الشارقة 24:
أهدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بيت الحكمة أحدث صرح ثقافي في دولة الإمارات، 12 ألف كتاب وإصدار من أندر وأثمن المطبوعات المتخصصة في تاريخ الفن والعمارة العربية والإسلامية، وذلك في مكرمة جديدة من سموه لإثراء المصادر المعرفية المتوفرة في المعلم الذي يجسد حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
وتعكس هذه المكرمة، التي تشكل استمراراً لنهج سموه في إهداء الكتب والمخطوطات إلى المكتبات والمؤسسات في دولة الإمارات والعالم العربي، حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على تعزيز حضور بيت الحكمة بين الباحثين والأكاديميين ومحبي العلم والمعرفة، خصوصاً أن هذا الصرح يحمل في تصميمه وجميع تفاصيله رؤية سموه، ويستند إلى المشروع الثقافي الذي أرسى معالمه قبل أكثر من أربعين عاماً، ويجمع بين عناصر العمارة والفن والطبيعة التي تتميّز بها الإمارة.
وتمثل هذه المجموعة النفيسة من الإصدارات، المكتبة الخاصة للمؤرخ الألماني الأمريكي البروفيسور ريتشارد إيتينغهاوزن وزوجته الدكتورة إليزابيث إيتنغهاوزن، والتي تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة باقتنائها وضمها إلى مراجع وكتب "بيت الحكمة" لتكون مصدراً ومرجعاً لتاريخ الفنون التي عرفها العرب والمسلمون عبر التاريخ، حيث تضم كتباً بأكثر من 10 لغات، منها: العربية، والإنجليزية، والألمانية، والفارسية، واليابانية، والأوردو، والفرنسيّة، والإسبانية، والتركيّة، والروسيّة، والإيطاليّة.
وتغطي هذه المكتبة مراحل متعددة وبحوثاً نادرة حول الفن في المنطقة العربية الإسلامية بما فيها تركيا وإيران والهند وإسبانيا، إذ جاءت حصيلة عمل اثنين من أكبر الباحثين والمتخصصين في العمارة والفن الإسلامي في العالم، حيث عمل البروفيسور ريتشارد على المجموعة الإسلامية لمتحف القيصر فريدريش في برلين، ودرّس في معهد الفنون الجميلة بجامعة نيويورك، في عام 1938 وتم تعيينه أستاذًا مشاركًا في جامعة ميشيغان، كما تولى منصب الرئيس الاستشاري للقسم الإسلامي في متحف متروبوليتان للفنون، وكانت زوجته إليزابيث إيتنغهاوزن متخصصة في تاريخ النسيج الإسلامي، والتاريخ الشفهي للفنون في المنطقة العربية والإسلامية.
تنظيم معرض خاص بالمقتنيات
ويتولى فريق من المتخصصين في "بيت الحكمة" فرز الكتب وتصنيفها للعمل على تنظيم معرض خاص بالمقتنيات يتيح للجمهور من عشاق الكتب والباحثين والقراء الاطلاع على أبرز الأعمال التي تضمها المقتنيات، وأهم المخطوطات، والمنشورات من مختلف اللغات حول تاريخ الفنون الإسلامية.
المكرمة استمرار لمسيرة عطاء سموه في تزويد الأجيال بالعلوم والمعارف والآداب
وثمنت مروة عبيد العقروبي، مديرة بيت الحكمة، مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واعتبرت انها تشكل استمراراً لمسيرة عطاء سموه في رفد المكتبات المحلية والعربية وتزويد الأجيال بالعلوم والمعارف والآداب.
وقالت العقروبي: "بفضل إسهامات سموه الثقافية والمعرفية، نالت الشارقة في عام 2019 لقب العاصمة العالمية للكتاب، في تقدير دولي مستحق لمكانة الإمارة، ورسالتها البارزة في بناء الإنسان وتمكينه وغرس روح التعلّم وحب القراءة في نفسه، ويمثل بيت الحكمة تجسيداً لهذا اللقب، وتقديراً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة الحكيمة والملهمة".
وأكدت العقروبي أن المقتنيات ستكون شاهدة على مآثر قائد مثقف وحاكم يقدّر أهمية الكتاب، وستتاح قريباً لزوار بيت الحكمة كي ينهلوا من معينها، ويتزودوا من صفحاتها علماً وأدباً، ويتذكروا وهم يقرأون نصوصها، ما قدمه سموه للثقافة الإنسانية من إسهامات جليلة ستظل وسام فخر لكل إماراتي وعربي ولجميع المثقفين والمؤسسات الثقافية حول العالم.
إصدارات محدودة ونادرة
وتتضمن مجموعة الكتب المهداة تشكيلة واسعة من الإصدارات النادرة يعود تاريخ اصدار بعضها إلى أكثر من 100 عام، ومنها طبعة نادرة تعود إلى عام 1888 من "هذا كتاب مستطاب وصايا خواجه نظام الملك"، للوزير الفارسي أبو علي حسن بن علي الطوسي، المعروف باسم نظام الملك، ويعتبر هذا الكتاب واحداً من النسختين الوحيدتين في العالم وهو عبارة عن أطروحة حول الحكم والعلوم السياسية.
ومن بين المقتنيات النادرة الأخرى، كتاب كبير الحجم يعود إلى عام 1898 حول الأواني الزجاجية والزخارف الإسلامية والحلي، من تأليف "جوستاف شمورنز"؛ ونسخة أصلية لكتالوج نادر جدًا عن الفن الإسلامي والفنون الزخرفية يعود إلى عام 1910 بعنوان "معرض روائع الفن الإسلامي بميونخ"، حرره المؤرخ والمستشرق الألماني فريدريش سار، والمؤرخ الثقافي السويدي إف.آر. مارتن، وهو من هواة جمع الأعمال الفنية.
كما تشتمل المجموعة على إصدار كامل ونادر من كتاب " من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج الفارسي: عبر حوران والصحراء السورية وبلاد ما بين النهرين" الذي يعود إلى عام 1899، للكاتب ماكس فريهر فون أوبنهايم، ويقدم رؤى قيمة حول تاريخ الشرق الأوسط، ويتضمن خرائط ووصف مفصل للمنطقة.