جار التحميل...

°C,
بعدما شكّلت موئلاً للتنوع الحيوي

تغير المناخ وتدخل البشر يهددان المحمية الطبيعية الأشهر في ليبيا

October 26, 2021 / 6:51 PM
تواجه محمية الشعافين الطبيعية على بعد أقل من مئة كيلومتر من العاصمة الليبية طرابلس، تهديدات مختلفة جراء تبعات التغير المناخي من جفاف وحرائق، والأنشطة البشرية المرتبطة بإزالة الغابات والزحف العمراني، بعدما شكّلت طويلاً موئلاً للتنوع الحيوي.
الشارقة 24 – أ ف ب:

بعدما شكّلت طويلاً موئلاً للتنوع الحيوي، تواجه محمية الشعافين الطبيعية على بعد أقل من مئة كيلومتر من العاصمة الليبية طرابلس، تهديدات مختلفة جراء تبعات التغير المناخي، والأنشطة البشرية.

وأدرجت منظمة اليونسكو، الشهر الماضي، هذه المحمية الواقعة في مدينة مسلاتة على بعد ساعتين بالسيارة إلى الشرق من العاصمة الليبية، باتجاه جبل نفوسه، ضمن شبكتها لمحميات المحيط الحيوي.

غير أن التنوع الحيوي في المحمية الأشهر في ليبيا، يواجه تحديات طبيعية تتمثل في الجفاف والحرائق، وأخرى بشرية مرتبطة بإزالة الغابات والزحف العمراني، ما يجعلها على الدوام في مرمى التهديد.

ويوضح رئيس الجمعية الليبية للأحياء البرية أنس القيادي، أن تغيرات المناخ المستمرة، وما رافقها من ندرة سقوط الأمطار وموجات الجفاف في فصل الصيف الطويل، جعلت المحمية عرضة بشكل متواصل للحرائق طيلة السنوات الماضية.

ويعدد رئيس المنظمة غير الحكومية، عوامل عدة تساهم في تفاقم الوضع بينها قطع الأشجار والتوسع العمراني، ولكنّه يأمل في أن يساعد إدراج اليونسكو المحمية ضمن شبكتها لمحميات المحيط الحيوي على حماية الموقع.

وتُعتبر المحمية الممتدة على مساحة 83060 هكتاراً، موطناً لمجموعة متنوعة من الأصناف النادرة والمهددة بالانقراض، بحسب اليونسكو.

وتضم محمية الشعافين أكثر من 350 نوعاً نباتياً، بينها أجناس نادرة تُستخدم في الصناعات التجميلية والعطرية، إضافة إلى أكثر من 20 نوعاً من الطيور والحيوانات، بعضها مهدد بالانقراض، كما يعيش حوالي 65 ألف شخص في محيط المحمية.

وصنفت ليبيا الشعافين محمية طبيعية، سنة 1978 خلال حكم معمر القذافي، لكن خلال العقد المنصرم، لم توفر الدولة الليبية بانقساماتها ومؤسساتها الضعيفة، حماية كافية للمحميات الطبيعية التسع في البلاد، والتي تواجه تهديدات متنامية جراء الأنشطة البشرية.

ويؤكد أنس القيادي، وجود مبادرات كثيرة غير حكومية لصون المحميات الطبيعية في البلاد، ويضيف أطلقنا قبل أيام 36 سلحفاة من النوع المهدد بالانقراض نحو محمية الشعافين، إضافة إلى حملات ري الأشجار بشكل تطوعي في أوقات مختلفة من العام، بهدف المحافظة قدر الإمكان على الغطاء النباتي من آثار موجات الجفاف.

ويضيف القيادي، نتيجة بُعد المصدر المائي عن المحمية، نُضطر بمساعدة عدد من المتطوعين، إلى إطلاق حملات ري وتشجير جديدة، لكنها تحتاج إلى رعاية مستمرة.

وعانت بلدان متوسطية عدة هذا العام موجات جفاف وحرائق غابات، بينها خصوصاً الجزائر المجاورة، وأفلتت ليبيا بدرجة كبيرة من هذا الوضع، خلال العام الحالي، لكن موجات الجفاف والحرائق في البلاد منذ عام 2015 تسببت في نفوق عدد من الحيوانات الزاحفة بعضها مهدد بالانقراض، كما أتت الحرائق على الكثير من أشجار الغابات المعمرة العائدة إلى قرون مضت.

ومع كل هذه التحديات التي تواجه محمية الشعافين الطبيعية، نجحت جهود خبراء ليبيين في الاستحصال على دعم من اليونسكو، من خلال إدراجها، ضمن شبكة المنظمة لمحميات المحيط الحيوي، وهو أول موقع ليبي ينضم إلى القائمة.

ويرمي إدراج الموقع ضمن هذه الشبكة، إلى تعزيز التنمية المستدامة وحماية النظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية والساحلية، إضافة إلى تشجيع جهود صون التنوع الحيوي.

ويوضح الباحث وعضو هيئة التدريس بكلية العلوم في جامعة طرابلس طارق الجديدي، أن ضم محمية الشعافين إلى قائمة اليونسكو، يشكل بداية لمشروع حقيقي للمحافظة على واحدة من أهم المحميات الطبيعية في ليبيا.

ويضيف الجديدي، الذي قاد عملية تقديم ملف الترشيح من داخل محمية الشعافين، أن الموقع سيحظى بفضل هذا الإدراج، باهتمام دولي من المنظمات المهتمة بالشأن البيئي والنباتي والحيواني، وستقام فيها دراسات لتطويرها، كما من شأن ذلك المساهمة في تحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان.

وأشارت اليونسكو، خلال إعلانها ضم المحمية إلى شبكتها، إلى أن أكثرية سكان المحمية يكسبون حياتهم من السبل التقليدية للزراعة المستدامة، إضافة إلى جمع الأخشاب وتربية النحل، لافتة إلى أن المنطقة تشتهر "بجودة زيتونها وزيتها".

ويتابع الجديدي، أن خطوة اليونسكو ستدعم ظروف السكان المحللين بشكل مباشر أو غير مباشر، وستسهم في جعل المحمية، مثالاً للمحيط الحيوي المتكامل الذي يقاوم التصحر ويوفر بيئة خضراء حيوية.

ويوضح الجديدي، أن مشروع ضم مواقع ومحميات طبيعية لقائمة اليونسكو لن يتوقف، إذ ستقدم ليبيا ملفين جديدين قريباً، الأول موقع وادي الناقة شرق البلاد، والثاني جبال أكاكوس في الجنوب.
October 26, 2021 / 6:51 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.