تعكف الشارقة باستمرار على تطوير القطاع الصحي، وتم بلورة هذا الاهتمام بإنشاء هيئة الشارقة الصحية في عام 2010، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد أخذت على عاتقها بذل الجهود الفعالة في مكافحة مرض السرطان، عبر تنظيم الحملات التوعوية والصحية، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات وورش العمل المعنية بالتبصير والتثقيف بمخاطر هذا المرض، وسبل علاجه والعناية بالناجين، وتم وضع البرامج العلاجية الشاملة لمحاصرة المرض والحد من انتشاره".
وأكد المحيان أن محاربة مرض السرطان تحتاج إلى تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية، موصياً بتعزيز الدعم المؤسسي عبر المؤسسات الصحية لمرضى السرطان والناجين منه، وزيادة المراكز المتخصصة بعلاج السرطان والمراكز التي تعنى بالمحافظة على صحة الناجين، إضافة إلى إشراك كافة الشرائح المجتمعية للمساهمة في التوعية بالمرض وآثاره، وممارسة العادات الصحية التي تقي من المرض، والبعد عن الممارسات المسببة له، ودعم البحوث العلمية التي تتناول أسباب المرض، والوسائل العلاجية والوقائية.
التمكين المجتمعي
وشارك في إدارة جلسات الملتقى كل من الإعلامية علياء الشامسي معدة ومقدمة برامج في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والإعلامي الدكتور سعيد العمودي، مقدم برامج تلفزيونية مع المكتب الثقافي والإعلامي بالشارقة.
وفي الجلسة الحوارية الأولى التي جاءت بعنوان "التمكين المجتمعي للناجين"، استهلت الحديث خلالها الناجية عائشة محمد التميمي، من الجمعية القطرية للسرطان، التي تحدثت عن تجربتها في مواجهة المرض والتغلب عليه، من خلال التمسك بالروح الإيجابية والتركيز على هدف التعافي، والاستفادة من الدعم المعنوي والاستمرار في ممارسة الأنشطة الوظيفية والهوايات التي تساعد على العطاء الدائم، وبذل الجهود لمساعدة مرضى السرطان الآخرين وتخفيف الشعور الذي ينتابهم بالخوف الذي يتولد تجاه المرض.
المملكة العربية السعودية :استيقاظ الأمل
وتحدثت الناجية لطيفة محمد العياف، من جمعية زهرة من المملكة العربية السعودية، التي وصفت تجربتها في التمكين ورحلتها في مواجهة المرض، بقولها: "وقفت أنا والمجهول وجها لوجه لكني تحديت المرض رغم ضعفي، وفي النهاية وبكلمات عابرة استيقظ الأمل في داخلي وتمكنت من التعايش مع المرض حتى تغلبت عليه وتعافيت، وبعد أن انتقلت إلى فئة الناجين، شجعني زوجي الخوض في مجال التطوع وعثرت على أهداف جديدة تمثل قيمة لحياتي، فمن خلال التطوع استطعت دعم المرضى وبث الأمل في قلوبهم".
الكويت: الكشف المبكر
أما الناجية نادية يوسف المحمود، فأشارت إلى أنها كنت حريصة على القيام بالكشف المبكر لسرطان الثدي سنويا، عبر الفحص الذاتي والماموغرام إلى أن اكتشفت إصابتها بالمرض، ومرورها بمرحلة تلقي العلاج الجراحي والكيماوي والإشعاعي، لكنها ومن خلال التحلي بالإيمان والشعور بالأمل تمكنت من التغلب على المرض وعادت إلى حياتها الطبيعية وانضمت إلى الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان منذ عام 2017 للمساعدة في توعية المجتمع للوقاية من السرطان وتعزيز قدرات الناجين ليكون لهم دور فعال في المجتمع.
الإمارات: واجب الناجين تجاه المرضى
وتحدث الناجي الدكتور صلاح الدين علي السيد، من جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة، الذي أشار إلى أن على الناجين من السرطان واجب تجاه المرضى يقتضي مساهمة المتعافين في توعية المرضى ومنحهم الثقة وزرع الطمأنينة في نفوسهم، وكشف خلال مشاركته أنه خاض تجربة الإصابة بالسرطان لمرتين وشفي منه، ثم قرر أن يكون عونا وسندا للمرضى لمساعدتهم معنويا على الثقة بالنفس والقبول بمرحلة العلاج بروح التفاؤل والأمل، لأن السرطان مرض يتطلب من المريض الاستجابة لخطة العلاج بعزيمة ليمنح نفسه فرصة التعافي.
اليمن: تمكين ثقافي
ومن اليمن تحدث الناجي محمد ناصر صالح باجحاو، من مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، وعرض تجربته في تمكين نفسه ثقافيا وتقديم خلاصة تجربته في هزيمة السرطان من خلال اصدار كتاب بعنوان "الصمود حتى الشفاء" نقل فيه رحلته من المرض إلى التعافي، وأوضح أن التمكين المجتمعي للناجين يعزز لديهم القدرات التي تعينهم على النشاط بروح جديدة في المستقبل، ويمكنهم من التأثير الإيجابي على المرضى والناجين الآخرين، وإظهار مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية في تحويل الإصابة بالسرطان إلى نعمة وإلى فرصة لمساعدة غيرهم على تقبل المرض والاستجابة للعلاج.
البحرين: اختبار للقدرات
أما الناجية نوف عبد العزيز القطان، من جمعية البحرين لمكافحة السرطان، فأشارت في مداخلتها إلى أن المرض كان بالنسبة لها اختبارا لقدراتها لأنها تعمل في مجال التمريض، وقررت أن تكون استثنائية وأن تتخطى المرض وتنتقل إلى توعية المرضى، وأنها باشرت نشاطها التوعوي داخل محيطها العائلي وصولا إلى توعية المرضى في بيئة عملها بالمستشفى، بالتركز على الحديث معهم حول تجربتها في التغلب على السرطان وخوض رحلة العلاج بروح معنوية عالية.
سلطنة عمان: تجارب ملهمة
وضمن التجارب الملهمة للناجين، تحدثت الناجية زهرة زاهر الكندي، من الجمعية العمانية للسرطان، والتي ركزت على توضيح أثر الدعم النفسي والمعنوي الذي تلقته من أسرتها ما ساعدها على الشفاء بعد أن أصيبت بسرطان الثدي، وأوضحت أنها واجهت المرض في البداية بعدم تقبله وأنها شعرت بالصدمة، إلى أن تغير تفكيرها بشكل إيجابي عقب اكتشاف بوادر التعافي بعد مرور الجزء الأول من مرحلة العلاج وتلقيها دعما من الأطباء الذين نصحوها بدعم وتشجيع غيرها من المرضى على القبول برحلة العلاج، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تساعد المرضى والناجين أيضا على الثقة بالعلاج وتحثهم على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.
الطب النفسي وتمكين الناجين
وقدمت الدكتورة نعيمة العلي، الأخصائية النفسية الطبية في دولة الإمارات، ورقة عمل حول التمكين المجتمعي للناجين، وقالت: "إن الدعم المجتمعي لمرضى السرطان مهم للغاية، لأن المرض يترك آثارا جسدية ونفسية على المريض، بعضها طويلة الأمد وتدفع البعض إلى مواجهة حالة من الخوف والقلق من احتمالية عودة المرض بعد العلاج، لكن هذا الخوف يتلاشى مع الزمن، وذلك يؤكد ضرورة توفر الدعم النفسي للمريض وللناجي من طرف الأسرة والمجتمع، ليعزز لديه الثقة بالنفس ويمنحه الشعور بالأمان".
وأكدت الدكتورة نعيمة العلي أن الدعم النفسي والاجتماعي يساعد كذلك على التخفيف من آثار المرض ومن الحالة النفسية التي تصاحبه وتمتد لتشمل المريض وأسرته وأصدقائه والمقربين منه، مثل المخاوف والقلق والحزن، وغيرها من المشاعر التي تسبب عرقلة لمرحلة العلاج إذا لم يتوفر الدعم النفسي والاجتماعي.
تجارب ناجحة
واختتم الملتقى دورته الثانية ببث مواد مرئية حول جهود نماذج من جمعيات مكافحة السرطان في دول مجلس التعاون الخليجي، ممثلة بتجارب ناجحة من الملكة العربية السعودية، شملت فيديو تحت عنوان قصص المتعافين، تحدثت خلاله إحدى الناجيات والتي تعمل ضمن جمعية مكافحة السرطان في الأحساء حول حاجة المريض إلى الإرادة القوية أثناء فترة العلاج.
وعرض فيديو آخر حول جهود جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان بالمملكة العربية السعودية، تضمن مقتطفات ومشاهد للأطفال الذين تحدثوا حول البرامج التدريبية والتوعوية التي تقدمها لهم الجمعية، وأثرها الذي يمتد إلى دعم أسر الأطفال المرضى وتوعيتهم حول مرض السرطان وكيفية التعامل معه، ونشر الوعي في المجتمع حول المرض وطرق مكافحته والوقاية منه.