حمل تاجر تحف أفغاني مهاجر، أغلى مقتنياته من بلده الأم، وأخذ على عاتقه مشروع تنظيم جناح أفغانستان في إكسبو 2020 دبي، لينقذ فرصة إظهار وجه مغاير لوطنه، كاد يضيع مع سيطرة حركة طالبان، وعرض 300 قطعة من الخناجر والسجاد والتحف والزعفران.
الشارقة 24 – أ ف ب:
من فيينا إلى دبي، حمل تاجر التحف الأفغاني محمّد عمر رحيمي، أغلى مقتنياته من بلده الأم، وأخذ على عاتقه مشروع تنظيم جناح أفغانستان في معرض إكسبو 2020 دبي، لينقذ فرصة إظهار وجه مغاير لوطنه، كاد يضيع مع سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وعلى مقربة من مطعم للوجبات السريعة، وبلا أي لافتة تعريفية لدلالة عليه، يعرض الجناح الأفغاني بعيداً عن مشاهد الحرب والدمار، 300 قطعة من مجموعة رحيمي الخاصة من خناجر وسجاد وتحف وأحجار لازورد، بالإضافة إلى الزعفران.
ويوضح رحيمي "ستيني"، عندما تغيّر النظام في أفغانستان، وسقطت الحكومة الأفغانية، قرّر منظمو المعرض تحويل الجناح إلى جناح لشعب أفغانستان.
ويعرض الجناح، ثقافات أفغانستان المختلفة، وتشمل المعروضات أثواباً تقليدية من مناطق عدة وسجادات منسوجة باليد وآلة رباب موسيقية.
وتواصل رحيمي مع المنظمين، بعدما علم باحتمال إغلاق الجناح عقب سقوط البلاد بيد طالبان، ويوضح هذا المعرض هام للغاية لأفغانستان، الإمارات قريبة جداً من أفغانستان، وهناك الكثير من الأفغان يعيشون هنا.
ونقل رحيمي، الذي يعيش في فيينا منذ العام 1978، التحف والمعروضات على نفقته الخاصة، معتبراً أنها جزء من دمي، ومهنتي.
وبمساعدة اثنين من أبنائه وشقيقه، الذين حضروا معه خصيصاً من النمسا، تمكّن رحيمي من تنسيق الجناح وتنظيمه في المعرض الدولي، ويضيف عملنا هنا ليلاً نهاراً لمدة عشرين ساعة كل يوم، وأنهينا الجناح في غضون 72 ساعة.
وتم افتتاح الجناح، بعد أسبوع تقريباً من انطلاق أعمال إكسبو 2020 دبي في الأول من أكتوبر الجاري، بعد تأجيله عاماً كاملاً بسبب جائحة "كوفيد-19"، على أن يستمر لستة أشهر.
وأكد متحدث باسم إكسبو دبي، أن مشاركة افغانستان تأكدت في عام 2018، وتابع نظراً لأن الحدث ضخم وغير سياسي ويحتفي بكل البشرية، وفي ضوء الظروف التي تمر بها أفغانستان، رحّب منظمو إكسبو بمبادرة مجتمع الأعمال الأفغاني لإدارة الجناح ومشاركة قصة شعب أفغانستان وتاريخه وثقافته الغنية، مع العالم.
ووفقاً للقنصلية الأفغانية في دبي، تضمّ دولة الإمارات قرابة 150 ألف أفغاني يدير كثيرون منهم أعمالًا ناجحة، بينما يعمل آخرون في متاجر ومطاعم وقطاع البناء.
ورغم مشاركة أكثر من 190 دولة في المعرض العالمي، يعرض بعضها آخر ابتكاراته التكنولوجية، ينطوي الجناح الأفغاني البسيط على ميزة خاصة اليوم.
وشدد رحيمي، على أن مشاركته في المعرض، تأتي في إطار تعريف الآخرين بأفغانستان وتقديم معلومات عنها، إذ من المهم للغاية ألا يُنسى اسم أفغانستان وأن يرى الناس ثقافتنا وأرضنا الخصبة.
ويضيف حالياً، وجود هذا الجناح في إكسبو 2020 دبي، أمر مهم للغاية ليرى الناس أن أفغانستان مسالمة، ونرغب بالسلام في بلادنا ولدينا أمل بالمستقبل.
وزار السعودي فواز الشمري، جناح بلاده في المعرض، وعرّج على الزاوية الأفغانية، ويوضح لم تكن أفغانستان مكشوفة على العالم من قبل، هذه فرصة لرؤية ماذا لديهم لتقديمه.
ويضيف الشمري، التواصل ومعرفة ثقافات الآخرين من ملابس وطعام وغيرها لا شك تساعد في التقارب بين الشعوب، غير ذلك فإن أفغانستان مرت بحرب طويلة والآن تخرج للعالم، وأنا سعيد بزيارة هذا الجناح.