تنتشر في مياه عشرات الشواطئ في جنوب إفريقيا مئات الأمتار من الشِباك الرامية لحماية رواد البحر من هجمات أسماك القرش، لكنّ هذه الآلية تثير جدلاً بسبب الأذى التي تلحقه بأجناس بحرية مختلفة من دون تمييز.
الشارقة 24- أ.ف.ب:
من زورقه المطاطي قبالة السواحل السياحية لجنوب إفريقيا، يشير رائد الغوص مع أسماك القرش والتر برنارديس إلى شبكة أقيمت تحت الماء لحماية السباحين من هجمات الأسماك المفترسة، ويطلق عليها صفة "شبكة الموت".
يشبه هذا الحاجز البحري الذي أقيم قبالة الشواطئ الأكثر ازدحاماً في شرق البلاد شباك الصيد العادية، وهو بطول 200 متر وعرض ستة أمتار، ومع أنه يهدف إلى حماية البشر، فإن معارضيه يرون أنه يقتل أسماك القرش والدلافين والسلاحف والحيتان وأبقار البحر على السواء.
ووالتر الذي اعتزل التدريس بغد 20 عاماً ليتفرغ للغوص مع السياح وتعريفهم بهذه الأسماك ذات السمعة السيئة، يلخص الوضع بقوله إن كل ما يعلق رأسه في هذه الشباك ينفق.
في خمسينات القرن العشرين، أدت سلسلة هجمات قاتلة إلى إفراغ شواطئ مقاطعة كوازولو ناتال من مرتاديها، وسببت المخاوف للقطاع السياحي المزدهر على امتداد الواجهة البحرية لهذه المقاطعة التي تجذب أكثر من ستة ملايين زائر سنوياً.
وما لبثت الصور الجماعية التي عززتها أفلام عدة، من بينها "تيث أوف ذا سي" (أسنان البحر) عام 1975، أن رسّخت طويلاً صورة القرش كسمكة تفترس البشر.
أما اليوم، فتنتشر الشِباك المثيرة للجدل الرامية إلى صدّ هجمات أسماك القرش قبالة ما لا يقل عن 37 شاطئاً، تمتد نحو 300 كيلومتر على الساحل شمال مدينة دوربان وجنوبها.
ولولا القيود المتعلقة بجائحة كوفيد -19، لكانت هذه الشواطئ تعجّ بالناس في فترة العطلة هذه التي تتزامن مع طقس صيفي في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية.
وعلق 690 حيواناً في شبكات مكافحة الأسماك المفترسة عام 2019. ويؤكد المدير العلمي للجنة أسماك القرش مات ديكنز، أن الكثير منها أطلق سراحه حياً، موضحاً ان هذا الرقم يمثل أقل من عشرة % من عدد الأسماك التي يشملها نشاط قطاع الصيد البحري.
وبالتالي، لم تعد أسماك القرش ضحية تدمير موطنها فحسب، بل هي مهددة أيضاً بالصيد الجائر والاتجار المربح بزعانفها.