الشارقة 24 – رويترز:
أخذ علي حسين، مزارع التمر في منطقة الفاو جنوب العراق، يتجول وسط حقل مليء بجذوع أشجار النخيل الميتة، وتذكر الأيام التي كانت فيها أشجار النخيل مثمرة ومصدر دخل مهم للناس في المنطقة.
وفي جنوب العراق، حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات، اشتهرت شبه جزيرة الفاو يوماً ما بأشجار النخيل والحناء التي ساهمت في جعل العراق أحد أكبر منتجي التمور في العالم.
لكن الفاو، التي تقع على ضفة دلتا شط العرب بالقرب من الخليج، تضررت بشدة بسبب موقعها الذي كان على خطوط المواجهة الأمامية في حرب العراق مع إيران من 1980 إلى 1988.
وذكر قائمقام قضاء الفاو، الأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع مزارع التمر، وأوضح أن مدينة الفاو توجد فيها أجود أنواع التمور والنخيل في العراق، لكن عدم توفر الظروف الملائمة حالت دون عودة زراعتها، لذلك بقيت الأراضي عبارة عن صحراء، وأن نسبة التصحر عالية جداً، وأن معظم الفلاحين فقدوا الأمل بإعادة الزراعة لعدم توفر المياه.
وتابع أنه لكي لا تكون نكبة كانت هناك محاولات في عام 2012، لكن مع كل الأسف عاد المد الملحي والماء المالح ليقضي على كل الآمال مرة أخرى، فهناك مخاوف كبيرة جداً من الفلاحين والمزارعين الموجودين حالياً في قضاء الفاو، لعدم توفر المياه.
بدأ حسين، العمل في أرضه مرة أخرى، لكنه أعلن أنه يواجه اليوم تحدياً يتمثل في ندرة المياه وسوء جودتها، فضلاً عن الجفاف.
وبحسب بيان نشرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى في 17 يونيو الجاري، أدى انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات إلى ارتفاع مستويات الملوحة وتدهور جودة المياه.
وجاء في البيان، أنه مع تبخر سنوي يصل إلى ثلاثة أمتار وانخفاض منسوب مياه النهر، اقتربت مياه البحر من مصدر المياه في القرنة لتدمر 60 ألف فدان من الأراضي الزراعية و30 ألف شجرة.
حسين، الذي يمتلك أيضاً مطعماً، يعمل بجد للحفاظ على عشرات من شجر النخيل، لكنه قلق بشأن المستقبل.
ويتسبب الجفاف ودرجات الحرارة الشديدة في جفاف الأراضي الزراعية، مما يجعل أجزاء كبيرة من العراق صالحة بالكاد للعيش خلال أشهر الصيف.
وأوضح عبد العظيم كاظم العيداني مدير قسم النخيل بمديرية زراعة البصرة، الأسباب التي أدت لتراجع إنتاج العراق من التمور، وتتمثل بتدهور في قطاع النخيل من ناحية العدد والنوع، وأكد أن البصرة هي المحافظة الأسوأ في التدهور بالعراق بحكم أن موقعها الجغرافي والحروب عليها، وتقع في مصب نهر دجلة والفرات والمياه الرديئة والمالحة توصل إليها، لذلك أدى إلى انخفاض عدد كبير من أعداد النخيل وهذا أيضاً عكس على التمور كماً ونوعاً، لافتاً إلى أن العراق تراجع ليصبح المصدر السابع للتمور في العالم بعد أن كان الأول في هذا المجال.
وسجلت البلاد، درجات حرارة قياسية لا تقل عن 52 درجة مئوية، في السنوات الأخيرة.