نحن نوصي من أراد أن يكون صحفياً "أن يكون متعلماً، فاهماً، صادقاً مع نفسه، وتكون كلمته صادقة، وتكون مرجعيته إلى مؤسساتٍ تمده بالمعلومات، والعطاء الذي يستطيع هو أن يخدمنا خدمتين: أولاً يعرض الموضوع ومشكلته، ويعطينا معلومات نحن ما كنا نعرفها، هذه وصيتي".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في لقاء الإعلاميين العرب، دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، 2018م
اختصّ صاحب السمو حاكم الشارقة أهل الإعلام والصحافة بحديثٍ من القلب، ملؤه التقدير والاحترام لهذه المهنة الجليلة، والتي يضع لها المسؤولون الاهتمام الذي تستحقه، كونها شريكاً رئيساً في إعلام وتربية وتطوير المجتمع، عبر رفع درجة وعيه ومعرفته، وفي خطط التنمية المستدامة، وفي فتح قنوات الاتصال اللازمة التي تمثّلُ دعماً كبيراً لكافة البرامج، وتأهيلاً لأفراد المجتمع، وبثّ معاني التعاون والوحدة بينهم.
وأكّد صاحب السمو حاكم الشارقة على عدة نقاط هامة، تمحورت حول شخصية الصحافي وأسس المهنة، في رسالة مباشرة إلى أبنائه وبناته من الصحافيين والصحافيات، وكذلك بقية من يعملون في حقول الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي. وعدّد سموه الصفات المطلوب توافرها فيمن يرتبط بهذه المهنة، على المستوى الشخصي في أن يكون متعلماً، فاهماً، صادقاً مع نفسه، وأن تكون الكلمة التي يقولها الصحافي صادقة.
ويود صاحب السمو حاكم الشارقة بهذه الكلمات، أن يضع أمام من يتقدمون للعمل في هذه المهنة المسؤولية كاملة، وأن يجعلهم يصلون إلى قمة العطاء فيها بتجردٍ ونكران للذات، وصدق مع النفس والوطن والمجتمع، إلى جانب الغوص في أعماق ومرامي هذه الخدمة الجليلة، التي توفرها مهنة الصحافة، لتكون النتيجة فائدة للجميع، احتراماً لمهنةٍ عاصرت وناصرت تطور الحضارة الإنسانية في كل العالم، وأعلنت عن بدء عصرٍ جديد تواصل إلى اليوم وهو عصر المعرفة والمشاركة المجتمعية ونشر العلم.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه جانباً هاماً وهو ضبطُ العمل الإعلامي بشكل عام، ودعمه بالعمل الرصين للمؤسسات البحثية والعلمية، التي تتوفر لديها المعلومات، حتى لا يكون الكلام على عواهنه، ولا تكون الكلمة تُطلق على سجيّتها، بل على العكس أن يكون الإعلامي أحد مصادر المجتمع الأساسية للرأي العام، والمتابعة المستمرة لكل جديد، والتي تقدم الأدلة والاستنتاجات والتوصيات، وتكتبُ ما يفيد المجتمع، وما يستند عليه من تاريخٍ كبير، وإرثٍ عريق وماضٍ زاخر بالقيم والأخلاق، وما هو عليه في الواقع والحاضر، وما يسعى إليه في المستقبل.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه إلى الصحافيين، بالتأكيد على الخدمات الجليلة التي يقدمها الإعلام بكافة أشكاله إلى المسؤولين وهم يسعون لتنمية وتطوير المجتمع.
وهاتان الخدمتان هما: أن الإعلامي الذي يقدم عملاً إعلامياً رصيناً يعتمدُ فيه على الصدق في كل شيء، وعلى المعلومة الحقيقية، ويكون قد قدم عرضاً يقصدُ به الخير للمجتمع، نابعٌ من انتمائه لهذا المجتمع، وحبهُ له، إى جانب تقديم المعلومات إلى المسؤول والتي نتجت عن البحث في التحديات التي تواجه المجتمع، بناءً على معلومات علمية موثقة، وعرض وجهة نظرٍ تُعينُ المسؤول على تقديم الحلول لكل ما يقف في طريق الارتقاء بالمجتمع.
وبقي أن نقول إنّ صاحب السمو حاكم الشارقة، وبما يحوزه من خبراتٍ كبيرة كباحث وعالم ومؤرخ وكاتب ومؤلف، يعرفُ قيمة البحث العلمي، والفروقات التي يُحدثها العمل البحثي والمعلوماتي في تفكير وعقل وعمل ومنهج الإنسان في كافة المهن، وفي مهنة الصحافة على وجه التحديد. ولذلك يقدّم سموه هذه الوصية الغالية كخارطة عمل واضحة لكل من يعملُ في هذه المهنة العريقة، التي أصبح يشارك فيها كل الناس الآن، عبر الإعلام الجديد، ولذا يجب أن يكون الصدقُ في المعلومة، والصدقُ في العمل هو شعار الجميع.