إن المواقف الصعبة تعري الإنسان من ثوب الزيف وتظهره على حقيقته، هكذا تسلط الحرب الروسية الأوكرانية الضوء على الأسس المهتزة للديموقراطية، إذ وِفق الفنان الصيني آي واي واي الموجود في فيينا، حيث يقام معرضه "بحثاً عن الإنسانية"، فإن الحريات التي ينادي بها الغرب ليس لها أسس مينة، مؤكداً على تزعزعها من الجذور.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
تكشف الحرب الدائرة في أوروبا على "الأسس المهتزة" للديموقراطية، وفق الفنان الصيني آي واي واي الموجود في فيينا حيث يقام معرض استعادي طموح عن أعماله.
وقال آي واي واي للصحافيين خلال الكشف عن معرضه الذي ينطلق الأربعاء في متحف ألبرتينا مودرن في العاصمة النمساوية بعنوان "بحثاً عن الإنسانية"، "نشعر فجأة بأن الأسس التي تقوم عليها الحريات تتزعزع.
ويعرب الفنان البالغ 64 عاماً عن مخاوفه على "حياتنا التي تبدو في الظاهر سلمية منذ الحرب العالمية الثانية"، مستنكراً الحرب في أوكرانيا ويعتبرها غير مقبولة، ومبدياً قلقه من الانقسامات المتكاثرة في العالم.
ويفيد الفنان المنشق الذي يحمل أهمية رمزية كبيرة في أوساط الحركة الاحتجاجية الصينية أن أسلوب الحرب النفسية الباردة لن ينجح.
ويشير آي واي واي إلى أن هذا المعرض الاستعادي في النمسا هو الأكثر اكتمالاً في مسيرته حتى اليوم، ويتتبع الحدث الذي يستمر حتى الـ 4 من سبتمبر، تطور نشاطه السياسي على مدى عقود.
-حروب واضطهادات
وتُقدَّم في المعرض أعمال عدة عن الفارين من الحروب والاضطهادات، ويمكن رؤية سترات نجاة تم جمعها من شواطئ جزيرة ليسبوس اليونانية، أحد أهم نقاط دخول المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، مرتّبة حول كرة بلورية عملاقة في منشأُة على شكل نبتة لوتس.
وتعكس هذه القطعة أيضاً الطابع الضخم لكثير من الأعمال المعروضة، والتي استُخدمت فيها أكثر من 50 طناً من المواد المختلفة.
وكذلك فإن ما يسميه الفنان التشكيلي المعروف بمواقفه الملتزمة، بـأزمة حقوق الإنسان وحرية التعبير الحالية، يتجسد في نسخة بالحجم الطبيعي من الزنزانة التي اعتُقل وخضع للاستجواب فيها إثر توقيفه عام 2011 من الشرطة الصينية.
وبجانب هذه المنشأة مجموعة أعمال ديوراما تجسد مشاهد من استجوابه بما يشبه دمى من عالم الديستوبيا.
وفي موضوع حجز الحرية نفسه، يمكن أيضا رؤية جهاز الركض الذي استخدمه صديقه جوليان أسانج أثناء لجوئه إلى السفارة الإكوادورية في لندن.
وفي عمل ذي تأثير عاطفي قوي، وُضعت منشأة ضخمة تستخدم قطع حديد ملتوية جُمعت من مدرسة دُمرت خلال الزلزال الذي ضرب منطقة سيتشوان الصينية عام 2008 وأودى بحياة أكثر من 80 ألف شخص.
ويوجه آي واي واي من خلال هذا العمل تحية إلى آلاف الأطفال الذين سقطوا ضحايا للمنشآت السكنية غير المستوفية شروط السلامة المنتشرة في الصين بسبب تفشي الفساد.