جار التحميل...

°C,
وجبة واحدة في اليوم ويستدينون للعيش

شبح الجوع يهدد مئات الآلاف في ميانمار منذ الانقلاب

May 28, 2021 / 9:52 PM
فقد مئات آلاف الفقراء في ميانمار عملهم، منذ الانقلاب العسكري في الأول من فبراير الماضي، وهم يواجهون صعوبات متزايدة للصمود، فلا يأكلون سوى وجبة واحدة في اليوم، مؤلفة من أرز وخضار فقط، ويستدينون للعيش.
الشارقة 24 – أ ف ب:

أعلنت مصادر مطلعة، أن مئات آلاف الفقراء في ميانمار فقدوا عملهم، منذ الانقلاب العسكري في الأول من فبراير الماضي، وهم يواجهون صعوبات متزايدة للصمود، فلا يأكلون سوى وجبة واحدة في اليوم، مؤلفة من أرز وخضار فقط، ويستدينون للعيش.

يوضح وين ناينغ تون البالغ 26 عاماً، لم نعد نحضّر سوى وجبة يومية واحدة، لا أريد أن تعاني عائلتي من الجوع.

قبل الانقلاب العسكري في الأول من فبراير، على الحكومة المدنية برئاسة أونغ سان سو تشي، كان هذا الأب لثلاثة أطفال موظفاً ليلياً في مصنع لمعالجة الأسماك.

يمنعه حالياً حظر التجوّل الذي فرضته المجموعة العسكرية الحاكمة، من الذهاب إلى عمله، فيبقى عاطلاً عن العمل في منزله الصغير المصنوع من الخشب والصفائح المعدنية في هلاينغ ثار يار ضاحية رانغون الفقيرة.

ويوضح أنه بات عاجزاً عن شراء اللحم، ويكتفي فقط ببعض الخضار والقليل من معجون السمك.

وعلى مسافة قريبة، تكتفي آي مار أيضاً بطهي الأرز والأعشاب، وتشعر بالقلق حيال عدم تمكنها، من تلبية حاجات أطفالها السبعة الغذائية.

وتروي زوجي عاطل عن العمل، يقبل بكل الأشغال الصغيرة، حتى حفر مجارٍ للصرف الصحي.

والمغامرة بالخروج إلى الشارع، للبحث عن عمل خلال النهار يبقى أمراً خطراً جداً، فقد شهد الحيّ في مارس الماضي، مواجهات عنيفة بين السكان وقوات الأمن، ولا يزال عناصر قوات الأمن الذين لم يتردّدوا في إطلاق النار على المدنيين، منتشرين بأعداد كبيرة.

وكان كثرٌ من سكان هلاينغ ثار يار، يعملون قبل الانقلاب في قطاع الصناعة، خصوصاً في عشرات مصانع النسيج التي تزوّد العلامات التجارية الغربية.

حالياً، أرغمت الإضرابات وأعمال العنف معظم المصانع على الإغلاق، ولم يعد يتمكن السكان من الوصول إلى الإعانات الاجتماعية البسيطة، لأن النظام المصرفي مشلول بجزئه الكبير، ويستدين كثرٌ للعيش ويغرقون أكثر فأكثر في البؤس.

ويبدو أن تأثير أزمة فيروس كورونا والانقلاب، قد يؤدي إلى تضاعف الفقر، إذ يلامس البؤس نصف الشعب في ميانمار اعتباراً من العام المقبل، فيما يشكل تراجعاً بـ16 عاماً للبلاد، وفق الأمم المتحدة.

بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيواجه ما يصل إلى 3.4 مليون شخص إضافي صعوبة في الحصول على طعام، خلال السنوات الثلاث إلى الست المقبلة.

وتسجّل أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً واضحاً، فقد ارتفع سعر الأرز بنسبة 5%، وسعر زيت الطبخ بقرابة 20%، بحسب البرنامج الأممي.

كما أن الوضع حساس خصوصاً في المناطق الحضرية، إذ إن سلاسل الإمدادات تشهد اضطرابات وسعر الوقود ارتفع بنسبة 30%، ما يجعل نقل البضائع من المناطق الزراعية إلى المدن صعباً.

كذلك تتأثر المناطق النائية، حيث تسبب تصاعد المواجهات بين الجيش والفصائل الإتنية في الأسابيع الأخيرة، بنزوح عشرات آلاف الأشخاص، فقد تضاعف سعر الأرز في ولاية كاشين في شمال البلاد.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي في نهاية إبريل الماضي، أنه سيقدم مساعدات غذائية لمليوني شخص في كل أنحاء البلاد، بينما تشجّع منظمات أخرى سكان رانغون الذين لديهم فائض من الأطعمة على تقديمها للفقراء.

وتوضح ني آي وهي ربة منزل تبلغ 51 عاماً، نعتمد فقط على الهبات، في حال بقي الوضع على حاله، بالتأكيد سنموت من الجوع.

وينوي آخرون على غرار كياو مو، الفرار من العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث أصبح كل شيء خارج عن السيطرة.
May 28, 2021 / 9:52 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.