جار التحميل...

°C,
بعكس طوابير الانتظار الطويلة في العالم

الروس يشعرون بالارتياب ويرفضون تلقي لقاح "سبوتينك-في" ضد كورونا

May 29, 2021 / 6:53 PM
بعكس طوابير الانتظار الطويلة لتلقي لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد في العالم، يتردد الروس في ذلك، وينظرون بحذر إلى اللقاح والجهات التي طوّرته، ويشعرون بالارتياب من اللقاح المحلي "سبوتنيك-في"، ويخشون من آثاره الجانبية المحتملة.
الشارقة 24 – أ ف ب:

فيما تنتشر طوابير الانتظار الطويلة لتلقي لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في العالم، يتردد الروس في ذلك، فهم ينظرون بحذر إلى اللقاح والجهات التي طوّرته.

في الساحة الحمراء، يمكن لسكان موسكو، أن يتلقوا اللقاح مجاناً وبدون موعد في متجر غوم الفاخر، على غرار مراكز تجارية وحدائق كثيرة، لكن هنا كما في أماكن أخرى، يكاد لا يتقدم أحد لتلقي اللقاح.

إنها المفارقة الروسية، فقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين بصخب منذ أغسطس 2020، التوصل إلى لقاح "سبوتنيك-في" ضد فيروس كورونا المستجد، ومذاك أقرّت بفعاليّته مجلة "ذا لانسيت" الطبية المرموقة، وكذلك دول أجنبية عدة.

لكن بحسب استطلاع حديث أجراه معهد ليفادا المستقل، فإن أكثر من 60% من الروس الذين شاركوا في الاستطلاع، قالوا إنهم لا ينوون تلقي اللقاح، وفي وسط موسكو، يؤيد عدد كبير من المارة هذا الموقف.

وتوضح ناتاليا إيفتوشينكو وهي مدرّبة يوغا تبلغ 55 عاماً ومتقاعدة من القطاع الطبي، بالطبع الفيروس يمكن أن يؤثر بشدة على جهاز مناعي ضعيف، مؤكدةً أنها أُصيبت بنفسها بكوفيد-19 وكانت لديها عوارض قوية.

وتضيف إيفتوشينكو، لكن اللقاح، هو مادة غريبة يمكن أن يرفضها الجسم وقد تكون النتيجة أسوأ.

وتشير دافلاتمو كادامشوييفا، وهي طالبة تبلغ 23 عاماً في مجال العلاقات الدولية، إلى أن التحقق تماماً من لقاح يتطلب أكثر من عام، بينما يتساءل ديمتري يونوف البالغ 20 عاماً وهو طالب في مجال المعلوماتية، من يعرف ما إذا كان اللقاح فعّالاً؟" مفضلاً أن يكون آمناً 100% قبل تلقيه.

بعد أشهر من بدء حملة التلقيح المتثاقلة، على الرغم من رفع معظم القيود الصحية، تدقّ السلطات ناقوس الخطر، إذ إن موجة إصابات جديدة تبدو قريبة.

وأعلن بوتين، أن اللقاح الروسي هو الأكثر موثوقية والأكثر أماناً اليوم، بينما أبدى رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبانين استغرابه، لأن الناس ما زالوا يموتون ولا يريدون تلقي اللقاح.

وتلقى 11 مليون شخص جرعتين من اللقاح، من أصل أكثر من 146 مليون روسي، ولجذب المتعنّتين، تقترح السلطات المثلجات أو هدايا أخرى وحتى ألف روبل (11 يورو) للمتقاعدين، إذ إن بوتين وضع هدف بلوغ المناعة الجماعية في الخريف المقبل.

روسيا هي من بين الدول الأكثر تضرراً من الوباء في العالم، مع 250 ألف وفاة جراء الفيروس، منذ أواخر مارس 2020، بحسب وكالة روستات للإحصاءات، وهو ضعف الحصيلة المعلنة من جانب الحكومة في تعدادها اليومي.

ويشرح عالم الاجتماع أليكسي ليفينسون من معهد ليفادا، أن الروس ببساطة لا يؤمنون بأن اللقاح تمكن من تخطي كافة التجارب، ويخشون آثاراً جانبية محتملة، علماً أنهم يسيئون تقدير مخاطر المرض.

ويضيف أن الكثير من الروس، شهدوا على مدى عقود الدعاية السوفياتية ثم الروسية، يعتبرون أن الأهداف السياسية للكرملين، الذي أراد إعلان التوصل إلى لقاح أولاً، لها قيمة أكبر من الصحة العامة بالنسبة إليه.

ويوضح ليفينسون، أن كذلك في صيف العام 2020، تم تجاهل المخاطر الصحية بشكل علني، بهدف تنظيم التصويت على تعديلات الدستور، التي تسمح لبوتين بالبقاء رئيساً حتى العام 2036.

ويرى عالم الاجتماع، أن الريبة حيال السلطات والقطاع الطبي، الذي شهد إصلاحات خلال سنوات 2000، فضلاً عن انعدام الثقة في إحصاءات الوفيات غذّت هذا الرفض.

تؤكد أنيا بوكينا (35 عاماً)، وهي تعمل في مجال الإعلانات، أنها لا تثق مطلقاً بالإنتاج الطبي الروسي، بسبب الإصلاحات الصحية في روسيا في السنوات الأخيرة، التي أساءت إلى جودته، وتضيف أفضّل الانتظار إلى حين توفّر لقاحات أخرى، أملًا في ألا تكون روسية فقط.

ويأسف أنتون غوبكا، وهو مستثمر في مجال التكنولوجيا الحيوية، لأن جرعات "سبوتنيك-في" كافية لكنها غير مستخدمة، وتتكدس في المخازن، ويرى أنه يجب تكثيف حملة الإعلانات، وفرض قيود على الأشخاص غير الملقحين.

وأعلنت روسيا أنها طوّرت ثلاثة لقاحات، "سبوتنيك-في" هو الأكثر استخداماً منها، والوحيد الذي تم تقديم طلبات لترخيصه في الخارج.
May 29, 2021 / 6:53 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.