جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في ظل كثافة سكانية عالية ونقص بالأجهزة والمستلزمات الطبية

امتلاء غرف العناية المركزة في غزة بإصابات كورونا ينذر بكارثة صحية

26 أبريل 2021 / 11:27 PM
ينذر امتلاء وحدات العناية المركزة في مستشفيات غزة، بمصابي فيروس كورونا المستجد، بكارثة صحية في القطاع الفلسطيني، وخاصة في رمضان، بسبب اللقاءات الاجتماعية التي يزداد حجمها في الشهر الفضيل، في ظل كثافة سكانية عالية، ونقص كبير بالأجهزة والمستلزمات الطبية.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يرقد حسين الحاج في غرفة العناية المركزة في مستشفى الصداقة بقطاع غزة، وفيما يجاهد لاستنشاق الهواء وهو موصول بجهاز التنفس الاصطناعي، يحاول الكلام بصعوبة ليقول، إن التطعيم ضد فيروس كورونا ضروري، بعد اكتظاظ وحدات العلاج المركز الذي ينذر بكارثة صحية.

وتمتلئ وحدة العناية المركزة في المستشفى، والتي أنشئت قبل نحو شهرين لعلاج الحالات الحرجة من مصابي كورونا، بالشاشات التي تعتلي أسرة المرضى وتومض باللونين الأخضر والأحمر، بينما ترتفع أصوات التنبيه من أجهزة قياس نسبة الأكسجين في الدم ومعدل ضربات القلب.

ويوضح الحاج وهو رجل سبعيني، سآخذ التطعيم بعد أن أتعافى، ويضيف وقد غلبت أصوات الأجهزة الطبية على صوته، نعيش هنا بلا صلاة ولا زيارة، أجد هنا العناية الطيبة وآمل أن تنتهي بعودة البسمة إلى وجوهنا.

أحصى قطاع غزة، حوالي 98 ألف إصابة بالفيروس و857 وفاة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد خلال الأسبوع الجاري إلى أكثر من مئة ألف إصابة.

ومع تفشي فيروس كورونا، واجهت إسرائيل أعداد إصابات ووفيات مرتفعة، في حين كانت الإصابات معدومة على الجانب الآخر من الحدود في قطاع غزة الذي تحاصره الدولة العبرية منذ 14 عاماً.

لكن المشهد تغير في أغسطس الماضي، بعد الإعلان عن أول إصابات محلية بالفيروس وازداد الوضع سوءاً مؤخراً مع الارتفاع المطرد في أعداد الإصابات في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن العودة إلى حياة شبه طبيعية.

واليوم، يمكن وصف الحالة الصحية في قطاع غزة بأنها ضعيفة جداً، وهناك نقص كبير في الأجهزة والمستلزمات الطبية والأسرة في وحدات العناية المركزة، وهي أمور تفاقمت مع تفشي الفيروس.

ويعمل سامر منصور في قسم العناية المركزة إلى جانب ستة عشر ممرضاً وعشرة أطباء، ويشير إلى أنهم شرعوا بتجهيز المستشفى قبل شهرين.

ويؤكد الممرض البالغ من العمر 32 عاماً، استقبلنا أربعين حالة، تتراوح أعمارهم ما بين الخمسين والسبعين عاما، توفي منهم سبعة، ويضيف نضطر لإخراج مريض إذا استقبلنا حالة أخرى أكثر خطورة، ويشدد على أن هؤلاء المرضى المصابين بحاجة إلى عناية خاصة ولدعم النفسي وهذا يشكل عبئاً عليناً.

ويخشى مدير وحدة مكافحة العدوى في وزارة الصحة في قطاع غزة رامي العبادلة، أن يتحول الوضع الحرج، الذي يعيشه اليوم القطاع إلى كارثي، وترد هذه الخشية لدى الطبيب إلى اللقاءات الاجتماعية التي يزداد حجمها في شهر رمضان في ظل كثافة سكانية عالية.

ويرى العبادلة، أن ظهور الطفرة البريطانية من الوباء والتي تعتبر الأسرع انتشاراً، ساهم في الازدياد المطرد لأعداد الإصابات.

وسجل القطاع، الأسبوع الماضي، أعلى عدد وفيات يومية بواقع 23 وفاة، خلال 24 ساعة فقط، رافقها ومنذ ثلاثة أسابيع إصابات يومية تزيد عن ألف إصابة.

ويوضح العبادلة، عندما يكون عدد الإصابات 1000، فهذا قد يعني أن العدد الحقيقي هو خمسة آلاف حالة يومياً، ويعزو ذلك إلى عدم توجه كثير من المواطنين إلى المستشفيات أو المراكز الطبية لإجراء فحص كورونا، وأنهم لا يأبهون بالأعراض لديهم، بل يتجولون في الشوارع والأسواق، وهذا يزيد من تفشي المرض.

وبالنسبة للعبادلة، فإن إصابة نحو 50 % من المواطنين البالغين بالفيروس في الأشهر الأولى من انتشار الوباء في القطاع، جعل الوضع الصحي تحت السيطرة نوعاً، ما إذ أصبحت لديهم مناعة، ويضيف نعمل ما في وسعنا لمنع تفشي المرض بشكل أكبر وحتى لا نفقد السيطرة.

واستلمت وزارة الصحة في قطاع غزة، نحو 110 آلاف جرعة من اللقاحات من مصادر متعددة، وجرى حتى الآن تلقيح حوالي 35 ألف مواطن، بينما يحتاج سكان القطاع بحسب العبادلة إلى نحو 2.6 مليون جرعة من اللقاحات.

وفي محاولتها لاحتواء الحالة الوبائية، فرضت حكومة القطاع حظر تجوال ليلياً، اعتباراً من السابعة مساءً حتى صباح اليوم التالي، وأبقت على الحظر الشامل ليومي الجمعة والسبت في نهاية كل أسبوع.
April 26, 2021 / 11:27 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.