بعد قرار فنلندا ترشحها الأحد، أعلنت السويد، يوم الاثنين، أنها ستطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في انعطافة تاريخية لهذين البلدين اللذين لم ينضما أبدًا إلى الحلف، حتى في ذروة الحرب الباردة، نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا.
الشارقة 24 – أ ف ب:
كشفت السويد، يوم الاثنين، أنها ستطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك بعد يوم من قرار مماثل لجارتها فنلندا، في انعطافة تاريخية لهذين البلدين اللذين لم ينضما أبدًا إلى الحلف، حتى في ذروة الحرب الباردة، نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا.
وأعلنت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن، أن الحكومة قررت إبلاغ حلف شمال الأطلسي برغبة السويد في أن تصبح عضواً في الحلف، وأضافت نخرج من حقبة لندخل حقبة جديدة، وذلك بعد عقدين من الحياد ثم عدم الانحياز العسكري.
وسبق أن أعلنت السويد وفنلندا، رغبتهما في تقديم ترشيحيهما في الوقت نفسه.
وتوقعت رئيسة الحكومة السويدية الاشتراكية-الديموقراطية، ألا يستغرق الانضمام أكثر من سنة، مع المصادقة اللازمة من قبل الأعضاء الـ30 في الحلف.
وكان هذا الاعلان متوقعاً، بعد التغير التاريخي في موقف الحزب الحاكم الأحد، لتأييد الانضمام وضمان غالبية واسعة في البرلمان.
وباتت ستة من الاحزاب الثمانية الممثلة في البرلمان تؤيد الانضمام، ما يشكل غالبية نظرية من 304 نوب من أصل 349 أي أكثر من 85%.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي لن يشكل تهديداً في ذاته، لكن موسكو سترد على عمليات الانتشار العسكري.
وهذه الانعطافة بالنسبة لهلسنكي وستوكهولم، وهما دولتان كانتا تؤيدان عدم الانحياز العسكري، جاءت نتيجة مباشرة للحرب الروسية على أوكرانيا.
ووحدهم الأعضاء يستفيدون من مظلة الأطلسي، وليس الدول المرشحة.
وأكدت أندرسن، أن السويد ستجد نفسها في موقع هش خلال فترة الانضمام.
والدول المجاورة للسويد، النرويج والدنمارك وآيسلندا، هي أعضاء في حلف الأطلسي، وقد وعدت الاثنين بمساعدة السويد وفنلندا، عبر كل الوسائل اللازمة في حال حصول حرب.
وأوضحت رئيسة وزراء الدنمارك ماتي فريدريكسون، نحن دول مجاورة، ونحن أصدقاء، نتطلع لنصبح حلفاء في حلف الأطلسي.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه يدعم بشكل تام قرار السويد، بعدما كان عبر عن موقف مماثل حين أعلنت فنلندا ترشحها.
في المقابل، فإن سعي السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ردًا على الحرب الروسية على أوكرانيا، يشكل "خطأً جسيماً"، كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن ريابكوف قوله: إنه خطأ جسيم إضافي ستكون لعواقبه أبعاد هائلة.
ومن بين الحجج التي استخدمتها روسيا لتبرير حربها على أوكرانيا، زحف الناتو باتّجاه حدودها الغربية، لكن الآن، ستنضم فنلندا، التي تتشارك مع روسيا حدوداً يبلغ طولها 1300 كم إلى الحلف.
واعتبر الكرملين، أن قرار فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لن يؤدي إلى تحسين الأمن في أوروبا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين، لسنا مقتنعين بأن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، سيعزز بطريقة ما أو يحسن الهيكليات الأمنية في قارتنا.
وأضاف هذه قضية خطيرة وهي قضية تثير قلقنا، وسنتابع بعناية شديدة ما ستكون عليه نتائج انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو من الناحية العملية، في ما يتعلق بأمننا الذي يجب ضمانه بطريقة غير مشروطة على الإطلاق.
من جانب آخر، باشر البرلمان الفنلندي الاثنين، جلسة ماراثونية للنظر في الترشيح الذي قدمته الحكومة رسمياً قبل تصويت قد يحصل على أقرب تقدير الثلاثاء.
وبحسب آخر تقديرات وسائل الإعلام الفنلندية، فإن 85% من 200 نائب سيؤيدون الترشيح للانضمام لحلف الأطلسي.
وأضافت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا ماران، عند افتتاح النقاشات، أن البلد الوحيد الذي يهدد الأمن الأوروبي ويشن علناً حرباً هو روسيا، وتابعت لقد تغيرت بيئتنا الأمنية بشكل جوهري.
رسمياً، على المرشح لعضوية الحلف إرسال ملفه إلى مقر المنظمة في بروكسل لبدء مفاوضات، وتتطلب الموافقة على الطلب إجماع الأعضاء الثلاثين الحاليين.
ويفترض أن ينقل الترشيحان الرسميان لمقر الأطلسي في وقت لاحق خلال الأسبوع، الأربعاء على الأرجح، كون ستوكهولم وهلسنكي قررتا تقديم الترشيح بشكل متزامن.
وكان حلف الأطلسي، أكد أن البلدين سيكونان "موضع ترحيب"، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثار شكوكاً حول احتمال التوصل لإجماع بدون صعوبة.
فقد عبر عن رفضه منح عضوية حلف الأطلسي لهذين البلدين، مشدداً على أنهما مأوى لإرهابيي حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وأوردت وكالة الأناضول التركية الرسمية، أن تركيا تأخذ على السويد وفنلندا عدم موافقتهما على 33 طلباً لتسليم أشخاص تتهمهم بأنهم أعضاء في "منظمات إرهابية".