افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، المنتدى الدولي للأخوة الإنسانية، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ضمن أنشطة مهرجان الأخوة الإنسانية، على مدى 5 أيام، احتفاءً باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
الشارقة 24 – وام:
دشن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، اليوم الخميس، المنتدى الدولي للأخوة الإنسانية، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ضمن أنشطة مهرجان الأخوة الإنسانية الذي تنظمه الوزارة على مدى 5 أيام، احتفاءً باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة مؤخراً.
وتحدث معاليه، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي انطلق افتراضياً، وشهده أكثر من 1900 من المسؤولين الدوليين والخبراء والأكاديميين من الإمارات والوطن العربي والعالم، من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش والاخوة الإنسانية.
وتحدث في الجلسة التي حملت عنوان "الأخوة الإنسانية من أجل العمل المشترك لتحقيق مستقبل أفضل"، كل من معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مركز الأمناء لمركز الملك حمد للتعايش السلمي، والدكتور شينغ س يو نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وليما غبوي الناشطة والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وأمبريو أنجليلوتشي مدير اتحاد السلام العالمي.
وتناولت الجلسة، مناقشة جميع الموضوعات التي تتعلق بثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية وسبل ترسيخها، من خلال العيش والعمل المشترك من أجل السلام العالمي.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خلال كلمته الافتتاحية، أن المنتدى العالمي للأخوة الإنسانية، يأتي في إطار احتفاء الإمارات بقيادتها ومؤسساتها وفئاتها وشعبها وجميع المقيمين على أرضها، باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
وقال معاليه، إن هذا المنتدى ينعقد مستنداً إلى رؤية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والتي تم التعبير عنها في إعلان مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، ويمثل في الوقت نفسه احتفاء بالجهود المخلصة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أجل نقل رسالة التسامح والأخوة الإنسانية والقيم الاخلاقية من دولة الإمارات إلى العالم.
وأوضح معاليه، أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، تدعو الجميع إلى أن يلزموا أنفسهم بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي، مقتبساً من نص الوثيقة: "كما تؤكد الوثيقة أن التسامح يعزز الصفات الإنسانية ويثري التجارب التي تدعو إلى توحد جميع الشعوب بدلاً من الفرقة والانقسام، وتؤمن للجميع نصيباً في الرفاهية العامة والسعادة، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية، حتى تجتمع الشعوب من كافة أنحاء العالم على إنسانيتنا المشتركة، وأن يدرك الجميع أن التعصب يؤدي إلى حدوث انقسام بين الشعوب.
وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك، إلى أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، تمثل بياناً لحقيقة مفادها، أن الإمارات تعد واحدة من أكثر الأماكن سلاماً وازدهاراً على وجه الأرض، حيث يعيش على أرضها مقيمون من خلفيات دينية وثقافية وعرقية مختلفة من حوالي 200 جنسية مختلفة، يتفاعلون ويعملون في سلام ووئام وينعمون بالازدهار، مؤكداً أن ذلك يعبر عن إيمان الأمارات الراسخ باحترام الجميع مهما كانت اختلافاتهم وتباينهم، حيث حبا الله الإمارات قيادة حكيمة ذات رؤية ثاقبة، بداية من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان قائداً استثنائياً منفتحاً على العالم ويتعامل بإيجابية مع الجميع، وكان ملتزماً بقيم التراحم والحوار والأخوة الإنسانية والتعايش السلمي والمساواة للجميع، كما كان يؤمن بأن تقدير الآخرين واحترامهم والقدرة على العيش معهم والإنصات إليهم من شأنه أن يوفر أساساً سليماً لدولة مدنية تنعم بالسلام والازدهار.
وأضاف معاليه، أن الله أنعم علينا بأن واصلت دولتنا العزيزة الالتزام بالقيم والمبادئ الإنسانية، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جانب إخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات.
وقال معاليه، بينما نواصل المضي قدماً في ظل هذه الجائحة التي يشهدها العالم، تزداد أهمية قيمة الأخوة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى بوصفها مبدأ عالمياً لا غنى عنه لعبور هذه الأزمة العالمية بنجاح، وبعد سنوات من الآن، عندما نتأمل هذه اللحظات، لاشك أننا سنتحدث عن أن قيمة الأخوة الإنسانية هي من حافظت علينا ومنحتنا الطاقة والعزم من أجل النجاح، وبروح تتسم "بالأخوة الإنسانية"، أدعوكم جميعاً للعمل على تعزيز إدماج جميع مناطق العالم في رحلة تقدم البشرية، وأدعوكم للعمل معاً للتخلص من أي سوء فهم ناجم عن الفروق الثقافية والدينية، كما أدعو هذا المنتدى للمساعدة في جعل الأخوة الإنسانية مجالاً للابتكار والمبادرة، وسبباً في تعزيز العمل المشترك والمشاركة الفعالة من الجميع ولمصلحة الجميع وأدعوكم إلى أن تنضموا إلينا في الإمارات، في جهود إبراز أن التعددية في المجتمعات البشرية التي تتسم بالتنوع تمثل قوة إيجابية وخلاقة تدعم التنمية والاستقرار، ونتطلع لعملنا معاً متسلحين بإيماننا الراسخ بقدرة الأخوة الإنسانية على تشكيل مستقبلنا ومساعدتنا في حل كثير من التحديات العالمية الكبرى التي تواجه عالمنا، وسنعمل جميعاً على إعلاء قيمة السلام والحفاظ على التقدم البشري، سواء في مجتمعاتنا المحلية أو العالمية.
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك، لن تستطيع أي دولة أو أي مجتمع على الإطلاق تحويل الجميع إلى اعتناق معتقد ديني وحيد، لذا فأفضل ما يمكننا القيام به أن نتنافس مع الآخرين في الفضيلة، في القرآن الكريم يخاطب الله عز وجل جميع البشر قائلاً: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، ونحن في الإمارات ملتزمون تماماً بالتصرف وفقاً لمبدأ "لتعارفوا"، حيث تمثل مواقفنا تجاه مختلف المعتقدات الدينية عنصراً أساسياً في رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أن رؤيتنا تعد رؤية عالمية كون دولتنا موطنا لمجتمع عالمي، ونسعى دائماً إلى المزيد من الازدهار والسلام والوئام لمجتمعنا العالمي.
من جانبها، عبرت معالي ريم الهاشمي في كلمتها عن تقديرها لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية لتنظيم هذا المنتدى المهم، مشيرة إلى أنه في ديسمبر الماضي، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع أن 4 فبراير هو اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وكان ذلك مرده إلى الاجتماع التاريخي بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في أبوظبي في ذلك اليوم من عام 2019، لتخرج إلى العالم وثيقة الأخوة الإنسانية، ولذا يشرف الإمارات أنها ساعدت في تحقيق إنجاز عالمي كبير لتعزيز التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية في العالم.
وقالت معاليها، إن وثيقة الأخوة الإنسانية تعد دليلاً للأجيال القادمة لتعزيز القيم الأساسية للقبول بالآخر والانفتاح والتعاطف مع بعضها البعض، كما أن مبادئ الوثيقة قادرة على إظهار أفضل ما فينا، وفي الإمارات نعلم هذا لأننا تبنينا مبدأ القبول بالجميع منذ نشأتنا كدولة، وعندما قمنا بربط سبع إمارات مختلفة معا بروح الاتحاد، ربطنا جميع المقيمين أيضاً بهذه الروح سواء كانت لغتهم الأم هي العربية أو أي لغة أخرى يتحدث بها أكثر من 200 جنسية التي تعتبر الإمارات وطنهم.
وأضافت معاليها، لقد أدركنا أيضا دور النساء ودعمناه وفهمنا بالفطرة أنه عندما نمكن الجميع من المساهمة بنشاط وبقوة سنحقق ما نرجوه من الإنجازات، وتلعب النساء دوراً فعالاً لا يمكن الاستغناء عنه في قيادة الجهود لتشجيع الحوار وتعزيز المصالحة ومواجهة التطرف، لذا نرحب بتأكيد وثيقة الأخوة الإنسانية على حماية حقوق المرأة وندعو المجتمع الدولي إلى معالجة الثغرات والحواجز التي تمنع المرأة من المساهمة بنشاط في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين لا يمكننا ببساطة أن نستبعد هؤلاء الذين يمكنهم أن يجعلوا العالم أفضل.
بدوره، أكد معالي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بالبحرين، في كلمته خلاله المنتدى، أن الضمير الإنساني يرتكز في أصوله على مبادئ الأخلاق وحسن المعاملات بين البشر، والتي تؤسس لنا قيم التسامح وتغرس روح التعايش السلمي بين الناس، ولطالما رسمت قيادتنا الرشيدة في مملكة البحرين ودولة الإمارات والخليج العربي، أروع نماذج التسامح والتعايش السلمي، وتقف جهودهم التاريخية شاهدة على أعظم الخصال وهي حب الخير للآخر، إذ أنه في كل الأزمات و المحن التي تعصف بالبشرية يسطع نجم من نجوم هذه البقعة المباركة لتصبح رمزاً فعلياً للأخوة والوحدة الإنسانية.
من جانبه، أكد معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، تجذر مبادئ الأخوة الإنسانية بعمق في ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها، حيث تمثل إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقال: إن الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية لأول مرة انعكاس لالتزامنا بالتعايش السلمي والتسامح، وإن أجيالنا القادمة هم ركيزة كل ما نقوم به وتقع على عاتقنا مسؤولية غرس هذه القيم والمبادئ في كل خطواتهم وأفعالهم، حتى يتمكنوا من مواصلة قيادة الوطن باقتدار في المستقبل.
بدوره، أوضح الدكتور شينج س يو نائب المدير العام لليونيسكو، خلال كلمته، أن المنتدى العالمي للأخوة الإنسانية، يأتي في الوقت المناسب لأن البشرية اليوم على مفترق طرق في تاريخها على هذا الكوكب، ولا تتمثل التحديات في أن جائحة كوفيد-19، أودت بحياة أكثر من مليوني شخص، لكن يكشف ذلك مواطن الضعف في مجتمعاتنا فيما اشتدت التفاوتات الهيكلية بين الأمم والشعوب.
وبدوره، أشار المستشار محمد عبد السلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إلى أنه نحتفل اليوم ومعنا العالم بالذكرى الثانية لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية تلك الوثيقة التي مرت بطريق صعب مليء بالعقبات، إلا أنه وبرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اختار الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، السير في هذا الطريق من أجل سعادة الإنسانية وسلامها، فلولا جهود هؤلاء القادة لما كنا اليوم هنا، مجتمعين من مختلف الثقافات والأديان نبحث كيفية نشر قيم الإخاء والتسامح والسلام في مجتمعاتنا.