افتتحت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الثلاثاء، فعاليات الدورة الثامنة من مؤتمر "صحتي" الدولي الافتراضي، الذي تنظمه إدارة التثقيف الصحي بالمجلس تحت شعار "بيئة معززة لصحة الأطفال واليافعين خلال جائحة كورونا".
الشارقة 24:
وسط مشاركة من كبرى المنظمات والمؤسسات الصحية المحلية والعالمية، إلى جانب أكثر من 23 متحدث من أبرز الأطباء والخبراء والمختصين العرب والأجانب، افتتحت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الثلاثاء، فعاليات الدورة الثامنة من مؤتمر "صحتي" الدولي الافتراضي الذي تنظمه إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تحت شعار "بيئة معززة لصحة الأطفال واليافعين خلال جائحة (كوفيد -19)"، وسط مشاركة من كبرى المنظمات والمؤسسات الصحية المحلية والعالمية، إلى جانب أكثر من 23 متحدث من أبرز الأطباء والخبراء والمختصين العرب والأجانب.
الارتقاء بالممارسات الصحية في المجتمع
وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في كلمتها الافتتاحية "يسعدني أن أشهد معكم اليوم انطلاق النسخة الثامنة من هذا المؤتمر الذي تطور خلال السنوات الماضية ليخدم مقاصد الارتقاء بالممارسات الصحية في المجتمع تلك المسيرة التي بدأت كحركة تهتم بصحة المرأة، ثم أضافت في برنامجها جلسات تناقش صحة الرجل ثم توسعت بنطاقها لتشمل صحة العائلة بجميع أفرادها، مشيرة إلى أن الجهود الكبيرة التي قام بها فريق التثقيف الصحي عبر السنوات كانت لها ثمار بارزة استقطبت اهتمام كبيراً من مؤسسات عالمية تؤمن بالرسالة ذاتها، لتصبح اليوم أهم الشركاء في مؤتمر صحتي في دعم أهدافه وبرامجه والوصول إلى مخرجات استثنائية ترسم خارطة طريق مستدامة وداعمة لصحة الأسرة والمجتمع".
صحة أبنائنا وبناتنا أولويتنا
وأضافت سموها: "لقد تعاظمت اليوم المسؤولية الصحية علينا بسبب جائحة "كوفيد- 19" وأصبح واجب علينا أن نضع صحة أبنائنا وبناتنا على رأس قائمة أولويتنا للتوعية بأساليب صحية جديدة، تضمن استدامة الصحة البدنية والنفسية للأطفال واليافعين بعد أن تسبب أشهر الحجر المنزلي في تقليل النشاط البدني المعتاد للأطفال وتغير العادات الغذائية، وبالتالي فأن هذه التغيرات لها تداعيات صحية تحتم علينا التعاون مع أولياء الأمور لتثقيفهم حول سبل العودة السليمة للحياة الطبيعية، التي تعزز السلوك الصحي عند الأطفال واليافعين في المنزل والمدرسة، مثمنة جهود إدارة التثقيف الصحي وكافة القائمين على هذا المؤتمر، متوجهة بالشكر إلى منظمة الصحة العالمية، والتحالف الإقليمي للأمراض غير السارية، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، وإلى جميع الجهات والمؤسسات الصديقة التي انضمت كشركاء ورعاة لتدعم أهداف المؤتمر وتوجهاته، مشيرة إلى أن تعاون هذه المؤسسات له أثر في تقديم خدمة جليلة بتعزيز الوعي الصحي وضمان اتباع أفضل الممارسات التي تؤمن للمجتمع حياة آمنة لصحة مستدامة".
حضر الجلسة الافتتاحية سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتورة أمينة المرزوقي عميد كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة، وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وإيمان راشد سيف مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والدكتورة ابتهال فاضل، رئيس التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية لإقليم الشرق المتوسط، والدكتورة داليا السمهوري، المدير الإقليمي لبرنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية الدولية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتورة سمر الفقي، المسؤول الإقليمي للمبادرات المجتمعية والأماكن الصحية وصحة كبار السن ، المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتور أيوب الجوالدة المستشار الإقليمي للتغذية- المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وحشد من ممثلي المؤسسات والهيئات الصحية والإعلامية المحلية والعالمية.
محاور المؤتمر
ويناقش المؤتمر في دورته الثامنة والذي تم تنظيمه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وبشراكة استراتيجية مع جامعة الشارقة، 8 قضايا صحية ذات الصلة بصحة الأطفال واليافعين من خلال 7 جلسات حوارية تتضمن 14 ورقة عمل، تركز على العديد من المحاور من أبرزها طرق تعزيز الصحة البدنية والتغذوية والنفسية للأطفال واليافعين، وآلية خلق بيئة صحية للتعليم عن بعد، وأهمية اللقاحات في مواجهة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الحديث عن الأمراض المزمنة والأمراض الروماتيزمية وأمراض القلب لدى الأطفال واليافعين وسبل علاجها والوقاية منها.
جهود حثيثة للتصدي لجائحة "كوفيد- 19"
وتوجه سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، بالشكر والتقدير لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لرعايتها الكريمة لمؤتمر صحتي، مشيداً بجهود إدارة التثقيف الصحي على إطلاق هذه الحدث الهام في ظل جائحة كوفيد-19، هذه الجائحة التي تشكل تحدي كبير للبشرية، والتي تمكنت دولة الإمارات بفضل القيادة الرشيدة من التصدي لها بفعالية، حيث أنشأت نظام طوارئ متكامل متعدد القطاعات تقوده الحكومة ليضمن مستوى عالٍ من التأهب والاستجابة لجميع حالات الطوارئ بما فيها الوبائية.
وأشار الرند، إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع بذلت جهود حثيثة للتصدي لجائحة "كوفيد-19"، بما فيها تشكل لجنة وطنية متعددة القطاعات وتفعيل الخطة الوطنية، وزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات واستمرارية تقديم الخدمات الأساسية وتسهيل الوصل للخدمات الصحية عن طريق تقديم التطبيب عن بعد وتوصيل الأدوية للمراجعين الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى منازلهم، مشيراً إلى أن الوزارة وفي إطار حرصها على ضمان أعلى مستويات الصحة والسلامة للأطفال واليافعين في البيئة المدرسية، عملت على وضع ومراجعة بروتوكولات العودة الآمنة للمدارس، كما قامت بتنفيذ برامج تحصين طلبة المدارس في ظل الجائحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات الصحية والتعليمية بالدولة، عن طريق مواعيد مسبقة للتطعيم وباتباع كافة الإجراءات الوقائية حيث تم تغطية أكثر من 90 % من الطلبة المستهدفين خلال شهري يوليو وأغسطس، ولا تزال الوزارة تواصل استكمال برامج التطعيم بالمدارس، بهدف حماية أبنائنا وبناتنا من مختلف الأمراض والأوبئة.
تحقيق الصحة المستدامة
إلى ذلك أكدت إيمان راشد سيف في كلمتها أن مؤتمر صحتي هو واحد من ثمرات الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الاستثمار بالإنسان أولوية ووضع تحقيق الصحة المستدامة على رأس الأجندة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية للإمارة، كونها الركيزة الأساسية لضمان رفاه السكّان وسعادتهم، متوجهة بالشكر والتقدير لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لرعايتها الحثيثة والمتواصلة للمؤتمر وتوجيهات سموها الحكيمة التي أنارت الدرب للإدارة في سعيها نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى تحسين السلوك المرتبط بالصحة لكافة أفراد المجتمع.
أهداف المؤتمر
وأشارت إيمان راشد سيف إلى أن "مؤتمر صحتي الثامن" يأتي هذا العام في إطار تعزيز جهود دولة الإمارات في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19، سعياً إلى توفير بيئة صحية للأطفال واليافعين، بيئة أكثر قدرة على ضمان سلامتهم من مختلف الأمراض والأوبئة، وتعزيز دور المدارس في الاستعداد والاستجابة للطوارئ والحد من انتشار الأمراض والأوبئة، والعمل ضمن إطار رؤية الإمارات 2021 في تحقيق مؤشر خفض معدلات السمنة بين الأطفال واليافعين، وتشجيع كافة مدارس دولة الإمارات على تبني تطبيق المعايير المستحدثة لبرنامج المدارس الصحية أسوة بإمارة الشارقة، والتي نعلن اليوم من خلال هذا المؤتمر عن اعتبارها الإمارة الأولى المطبقة للمعايير المحدثة لبرنامج المدارس الصحية الخاصة بأنظمة التعليم عن بعد والأزمات والطوارئ، ليضاف هذا الاستحقاق إلى سجل إنجازات إمارة الشارقة على الصعيد الصحي، التي كانت ولا تزال تعتبر الاستثمار في الإنسان من خلال التعليم والصحة أولوية قصوى، متوجهة بالشكر إلى منظمة الصحة العالمية وكافة الجهات والشركاء الاستراتيجيين على تعاونها في تنظيم هذا الحدث.
مواجهة تداعيات جائحة "كوفيد - 19 "
من جهتها، أشادت الدكتورة ريانة بو حاقة مسؤولة دولة الإمارات في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمبادرة إمارة الشارقة ممثلة بإدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبدعم ورعاية من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، إلى تخصيص "مؤتمر صحتي الثامن" لهذا العام لبحث سبل توفير بيئة صحية آمنة للأطفال واليافعين، وحمايتهم من الأوبئة والأمراض، وتعزيز قدرات البيئة المدرسية على مواجهة تداعيات جائحة كوفيد 19، وهو ما يتماشى مع الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية.
وأشارت الدكتورة ريانة بو حاقة إلى أن جائحة كورونا، خلفت آثار جسيمة على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وتعتبر هذه الآثار أخطر من الجائحة نفسها، ولاسيما أنها طغت على كافة الأنشطة الصحية خلال الفترة الماضية، مما يدفعنا إلى العمل معاً لتعزيز الجهود لتنفيذ بقية البرامج الصحية متل برامج التحصين وصحة الأسرة، والرعاية الصحية الأولية، وعلاج الأمراض غير السارية وصحة الأمهات والأطفال، مع ضمان استمرار الخدمات الصحية الأساسية، وتوفير الأدوية واللقاحات والمنتجات الطبية للجميع، ويأتي مؤتمر صحتي الثامن في تركيزه على الأطفال واليافعين والبيئة المعززة للصحة في الوقت المناسب، للتذكير بالمسؤوليات الجمة التي تقع على عاتقنا جميعاً للعمل والاستثمار في صحة الأجيال القادمة.
مقاومة الأمراض غير السارية
إلى ذلك توجهت الدكتورة ابتهال فاضل، بالشكر والتقدير لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لرعايتها الكريمة لفعاليات المؤتمر وعلى دعمها المتواصل لأنشطة مكافحة الأمراض غير السارية محلياً وعالمياً، مثمنة جهود إدارة التثقيف الصحي في تنظيم هذا الحدث الدولي الهام، مشيرة إلى أن الأمراض غير السارية تشكل عبء كبير على النظام الصحي والمجتمع والأسرة، وهي السبب الرئيس للوفيات، وهناك 70 % من هذه الأمراض يمكن مكافحتها والوقاية منها بتداخلات باتت معروفة وفعالة وخصوصاً إذا تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في المراحل العمرية المبكرة، ولا سيما فيما يتعلق بالسلوكيات الخاطئة مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، ومن هنا تكمن أهمية مؤتمر صحتي الثامن في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية والتغذوية للأطفال واليافعين، والعمل على خلق بيئة صحية مدرسية معززة للسلوك الصحي، ما يساهم في تقليل فرص إصابتهم بالأمراض غير السارية وضمان مستقبل صحي لهم.
دعم برنامج المدارس الصحية
من جهتها، أعربت عائشة سيف الصيري مدير إدارة الصحة واللياقة البدنية في وزارة التربية والتعليم عن شكرها وتقديرها لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة على رعاية ودعم سموها المستمر لكافة المبادرات والبرامج التي تعنى بصحة الأطفال واليافعين، مثمنة جهود إدارة التثقيف الصحي في تنظيم هذا الحدث الهام والذي يرمى إلى تعزيز صحة أفراد المجتمع ولا سيما الطلبة، منوهة إلى أن مشاركة وزارة التربية والتعليم في المؤتمر يأتي من منطلق حرصها على تأمين بيئة صحية آمنة للطلبة ودعم برنامج المدارس الصحية الذي يهدف إلى تحسين الصحة العامة في المدارس وتعزيز البيئة المدرسية الصحية للتصدي لمختلف الأمراض والأوبئة والحد من انتشارها بين فئات الأطفال واليافعين.
5 أوراق عمل
وتضمنت فعاليات المؤتمر في يومه الأول الذي شهد مشاركة واسعة من أفراد المجتمع، عقد جلستين حواريتين شملتا 5 أوراق عمل، حيث جاءت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان العودة للمدارس في ظل جائحة "كوفيد-19" وأدارتها الدكتورة ابتهال فاضل، وتضمنت ورقتي عمل قدمتها سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، والدكتورة داليا سمهوري حول سبل تحقيق عودة آمنة للمؤسسات التعليمية، وأهم الخبرات المستفادة للتعامل مع الأزمات في مدارس الشارقة، في حين جاءت الجلسة الحوارية الثاني تحت عنوان تعزيز الصحة البدنية والتغذوية للأطفال واليافعين وإدارتها الدكتورة أمينة المرزوقي، وتضمنت ثلاثة أوراق عمل قدمها الدكتور أيوب الجوالدة د.أحمد محمد عبدالملك، استشاري طب العائلة زميل الكلية الملكية البريطانية لطب العائلة دولية الكويت، والدكتور أسامة كامل اللالا أخصائي التوعية الصحية الرياضية في مجلس أبوظبي الرياضي، وركزت أوراق العمل على التحديات التغذوية للأطفال واليافعين وسبل مواجهاتها، بالإضافة إلى الحديث عن إيجابيات وسلبيات المكملات الغذائية على الصحية الجسدية للأطفال، وأهمية النشاط البدني في تقوية جهاز المناعة لدى الطفل وبالتالي تعزيز مقاومته لمختلف الأمراض.
كما يتضمن المؤتمر الذي تتوصل فعاليته حتى 26 نوفمبر الجاري عقد ورشتي عمل تدريبيتين، تستهدف أولياء الأمور والكادر الإداري والتدريسي بهدف تزوديهم بأهم النصائح والإرشادات العالمية المعتمدة في مجال تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للأطفال، كما خصصت الإدارة وضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر ورشة تدريبية للإعلاميين ستقدمها شبكة "انترنيوز" الدولية، بعنوان نحو بيئة صحفية صحية، بهدف تزويد الإعلاميين والمراسلين الميدانيين بأهم التقنيات والممارسات العالمية في مجال تغطية أخبار جائحة "كوفيد – 19".