الشارقة 24- أ.ف.ب:
يجني مزارعون في سبخة في شمال تونس طحالب حمراء زرعوها بأنفسهم، ثم ينقلونها إلى مصنع هو الأهم في منطقة المتوسط في إنتاج وتحويل هذا الصنف من النباتات التي تشهد رواجاً.
وبعد أن قامت شركة "سلت مارين" المتخصصة في الأنسجة الغذائية منذ سنوات بأبحاث حول زراعة الطحالب الحمراء، شرعت وللمرة الأولى هذه السنة في جمع الطحالب على مستوى صناعي.
وسط مياه سبخة هادئة بالقرب من محافظة بنزرت، تفرغ بعض النساء العاملات سلالهن من الطحالب ذات اللون الأخضر المائل إلى الحمرة وتقطع منها بعض أجزاء تضعها في مسابح صغيرة.
بعد ذلك، يثبت العاملون هذه القطع حول شباك أسطوانية يلقونها في مياه البحيرة.
ويقول صاحب المشروع والمستثمر الفرنسي من أصول تونسية منير بكلوط الخبير في الطحالب "نجمع 10 % من الكتلة الإحيائية ثم نزرعها في البحيرة وننتظر أن تلعب الطبيعة دورها وبعد 45 يوماً نجني: إنه الافتسال" أخذ فسيلة من النبتة الأم وزراعتها لتكثيرها".
ويكشف صاحب المشروع أن كيلوغراماً واحداً من الطحالب يتكاثر طيلة شهر ونصف ويتضاعف وزنه عشر مرات، ما يسمح بتنمية الإنتاج من دون استنزاف الموارد الطبيعية، كما هي الحال مثلاً في المغرب وتشيلي، حيث أثّر الصيد البحري المكثف سلباً على وجود الطحالب الحمراء.
وتُنقل الطحالب في مرحلة تالية إلى التجفيف بوضعها تحت أشعة الشمس فوق طاولات كبيرة ثم تأخذ طريقها إلى المصنع لتتحوّل لاحقاً إلى أنسجة غذائية وجيلاتين وإضافات غذائية أخرى.
إزالة طبيعية للتلوث
بدأ هذا الصنف من الجيلاتين المستخرج من الطحالب يحلّ شيئاً فشيئاً محل الأصناف الأخرى المستخرجة من لحم الحيوان، كما تُستعمل الطحالب الحمراء اليوم في عمليات صناعة مواد التجميل والأدوية.
وتعتبر آسيا الموطن الأساسي لزراعة الطحالب، وهي الأولى عالمياً من الناحيتين الإنتاجية والاستهلاكية.
لكن المناخ في تونس ملائم لهذه النباتات ويساهم غرسها في حفظ النظام البيئي لأنها تمثل نظاماً بيئياً متكاملاً توجد فيه أصناف من القشريات على غرار القريدس والمحار والأسماك الصغيرة.
ويوضح بكلوط أن الطحالب تتكاثر استناداً إلى التمثيل الضوئي من خلال مواد كالآزوت والفوسفور، وهي تشكل إزالة طبيعية للتلوث في السبخة.