الشارقة 24 -وام:
أكد معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، خلال ندوة افتراضية نظمتها سفارة دولة الإمارات لدى دولة الكويت الشقيقة بعنوان "الثقافة ودورها في العمل الدبلوماسي"، أن استراتيجية الدبلوماسية الثقافية الإماراتية ترتكز اليوم على مبدأ أن التبادل الثقافي يجعلنا جميعاً أقوى لأننا نتشارك القيم الإنسانية ذاتها.
وشارك في الندوة سعادة مطر حامد النيادي سفير الدولة لدى دولة الكويت، وسعادة كامل العبد الجليل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الشَّقيقة، وأدارتها الإعلامية أثير علي بن شكر.
وقال معالي نسيبة في كلمة له خلال الندوة: "لطالما تمثلت رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في توحيد جميع دول الخليج، التي تجمعها عوامل مشتركة، كالتّاريخ والعادات والتقاليد والاقتصاد، والتقارب الأسري، إذ كانت لديه قناعة عميقة بالفوائد الجمّة لاتحاد دول الخليج".
وأضاف معاليه: "سجلت صفحات التاريخ للمغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الرّاحل؛ قصة تحويل مجلس التّعاون لدول الخليج العربية من حلم إلى واقع، بداية من أول اجتماع ثنائي بينهما في أبوظبي عام 1976".
وتطرق معاليه إلى تجربته الشخصية في هذا المجال وعلى الأخص في تأسيس مكتب الدبلوماسية الثقافية والعامة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتوجيهات من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حيث أمر سموه بتأسيس مكتب خاص بالدبلوماسية الثقافية والعامة في الوزارة.
وأضاف معاليه: "حددنا مهمتنا الأساسية وهي التعاون الحثيث مع الجهات الاتحادية والمحلية الثقافية في دولة الإمارات، لمساعدة شبكتنا الواسعة من البعثات الدبلوماسية حول العالم، على التعريف بثقافة دولة الإمارات وقيمها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بينها وبين دول العالم".
وقال معاليه: "لقد عملت مع زملائي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وخارجها، على المزج بين نسيجنا الثقافي الغني وسياستنا الخارجية القوية، والتأكد من قيام سفارات دولة الإمارات بكل ما في وسعها لدعم هذه الجهود وتعزيزها، وبالإضافة إلى ذلك يعمل مكتب الدبلوماسية الثقافية اليوم على ابتكار المزيد من السبل لتعريف الشعوب بثقافة دولة الإمارات وقيمها وعلى تطوير "صندوق أدوات" نزود به سفارات دولة الإمارات في مختلف الدول لتنفيذ المبادرات الثقافية"، مؤكداً أهمية تعاون المكتب مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية للتدريب على الدبلوماسية الثقافية والعامة.
وأشار إلى أن الأولوية لا تقتصر في ذلك على الحوار مع القادة السياسيين فحسب، بل مع قادة الرأي العام في مجالات الثقافة والإعلام والتجارة والتعليم والرياضة، بالإضافة إلى الشريحة الأعم من الشعب.
وأوضح معاليه أن استراتيجية الدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية اليوم تقوم على ضرورة نقل رسالة دولة الإمارات إلى العالم على أحسن وجه، مشيراً إلى أنها ترتكز كذلك على مبدأ أن التبادل الثقافي يجعلنا جميعاً أقوى.
وأضاف معاليه: "تبلغ نسبة المتعلمين في دولة الإمارات 93%، ويزورها أكثر من 15 مليون سائح سنوياً، كما تتجاوز نسبة خريجات الجامعات من النساء أكثر من 70%، ونفتخر بأن جهود الإغاثة والتنمية الإماراتية وصلت إلى أكثر من 147 دولة في العالم من خلفيات دينية وثقافية مختلفة، كما أن الإمارات موطن لأكثر من 40 كنيسة وأماكن عبادة أخرى، بالإضافة إلى العديد من مراكز التعلّم والثقافة المشهود لها دولياً، مثل جامعة باريس السوربون، وجامعة نيويورك، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومتحف اللوفر أبوظبي".
وأضاف: "نتطلع على مدار الخمسين عاماً المقبلة وصولاً إلى مئوية الإمارات، أن يُحافظ أحفاد زايد الخير على منظومة المُثل والأخلاق والسنن الروحية العميقة، التي جعلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان البوصلة الثابتة التي تحدد كل قراراته، ومواصلة مسيرة القيادة المُباركة عبر الاستمرار في طلب العلم والاجتهاد، والتدريب على استخدام أحدث تقنيات التكنولوجيا الحديثة، ليكونوا عناصر فاعلة ومؤثّرة في تنفيذ توجّهات وأهداف الحكومة الرشيدة في إسعاد البشر، والتمسّك بتقاليد التسامح والتفاهم، وقبول الآخر والعمل على التعاون والتعايش مع جميع الشعوب والأديان، سعياً لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم".
وقال معاليه: "إن دولة الكويت الشقيقة كانت كما عهدناها دائماً سباقة في ميدان الدبلوماسية الثقافية والتعليمية كما هي في الميادين الأخرى، للعمل على تقوية التقارب والتآزر بين شعبي دولة الإمارات ودولة الكويت الشقيقين".
من جهته تحدث سعادة النيادي خلال الندوة عن وسائل الدبلوماسية الثقافية في تعزيز التواصل والعلاقات بين الدول والشعوب، مؤكداً أن الثقافة دائماً لها منزلة عالية وهي جزء من تراثنا وأن لها دوراً رئيسياً في الدبلوماسية.
وأوضح سعادة الدكتور العبد الجليل، أنه من منطلق دور المجلس الوطني للثقافة والفنون في دولة الكويت، نجد الثقافة دائماً هي الفضاء القادر على احتضان التنوع والاختلاف وتحويل ذلك إلى ثقافة مشتركة للجميع.
وقال: إن الثقافة تعبر عن الهوية والأصالة الاجتماعية والإنسانية وعن الوطنية، كما أن الثقافة الأصيلة تشجع على التقارب بين الشعوب الأخرى، وعلى التسامح والتعاون والتضامن المجتمعي". مؤكداً أن الثقافة هي القوة الناعمة المؤثرة في نفوس وعقول الآخرين، وهي الرافعة لسمعة ومكانة الدولة وشعبها.
وذكر أن إكسبو 2020 دبي يعد مثالاً حياً على قيم التعايش والتسامح والانفتاح على العالم، التي ستكون كلها في بقعة واحدة في إمارة دبي في أكتوبر القادم.
وأشار سعادته إلى العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط بين دولة الكويت ودولة الإمارات، حيث يجمعهما العديد من روابط الدين والأخوة والعروبة والتاريخ والمصير المشترك.