الشارقة 24- وام:
عقدت حكومة الإمارات الثلاثاء، الإحاطة الإعلامية حول مستجدات فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" بالدولة.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، أن الحملة الوطنية للتطعيم ضد "كوفيد - 19" مستمرة، وأن الإمارات تمضي بخطى ثابتة وواثقة نحو مرحلة التعافي من الجائحة بالتركيز على منظومة عمل وطنية تشاركية لمختلف مؤسسات الدولة تهدف إلى ضمان صحة وسلامة أفراد المجتمع كافة.
وقالت إن الدولة رسخت نهجاً استباقياً في التعامل مع الأزمات وكانت من أولى دول العالم التي توفر لقاحات كوفيد - 19 لجميع السكان بشكل مجاني، وطبقت منظومة متطورة من الإجراءات الوقائية في مواجهة تداعيات الجائحة وتبنت استراتيجية فاعلة للتخطيط للتعافي على مستوى القطاعات كافة.
وأضافت الحوسني، أن الإمارات تواصل منهجيتها الخاصة بالفحوصات الهادفة إلى الاكتشاف المبكر والتقصي للحد من انتشار الجائحة عبر إجراء فحوصات مكثفة لمختلف فئات المجتمع، إذ تجاوز إجمالي عدد الفحوصات حتى اليوم أكثر من خمسة وثلاثين مليوناً ونصف المليون فحص.
وكشفت أنه تم مؤخراً تحديث تطبيق الحصن ليكون بمنزلة السجل الوطني الإلكتروني للقاح "كوفيد – 19" في دولة الإمارات ويحتوي التطبيق على جميع البيانات المتعلقة بجرعات "كوفيد – "19 والتي يتم توفيرها من قبل مراكز التطعيم المختلفة.
وأكدت أن هذه المبادرة استباقية في الإمارات وتعد البيانات المتوفرة في برنامج الحصن وثيقة رسمية معتمدة في الدولة لإثبات التطعيم باللقاح ويمكن للأشخاص حفظ السجل وطباعته متى دعت الحاجة لذلك.
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني، إن الجهات الصحية تتابع سير عمليات التطعيم في جميع الإمارات ومراكز التطعيم المختلفة، وتم مؤخراً توسيع نطاق التطعيمات لتشمل جميع الفئات المستهدفة من أفراد المجتمع البالغين لمن هم في سن الـ 16 فما فوق وذلك بهدف تطعيم أكبر شريحة في المجتمع بما يسهم في الوصول إلى المناعة المكتسبة، داعية أفراد المجتمع كافة إلى المبادرة بأخذ اللقاح حيث يتعين حجز موعد مع مقدم الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن حتى يتسنى لهم الحصول على اللقاح في الموعد المحدد.
وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية أفادت في تحديثها الأسبوعي بشأن الوضع الوبائي العالمي إلى ارتفاع معدل حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 مع إعلان عدد من الدول عن وجود المزيد من السلالات المتحورة داخل حدودها.
وأشارت إلى أن الجهات الصحية في الدولة على اطلاع بالتحديثات والتغييرات الحاصلة بشأن فيروس كورونا المستجد بشكل مستمر ومن خلال المتابعة والرصد لوحظ وجود طفرات جديدة قد تكون مرتبطة بزيادة عدد الحالات في بعض دول العالم وقد تم التعرف على بعض السلالات المتحورة في بعض الدول.
وأضافت فريدة الحوسني، " توصل الباحثون إلى أن هذه المتغيرات تميل إلى الانتشار بشكل أسرع فهي أكثر قابلية للانتقال وأكثر عدوى، لكن حتى الآن لا يبدو أنها تسبب مرضا أكثر خطورة أو معدل وفيات أعلى أو أي نوع من المظاهر السريرية المختلفة، ورغم تأكيد انتشار هذه السلالات المتحورة على مستوى العالم فإن كثير من الدراسات أثبتت فعالية اللقاحات في توفير الحماية اللازمة من السلالات المتحورة".
وأكدت أنه منذ بداية الإعلان العالمي عن السلالات الجديدة كانت دولة الإمارات سباّقة في متابعة التغييرات والتطورات وتم تشكيل فريق وطني لدراسة تتبع السلالات المتحورة بالتعاون مع جميع الجهات الصحية، مشيرة إلى أن فريق العمل يحلل الوضع بشكل دوري ويراجع التوصيات في هذا الشأن وتجري وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع الشركاء في الهيئات الصحية وبالتنسيق مع مؤسسات التعليم العالي ومختبرات الصحة العامة، دراسات جينية لرصد التحورات في السلالات السائدة في الدولة.
وأضافت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي، أنه يتم متابعة السلالات المتحورة من "فيروس سارس كوفي 2 " بشكل دوري عبر المختبرات المتخصصة في مجال التحليل الجيني، وذلك لمتابعة الوضع الوبائي لهذه السلالات ومدى انتشارها في المجتمع.
وقالت: "كانت جهود الدولة متناسقة ومتناغمة في جميع مراحل الأزمة"، مشيرة إلى أن الانفتاح الآمن لكافة القطاعات في ظل هذه الأزمة جاء وفق استراتيجية مدروسة بدقة بالإضافة إلى وجود مؤشرات للقطاعات يتم مراقبتها بشكل مستمر حتى يتم اتخاذ القرار المناسب حسب الظروف والمتغيرات التي تحدث جراء تفشي الوباء.
وذكرت أن تلك الجهود والقرارات كانت تدعم منهجية التوازن الاستراتيجي في الدولة للحفاظ على استمرارية عمل القطاعات ودعماً للقطاع الصحي والسلامة المجتمعية.
وأوضحت الحوسني، أن جائحة "كوفيد- 19" كان لها تأثير على القطاعات كافة الأمر الذي استدعى تشكيل "اللجنة الوطنية لإدارة وحوكمة مرحلة التعافي من أزمة كوفيد-19"، وذلك بهدف ضمان تحقيق التوازن الاستراتيجي بين القطاعات كافة والعودة السليمة إلى الحياة الطبيعية فالتخطيط لمرحلة التعافي يعد خطوة مهمة تعكس قدرة الدولة وقوة مؤسساتها في ضمان عودة الحياة لطبيعتها وتحقيق النمو والتقدم في مختلف القطاعات.
وأضافت إنه بناء على التحليل المستمر ومتابعة حملات التطعيم لوحظ أن اللقاحات المعتمدة فعّالة للغاية في الوقاية من الأعراض الشديدة من المرض ودخول المستشفيات وخفض معدل الوفيات وتعد هذه النتيجة مهمة وداعمة لتسريع وتيرة التعافي والسيطرة على الفيروس.
وبينت الدكتورة فريدة الحوسني، أنه كلما زاد عدد الأشخاص المطعمين وبناء مناعتهم ضد "كوفيد - 19" قلت فرص تكاثر الفيروس ونموه وانتشاره من شخص لآخر، الأمر الذي يساعد في الحد من فرص حدوث المزيد من الطفرات والمتغيرات.
وأكدت أن الحملة الوطنية للتطعيم ضد كوفيد- 19 مستمرة وتوفر الجهات الصحية اللقاحات اللازمة وتسهل إجراءات الحصول عليها وعليه يتعين على جميع الأفراد ممن هم في سن الـ 16 فما فوق الحرص على تلقي اللقاح لحماية أنفسهم وحماية أسرهم ومجتمعهم، كما نوصي بتشجيع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة على أخذ اللقاح لحمايتهم من مضاعفات المرض.
وجددت الدكتورة فريدة الحوسني التأكيد على أهمية الدور المجتمعي ومدى التزامه في المرحلة الراهنة، مشيرة إلى أن الدولة اتخذت كافة الإجراءات لضمان صحة وسلامة المجتمع وأهمها اللقاح بجانب مبادرات وجهود بقية مؤسسات الدولة.
وأهابت بأفراد المجتمع بضرورة التعاون والالتزام بالإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، مؤكدة أن الصحة العامة أولوية ومسؤولية اجتماعية والتكاتف المجتمعي ضرورة لا غنى عنها ومراعاة التعليمات واجب شرعي ووطني يضمن السلامة ويقود إلى التعافي ويجعل من رمضان المبارك شهرا يعافينا.
وقالت "إننا حققنا الكثير بفضل الله وتوفيقه خلال الفترة الماضية وما يزال يتعين علينا فعل الكثير الفترة المقبلة للمحافظة على ما تحقق من جهود وإنجازات الأمر الذي يفرض علينا التكاتف والتعاون فيما بيننا لتحقيق المناعة المجتمعية".