وجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "رحمه الله"، بمجموعة من المبادرات والخطط، التي كان لها أثرها البالغ في رسم مستقبل الدولة.
الشارقة 24 – وام:
"إن المستقبل مهما كان بعيداً، فهو قريب والاستعداد له يبدأ اليوم، وليس غداً".
مقولة أثيرة عن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "رحمه الله"، أسست لواحد من أهم مبادئ مرحلة التمكين وهو "الاستشراف"، وتعزيز الوعي بالفكر المستقبلي وأهميته في الاستعداد للتحديات والمتغيرات المتوقعة، فالبحث المبكر عن الفرص ووضع السيناريوهات لأية تحديات ووضع الخطط الاستباقية صار سمة لدولة الإمارات.
ومن أبرز تلك الخطط التي كان لها أثرها البالغ في رسم مستقبل الدولة:
مبادئ الخمسين:
رسم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "رحمه الله"، طريق الإمارات نحو المستقبل وشكلت مبادئ الخمسين العشرة التي اعتمدها "رحمه الله" في أكتوبر 2021، المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات، خلال مسيرتها الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية في العقود الخمسة المقبلة.
وتمثل المبادئ العشرة، مرجعاً لجميع المؤسسات في دولة الإمارات لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً، وتطوير علاقات إقليمية ودولية لتحقيق مصالح الدولة العليا ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم.
رؤية الإمارات 2021:
وأطلقت الإمارات في عهده "رحمه الله"، رؤية الإمارات 2021، التي تهدف إلى جعل الإمارات أحد أفضل البلدان في العالم، وبغية تحقيق هذا الهدف، تم إطلاق الأجندة الوطنية التي تضم مؤشرات الأداء الرئيسية، وهي بمثابة دليل للدولة في مسيرتها للوصول إلى ما تصبو إليه، وتعمل في معظمها على مقارنة مرتبة دولة الإمارات في المؤشرات الدولية بدول العالم المختلفة والدفع بها نحو الريادة والتميز.
الحياد المناخي 2050:
ونجحت الإمارات في عهد المغفور له، في قيادة الحراك العالمي من أجل مواجهة تحديات التغير المناخي، وذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات ذات الصبغة العالمية من حيث التأثير، ومنها مبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، التي تعد محركاً وطنياً، يهدف إلى خفض الانبعاثات والحياد المناخي بحلول 2050 ما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.
وتستثمر الإمارات، بموجب المبادرة، ما يزيد على 600 مليار درهم في تطوير مشاريع الطاقة النظيفة حتى عام 2050.
استراتيجية الحكومة الرقمية 2025:
وصممت الاستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية لدولة الإمارات، وفقاً لـ8 أبعاد تستثمر في مضمونها التوصيات الواردة، في إطار سياسة الحكومة الرقمية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية-/OECD/، وتتواءم مع الخطة التنموية لدولة الإمارات في حقبة ما بعد "كوفيد-19".
ويتمثل الهدف الرئيسي للاستراتيجية، في ترسيخ التزام واسع عبر القطاعات، لتأييد توظيف الرقمية في الاستراتيجيات الحكومية كافة الذكاء الاصطناعي.
وتعتبر استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي /AI/، التي أطلقت في عام 2017 الاستراتيجية الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، وتمثل هذه الاستراتيجية المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية والتي ستعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في الدولة بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.
الخدمات الحكومية:
وشغل تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور، حيزاً كبيراً، من اهتمام ومتابعة الشيخ خليفة "رحمه الله"، لتشهد الإمارات إطلاق العديد من المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه ومنها استراتيجية الإمارات للخدمات الحكومية 2021-2025 التي تهدف إلى رفع تنافسية الدولة في تقديم الخدمات وتحقيق رؤيتها بأن تكون أفضل حكومة في العالم في الخدمات الحكومية، ومؤشرات الثقة والكفاءة.
وتتضمن الاستراتيجية، أكثر من 28 مبادرة يجرى تنفيذها بحلول 2023، وتركز على تقديم خدمات رقمية متطورة، وتحسين فعاليتها وأتمتتها بالكامل لتصل إلى المتعامل في أي مكان وعلى مدار الساعة.
وستعمل الاستراتيجية أيضاً، على إقرار منظومة تضمن تصميم الخدمات الجديدة من البداية، وتوفيرها رقمياً، مع سجلات دقيقة لبيانات المتعاملين، وضمان طلب البيانات والمعلومات مرة واحدة فقط، وإتاحة مشاركتها مع الجهات الحكومية.
منصة استشراف المستقبل:
وفي عام 2017، أطلقت حكومة دولة الإمارات منصة الإمارات لاستشراف المستقبل، في خطوة هادفة إلى دعم جهود نشر ثقافة الاستشراف، وتعزيز الوعي بالفكر المستقبلي وأهميته في الاستعداد للتحديات والمتغيرات المتوقعة.
تمثل المنصة مرجعاً، لتوثيق جهود الإمارات في مجال استشراف المستقبل، وبناء القدرات الوطنية وترسيخ ثقافة استشراف المستقبل لديها، من خلال توفير الموارد في مجال استشراف المستقبل.
وستدعم منصة الإمارات لاستشراف المستقبل، استراتيجية الدولة للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في القطاعات الحيوية كافة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى على جميع المستويات ما يدعم تحقيق الأهداف الوطنية.
استراتيجية الطاقة:
وفي قطاع الطاقة، أطلقت الإمارات عام 2017 استراتيجيتها للطاقة 2050 والتي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، تضمن بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات.
وتستهدف الخطة، رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة من 25% إلى 50%، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
الأمن الغذائي:
واحتل مستقبل الأمن الغذائي في الإمارات خلال عهد الشيخ خليفة "رحمه الله"، حيزاً كبيراً من الاهتمام والمتابعة، من خلال وضع الخطط وإطلاق المشاريع والبرامج المستقبلية التي تحسن من موقع وأداء الدولة في هذا المجال على الصعيد العالمي، وفي هذا السياق أطلقت حكومة الإمارات في عام 2018 الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي.
وتهدف الاستراتيجية، إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، وتحدد عناصر سلة الغذاء الوطنية التي تتضمن 18 نوعاً رئيساً، بناءً على ثلاثة معايير رئيسة، هي: معرفة حجم الاستهلاك المحلي لأهم المنتجات، والقدرة على الإنتاج والتصنيع، والاحتياجات التغذوية.
الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030:
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للفضاء، إلى دعم تحقيق رؤية الإمارات في مجال صناعة الفضاء، بمختلف علومه وتقنياته وتطبيقاته وخدماته.
وتحدد النتائج الإيجابية لتلك الصناعة على الدولة، خلال 10 سنوات، من خلال برامج ومبادرات نوعية، و5 أقمار اصطناعية جديدة يتم إطلاقها حتى 2030.
وفي مارس 2019، أطلقت حكومة دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للفضاء، والتي تعتبر المرجع الوطني للمبادرات ذات الأولوية للجهات المعنية، والمؤسسات العاملة بالقطاع الفضائي، وتختص وكالة الإمارات للفضاء، بمتابعة تنفيذ الاستراتيجية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.
وتهدف الاستراتيجية، إلى دعم تحقيق رؤية الإمارات في مجال صناعة الفضاء، وتعد إحدى ركائز وممكنات الإطار التنظيمي الوطني لقطاع الفضاء في الدولة.