الشارقة 24 –عمر الجروان:
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الثلاثاء، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
وتعد المحطة التي طورتها "شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة"، وهي شركة مشتركة بين "بيئة"، المجموعة الرائدة بالمنطقة في مجال الاستدامة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، إنجازاً جديداً يضاف لدولة الإمارات العربية المتحدة على وجه العموم وإمارة الشارقة على وجه الخصوص في القطاع البيئي وفي دعم الاقتصاد المستدام.
بدأ حفل افتتاح المحطة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ليلقي بعدها سعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون كلمةً قدم فيها عرضاً عاماً حول إنجازات شركة بيئة وأبرزها محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة.
وألقى خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة كلمة قدم فيها الشكر والعرفان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه المتواصل لبيئة ولجهودها المستمرة في تنفيذ رؤية الإمارة مما أسهم في انجاز محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة.
وقال الحريمل: "تنفيذاً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، حققت مجموعة بيئة إنجازاً نوعياً في إمارة الشارقة وذلك برفع تحويل النفايات بعيداً عن المكبات بمعدل "76%" وهو الأعلى بمنطقة الشرق الأوسط بدعم من مرافق إعادة التدوير المتنوعة التي تستقبل مختلف أنواع النفايات حيث يتم معالجتها واستخلاص المواد القابلة لإعادة التدوير وإعادة دمجها بالاقتصاد".
وأضاف الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، أن مع دخول محطة تحويل النفايات إلى طاقة مرحلة التشغيل الفعلي، سنتمكن من معالجة النفايات غير القابلة لإعادة التدوير بالكامل وبالتالي يرتفع معدل تحويل النفايات في إمارة الشارقة بعيداً عن المكبات إلى 100%.
وألقى بعد ذلك محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" كلمة أعرب فيها عن الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه لمشروع محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة الذي تتعاون فيه "مصدر" و"بيئة" لترسيخ مكانة الدولة في مجال الإدارة المستدامة للنفايات والنهوض بالابتكار في قطاع الطاقة النظيفة.
وقال الرمحي: "إن هذا المشروع يتفوق من حيث المعايير العلمية والتقنية المطبقة فيه، وهو ما يعكس الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو حاكم الشارقة وحرصه على ترسيخ ريادة إمارة الشارقة في مجال البيئة والاستدامة وجعلها نموذجاً يحتذى لمدن المنطقة، ودعم هدف الإمارة بأن تصبح أول مدينة تحول جميع النفايات بعيداً عن المكبات في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": اسمحوا لي أن أتوجه أيضاً بخالص الشكر والتقدير إلى شركائنا في شركة "بيئة"، فبفضل جهودهم والتزامهم وتفانيهم، وبفضل تعاوننا المشترك وشراكتنا الاستراتيجية طويلة الأمد، أصبح مشروع محطة تحويل النفايات إلى طاقة حقيقة على أرض الواقع، ومنشأة متطورة، تفخر بها إمارة الشارقة ودولة الإمارات عموماً، وتساهم في تفادي ما يقرب من نصف مليون طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً".
وشاهد بعد ذلك صاحب السمو حاكم الشارقة وسمو الشيوخ والحضور عرضاً حول مراحل إنشاء محطة الشارقة لتحويل النفايات وأبرز أهدافها ومرافقها ونتائج تشغيلها المتوقعة.
وستكون المحطة الجديدة نقطة تحول نحو تحقيق هدف صفر نفايات بإمارة الشارقة وتحويلها بالكامل بعيداً عن المكبات، والوصول إلى الحياد الكربوني، كما ستدعم المحطة مساعي الدولة لتعزيز مزيج الطاقة قليلة الكربون ومعالجة النفايات غير القابلة لإعادة التدوير والتعامل معها وفقاً لأعلى المعايير وأحدثها.
وإلى جانب إنتاج الطاقة من نفايات غير قابلة لإعادة التدوير، تضم المحطة نظماً لتحسين كفاءة الطاقة وخفض استهلاك المياه، وتستوفي شروط وثيقة "أفضل التقنيات المتاحة" الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والتي ترسي المعايير العالمية المعتمدة في هذا المجال.
وستساهم المحطة، التي أعُلن عنها عام 2018، في تحويل ما يصل إلى 300 ألف طن من النفايات عن المكبات سنوياً، ما يدعم تحقيق أهداف الإمارات الخاصة بتحويل النفايات وإدارتها، كما ستمكن المحطة الشارقة من رفع نسبة تحويل النفايات من 76% إلى 100%، لتكون أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط تُحول فيها جميع النفايات بعيداً عن المكبات.
وسيساهم المشروع في تفادي انبعاث ما يصل إلى 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يدعم مساعي الدولة لتنفيذ المبادرة الاستراتيجية الخاصة بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وستنتج المحطة 30 ميجاواط من الكهرباء منخفضة الكربون، ما يكفي لتزويد نحو 28 ألف منزل في الإمارات بالكهرباء، وتوفير 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في كل عام.
وحول آليات التشغيل في هذه المحطة فإن النفايات غير القابلة لإعادة التدوير ستعالج في مرجل حراري لتوليد بخار يسهم بدوره في تشغيل توربين بخاري يقوم بتوليد الكهرباء، وسيتم تجميع رماد القاع الناجم عن عملية الاحتراق لإعادة استخراج المواد المعدنية والمكونات الأخرى التي يمكن استخدامها في البناء وأعمال الطرق في الوقت الذي يُجمع فيه الرماد المتطاير لمعالجته بشكل منفصل.
وتبلغ مساحة المحطة 80 ألف متر مربّع، وتقع ضمن مجمع بيئة لإدارة النفايات الذي تديره "بيئة لإعادة التدوير" شركة إعادة التدوير واستعادة المواد التابعة لمجموعة بيئة، حيث سيتم تحويل النفايات غير القابلة لإعادة التدوير الصادرة عن مجمع إدارة النفايات من أجل معالجتها ضمن محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة.
وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بعد ذلك بالضغط على زر تدشين محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة إيذاناً بافتتاحها الرسمي، كما تفضل سموه بتلقي هدية تذكارية تقديراً لتشريف سموه حفل افتتاح المحطة.
كما التقط سموه صورة تذكارية مع رؤساء وكبار مسؤولي مجموعة "بيئة" وشركة "مصدر".
حضر حفل الافتتاح كل من الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس هيئة الوقاية والسلامة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة "مصدر"، وسعادة علي ميحد السويدي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدداً من كبار المسؤولين أعضاء المجلس التنفيذي، ورؤساء الدوائر الحكومية وقادة الأعمال من القطاعين الحكومي والخاص.