جار التحميل...

°C,
من اليمن إلى لندن

إنسانية الإمارات تجمع شمل أسرة يمنية يهودية بعد عقدين من الفراق

January 13, 2021 / 11:20 PM
نسجت إنسانية دولة الإمارات العربية المتحدة، خيوط الأمل أمام أسرة يمنية يهودية، بعد مضي عقدين ونيف من الفراق، عانت خلالها لوعةً على شتات أفرادها ما بين وطنهم اليمن ولندن، وحققت لهم حياة أسرية هانئة مستقرة ملؤها المحبة والسلام.
الشارقة 24 – وام:

بعد مضي عقدين ونيف من الفراق، لم تهنأ خلالها أسرة يمنية يهودية، لوعةً على شتات أفرادها ما بين وطنهم اليمن ولندن، لتأتي إنسانية الإمارات، وتنسج أمامهم خيوط الأمل، في حياة أسرية هانئة مستقرة ملؤها المحبة والسلام.

مثلت استجابة الإمارات السريعة لطلب الأسرة اليمنية، خلال 15 يوماً فقط، طوق نجاة أنهى معاناة لحظة طال انتظارها، بعدد أيام الفراق التي امتدت لأكثر من 21 عاماً، لتفتح أمامهم أبواب الأمل في حياة كريمة لهم ولأطفالهم.

ويوضح سليمان حبيب، البالغ من العمر 75 عاماً، كنا نعيش في محافظة صعدة باليمن، في راحة وسط القبائل والمشايخ، نشارك أبناء المدينة أفراحهم وأحزانهم، وكان لدي معرض للفضة حتى تكاثرت الظروف السيئة، وتردى الوضع العام ولم تستطع أسرتي العيش في اليمن من الخوف والقلق، وانتقلوا إلى الإقامة في لندن، ولم يتبق في اليمن إلا أنا وزوجتي وابني.

ويضيف حبيب، زوجتي مريضة بالقلب ولم أستطع مع تقدم العمر، أن أواصل علاجها، خاصة أني لم أستطيع الحركة بشكل متواصل، وأيضاً في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه اليمن، مما زاد معاناتنا حزننا على وضعنا وضعفنا.

ويصف حبيب جمع شمل أفراد أسرته، قائلاً ارتحت راحة كبيرة بعد لم شتات أسرتي ورجعت الروح إلى جسدي بعد فراق أكثر من 21 عاماً، حيث لم أر أحفادي منذ أن كان عمر أكبرهم "إسحاق" 6 سنوات، حتى جاءني اتصال بأنني سوف التقي أفراد عائلتي، فكان ردي هذا "كذب" كونه من المستحيل في ظل الوضع الراهن حتى أخذني ولدي إلى المطار ووصلنا إلى دولة الإمارات، بكيت من فرحة لقاء أبنائي وأحفادي، واليوم نحن نصلي ونصوم ونحمد الله كثيراً، على النعمة الكبيرة التي حققتها لنا الإمارات "وطن الإنسانية".

وبدموع أجرتها ليالي 21 عاماً من الفراق، توضح شمعة سليمان البالغة من العمر 73 عاماً، نحمد لله الذي أعطاني الفرصة لرؤية أبنائي وأحفادي بعد فراق طويل لم يغيبوا إلا بالجسد لكن روحهم كانت تسكن قلبي، لم أصدق حتى الآن أنني مع أسرتي، فالإمارات عملت لنا خيراً كبيراً، ونشكرها جزيل الشكر والامتنان على لم شملنا ومساعدتنا.

وتشير الابنة لوزة سليمان حبيب، البالغة من العمر 58 عاماً، إلى أنها خرجت من اليمن قبل 21 عاماً مع زوجها وأولادها للإقامة في لندن، بعد صعوبة الحياة في بلد اليمن نظراً لتردي الأوضاع، وأضافت كانت رحلة طويلة مليئة بأوجاع الفراق خاصة وأن أبي وأمي كبار في العمر ولا يقدرا على خدمة أنفسهم وهو ما زاد من معاناتنا، كنت أتواصل تليفونياً للاطمئنان على الأوضاع، خاصة وأن أمي مريضة بالقلب كانت ما بين الموت والحياة.. وتابعت: "طول النهار وأنا أبكي.. طول الليل وأنا رأسي ما معي.. لا يوجد أي شخص يمكن أن يقدم لأمي وأبي حتى فنجاناً من القهوة.

وتضيف لوزة، أخبرني ولدي إسحاق فايز بأننا سنلتقي بأبي وأمي وأخي، لم أصدقه حتى بعد سفرنا من لندن إلى الإمارات للم الشمل لم أصدق حتى الآن، ما صدقت حتى دخلت المطار في الإمارات ورأيتهم أمامي، طار عقلي بالبكاء، وقالت: الله يبارك في الإمارات التي قدمت لنا واجباً كبيراً، واستقبلوا أهلي وجمعوا شملنا بكل تواضع ومحبة ومودة.

ويروي الابن يوسف سليمان حبيب البالغ من العمر 45 عاماً معاناته قائلاً: "عشنا حياتنا في صعدة وكان لدي محل فضة، حيث كنت أصنع السيوف والخواتم المرجان والعقيق وكل المشغولات الفضية يدوياً، وكانت حركة السياحة كبيرة توفر لنا حياة كريمة حتى بدأت الأوضاع المعيشية في التردي تدريجياً، وسافرت معظم أسرتي إلى لندن وبقيت مع والدي ووالدتي وفي العام 2001، تعرضت لإطلاق الرصاص وتأثر جسدي وساقي وكنت على وشك أن أفارق الحياة، إلا أن العناية الإلهية تدخلت وأنقذت حياتي.

ويضيف أخبرت والدي وأمي أن إسحاق ابن أختي أخبرني بأننا سنجتمع مع بعضنا في الإمارات، لم يصدقوني حتى أخذتهم إلى المطار ووصلنا إلى الإمارات وإلى الآن لم نعلم جميعاً نحن في حقيقة أو حلم، 21 عاماً لم نجتمع والآن نأكل ونضحك جمعاً، لم نتوقع ما حدث في حياتنا، ونشكر الإمارات على كل ما يقدمونه لنا وجزاهم الله كل خير.

يوضح إسحاق فايز البالغ من العمر 35 عاماً، كنت دائم التواصل من لندن مع جدي وجدتي وخالي كل يومين تقريباً، للاطمئنان على أحوالهم كون جدتي مريضة وعمرها كبير ولم يستطيعوا خدمة أنفسهم في ظل الظروف الراهنة.

ويضيف إسحاق، تواصلت مع عدد من الدول للم شملنا ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، ومن ثم تواصلت مع الإمارات فكانت الاستجابة سريعة خلال 15 يوماً، تمكنت خلالها من جمع شمل الأسرة من لندن واليمن وقدمت الدعم اللازم لنا، لم أر في حياتي إنسانية مثل ما رأيت في الإمارات، حيث امتزجت مشاعري بالبكاء والفرحة من الاهتمام بصون كرامة الإنسان في الإمارات.

ويتابع إسحاق، خرجنا من اليمن أنا وأخي إسرائيل في عام 1999، ونحن في عمر الـ10 و8 سنوات، وكانت قلوبنا في اليمن مع جدي وجدتي وخالي، نظراً لصعوبة الأوضاع والظروف.

ويضيف إسحاق، نشكر الإمارات على كرم الضيافة والاستقبال وعلى مبادراتها الإنسانية النبيلة، التي تجسد رسوخ قيم والتسامح والسلام في هذا الوطن العظيم.

ويؤكد إسرائيل فايز، البالغ من العمر 31 عاماً، نحن الآن في مدينة أبوظبي للقاء جدي وجدتي وليتمكن أبنائي من رؤية أجدادهم، لقد انتظرنا هذه اللحظة 21 عاماً، وهذه اللحظة هي كالحلم بالنسبة لي، مضت 3 أيام على وصولهم وحتى الآن أستيقظ كل يوماً صباحاً، أنظر إليهم وأشعر أن قلبي في سعادة كبيرة.

ويضيف إسرائيل، أولادي لا تسعهم الفرحة عندما ينظروا إلى أجدادهم، يقومون بطرح الكثير من الأسئلة التي لا تنتهي لأن الحياة التي عاشوها في لندن، والحياة التي عاشها جدي وجدتي في اليمن مختلفة تماماً.

يتابع إسرائيل، أود أن أشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على هذه اللفتة الكريم، وأشكرهم على كل ما فعلوه لجدي وجدتي ولكل الجهود التي بذلوها للم شملنا مجدداً، بالنسبة لي ما حث كان كالحلم ولم أتوقع حدوثه أبداً.

ويوضح إسرائيل، غادرت اليمن عندما كنت صغيراً جداً كان عمري حينها 7 إلى 8 أعوام، ومنذ ذاك الوقت لم أقابلهم مرة أخرى، عندما غادرنا اليمن كنت استيقظ وأرى علامات الحزن والأسى على وجه أمي كنت أسألها: أمي هل أنتي بخير؟ وتجيب: يا بني أنا قلقة جداً على جدك وجدتك، أشكر جميع من ساهم في لم شملنا أشكرهم من أعماق قلبي.

ببراءة الطفولة، عبر الطفلان مايكل ونوهوراي فايز أبناء الـ11 ربيعاً، عن سعادتهما الغامرة بلقاء الجدان "سليمان وشمعة"، للمرة الأولى في الإمارات، حيث أصبحا قادرين على الاطمئنان عليهما.

ويصف الطفلان لم شتات الأسرة، لم نكن نتخيل يوماً أننا سنقابل جدنا وجدتنا، عندما رأيناهما للمرة الأولى في المطار، كنا في حالة صدمة وذهول من شدة الفرح، نشكر جميع من ساهم في لم شملنا، ممتنين جداً للإمارات ولكل شخص كانت له يد في تسهيل سفر جدنا وجدتنا من اليمن لنتمكن من لقائهما، نحن في حلم سعيد للغاية.
January 13, 2021 / 11:20 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.