تلقى مكتب مكافحة التلوث في ولاية البنجاب الهندية؛ بلاغات عن 47 ألف عملية حرق زراعي في الأسابيع الأخيرة، بما يشمل أكثر من خمسة آلاف حريق للتخلص من سيقان الأرزّ الجافة يوم الثلاثاء هذا الأسبوع، الأمر الذي يلوث الهواء ويشكّل خطراً على الصحة.
الشارقة 24 - أ ف ب:
يُسمع أجيج النيران في الحقول الهندية وسط انتشار سحب الدخان المنبعث من كل مكان... فكما في كل شتاء، تسود سحابة تلوث ضخمة على العاصمة نيودلهي بفعل أسلوب القطع والحرق الزراعي المعتمد على نطاق واسع في البلد الآسيوي العملاق.
تسمح هذه الممارسة لعشرات الآلاف من صغار المزارعين بتنظيف حقولهم بتكلفة زهيدة من بقايا محاصيل الأرز لكي يتمكنوا من زرع المحصول التالي، والذي عادة ما يكون من القمح.
وفي ولاية البنجاب، المركز الروحي للسيخ والمنطقة الزراعية المهمة التي توصف بأنها مخزن الحبوب في الهند، تتركز معظم عمليات القطع والحرق هذه، في مشهد يتكرر في الحقول الواقعة على بعد ساعات قليلة بالسيارة إلى الشمال من العاصمة نيودلهي.
ويتجول فلاحون بعمائم على رؤوسهم في أراضيهم، حاملين مشاعل لحرق سيقان الأرزّ الجافة، مخلّفين منظراً طبيعياً قاتماً من رماد وأرض محترقة.
وفي البنجاب وحدها، تم الإبلاغ عن حوالي 47 ألف عملية حرق لغايات زراعية في الأسابيع الأخيرة، بما يشمل أكثر من خمسة آلاف حريق من هذا النوع يوم الثلاثاء هذا الأسبوع، بحسب مكتب مكافحة التلوث في الولاية.
وفي كل عام، يسفر موسم حصاد الأرزّ السنوي في البنجاب وولاية هاريانا المجاورة، عن 35 مليون طن من بقايا القش، على ما أظهرت دراسة نشرت نتائجها هذا العام مجلة "إنرجيز" العلمية.
وتجد نيودلهي بذلك نفسها تحت سحابة كثيفة من الدخان، وذلك قبيل بدء الشتاء وأثناء تجمع الملايين للاحتفال بعيد ديوالي "عيد الأنوار، أبرز المناسبات الدينية لدى الهندوس".
وفي نقاط مختلفة من العاصمة الأربعاء، بلغ مستوى الجسيمات الدقيقة بقطر 2,5 ميكرومتر، وهي الأرفع والأكثر تلويثاً للهواء وبالتالي الأخطر على الصحة، حوالي 400 بحسب مؤشر جودة الهواء.
وهذا الرقم أعلى بستّ عشرة مرة من الحد الأقصى اليومي التي توصي به منظمة الصحة العالمية.
وذكر مرصد حكومي أن أكثر من ربع مستويات تلوث الهواء في العاصمة مرتبط بعمليات القطع والحرق للغايات الزراعية.
غير أن المزارعين الذين يشكلون فئة قوية لها ثقل انتخابي كبير في الهند، يشكّكون في دورهم في التلوث قائلين إنهم غير قادرين على تغيير أساليب الزراعة هذه من دون مساعدة كبيرة من الحكومة.
وأشار تقرير صدر عام 2020 من منظمة "اي كيو اير" السويسرية إلى أن الهند تضم 22 من أكثر 30 مدينة تلوثا في العالم، أبرزها نيودلهي التي تتصدر القائمة على مستوى العالم.
وفي العام نفسه، عزت مجلة "ذي لانست" 1,67 مليون حالة وفاة إلى تلوث الهواء في الهند عام 2019، بما في ذلك ما يقرب من 17 ألفا و500 وفاة في العاصمة التي تعاني أيضا من انبعاثات الغازات السامة بفعل الأنشطة الصناعية، وتلك الناجمة عن حركة المرور على الطرق.