أدت الحرب بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم ناغورني قره باخ إلى تغيير جذري في الحدود بين الدولتين السوفياتيتين السابقتين، إذ لا تزال العائلات المقسمة بين جانبي الحدود تعيش حالة من الخوف بسبب عدم اكتمال ترسيم الحدود، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا.
الشارقة 24- أ.ف.ب:
بعد اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا، ما زال منزل ستيبان موفسيسيان في أرمينيا، لكن نصف حظيرة البقر المرفقة به تقع الآن في الأراضي التي تسيطر عليها أذربيجان، بعدما أدت حرب العام الماضي إلى تغيير جذري في الحدود بين الدولتين السوفياتيتين السابقتين.
يقول حارس الغابات السابق (71 عاما) فيما يقف في فناء منزله الامامي "يظهر نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) أن الحدود تمر من هنا. لكن كيف يمكن أن يكون الأمر كذلك؟".
على مسافة أمتار قليلة، يراقب حارسان أرمينيان مزودان بندقيتي كلاشنيكوف، الحدود بشكل مستمر.
إلى جانبهما لافتة موضوعة حديثا تقول إنك تدخل أذربيجان وخلفها يرفرف علم الدولة فوق معسكر مراقبة الحدود.
حتى أشهر قليلة، كان أقرب وجود أذربيجاني في شرق قرية شورنوخ التي تبعد عشرات الكيلومترات.
وبين الجانبين، تقع أراضي إقليم ناغورني قره باغ الذي سيطر عليه المقاتلون الأرمن بعد حرب اندلعت قبل 30 عاماً عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.
لكن ميزان القوى انقلب بعد ستة أسابيع من القتال الذي اندلع في سبتمبر الماضي، فيما شهدت أرمينيا صراعاً للموافقة على تسليم مساحات شاسعة من الأراضي إلى أذربيجان.
فقد أدى اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا، للعودة إلى الحدود المعترف بها دولياً بين البلدين والتي كانت موجودة لعقود على الورق فقط.
في شورنوخ، تم رسم الحدود بشكل مبهم على طول الطريق الذي يمر وسط هذه القرية الزراعية الفقيرة التي تضم 28 عائلة.
وعبر الحدود، تراقب القوات الأرمنية والأذربيجانية بعضها بعضا بقلق.
وبين المعسكرين، وحدة روسية من حرس الحدود مع ناقلة جنود مدرعة.
وعلى الجانب السفلي من القرية، طالبت أذربيجان بعشرات المنازل وأجبرت العائلات الأرمينية التي عاشت هناك على المغادرة.