قام مئات الأوروبيين برحلة غير مسبوقة عبر صحراء ليبيا الشاسعة، ليشكلوا بذلك أكبر مجموعة من السياح الذين يزورون البلاد منذ عشر سنوات، في رحلة تعرفوا فيها على غدامس، المعروفة بـ "لؤلؤة الصحراء"، وهي من أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أجرى مئات الأوروبيين برحلة غير مسبوقة عبر صحراء ليبيا الشاسعة، ليشكلوا بذلك أكبر مجموعة من السياح الذين يزورون البلاد منذ 10 سنوات.
وفي مدينة غدامس، تُسمع صفارات الإنذار من سيارات الشرطة التي تفسح المجال أمام عشرات سيارات الدفع الرباعي الكبيرة، التي تقلّ سياحاً إيطاليين وفرنسيين وآيسلنديين وسويسريين، زاروا ليبيا في الماضي.
ولم تستقبل هذه الواحة مجموعات سياحية منذ العام 2012، بسبب الفوضى التي تلت سقوط نظام معمّر القذافي، في 2011.
ونظّم علي كوبة، صاحب وكالة سفريات خاصة، هذه الرحلة "المجانية لكي يستمتع السياح بالصحراء الليبية، ويساهموا في كسر حاجز الخوف عند العديد من محبي الصحراء الليبية"، بعد توقف الحرب في صيف 2020 وتوقيع اتفاق وقف لإطلاق النار في أكتوبر، نصّ على إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية في غضون 90 يوماً.
وأمضى السيّاح ليلة تحت النجوم بعد وصولهم إلى ليبيا من نقطة حدودية مع تونس، وانطلقوا في اليوم التالي لاكتشاف جنوب ليبيا وكثبانه وحجارته، مروراً بغدامس الواقعة على بعد 650 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة طرابلس.
وتُعدّ غدامس، المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، من أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء.
ويتجول الزوار مع كاميرات وهواتف ذكية في المدينة القديمة بأزقّتها المطلية باللون الأبيض، ومحلاتها الحرفية ومنازلها التقليدية المعززة بجذوع النخيل.
وفي الجزء الجديد من هذه المدينة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، على لائحة التراث العالمي، مسجد أنيق بمئذنتين، مقابل مبانٍ ضخمة مزينة بالقرون البيضاء التي تحاكي العمارة النموذجية للمدينة القديمة.