نظم معهد القيادة في التعليم العالي بجامعة الشارقة، ورشة عمل بعنوان "المشاركة الطلابية الفعالة في زمن التغيير والتحول" والتي استمرت على مدى يومين باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بهدف التعرف على رؤى واستراتيجيات تعزيز مشاركة الطلبة وتفاعلهم في التعلم عن بعد.
الشارقة 24:
تحت رعاية وحضور سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، نظم معهد القيادة في التعليم العالي بالجامعة، ورشة عمل بعنوان: "المشاركة الطلابية الفعالة في زمن التغيير والتحول" والتي استمرت على مدى يومين باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بهدف التعرف على رؤى واستراتيجيات تعزيز مشاركة الطلبة وتفاعلهم في التعلم عن بعدُ، وتبادل الخبرات حول أدوات تعزيز وتدعيم مشاركتهم في العملية التعليمية.
حضر الورشة نواب لمدير الجامعة، وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام الأكاديمية وعدد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية. وقد أكد الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، في كلمته الافتتاحية للورشة على أهمية اكتشاف الموهوبين والمتميزين من الطلبة، وتوفير بيئة تعليمية تربوية تساعد على الابداع والابتكار وتنمي مهارات الطلبة العلمية والأكاديمية. مضيفاً، "تقدم جامعة الشارقة التعليم والتدريب لأعضاء الهيئة التدريسية على استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة للتطوير من مهاراتهم، حيث نستهدف العمل على إيجاد الوسيلة المناسبة لإيصال المادة التعليمية، ووضع أسئلة شاملة في الامتحانات الإلكترونية باستخدام الوسائل الحديثة والتدريب عليها. كذلك من الضروري العمل على صقل شخصية الطالب بالأخلاق والقيم الحسنة والمواهب المتميزة للمساهمة في التنمية الوطنية والقومية." واختتم مدير الجامعة كلمته بتوجيه الشكر لأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والفنية في الجامعة على ولائهم وانتمائهم والعمل الجماعي الواضح الذي أدى إلى نجاح هذه التجربة بالدعم والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه)."
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور شريف صدقي نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية على أهمية مشاركة الطلبة في العملية التعليمية وتأهيلهم للفرص المتاحة في أسواق العمل، كما أوضح أهمية تطوير وتطبيق عملية التعليم التفاعلي عند تقديم المساقات والمقررات الدراسية حسب كل كلية وتخصص، إلى جانب إيجاد الأساليب المختلفة المطلوبة لمكونات التدريس التفاعلي من خلال تطبيق منهجية معينة ومن خلال العمل الجماعي وتبادل الخبرات بين أعضاء الهيئة التدريسية، لتطبيقها على أرض الواقع.
أما الأستاذ الدكتور ماهر عمر مدير معهد القيادة في التعليم العالي فقد قدم عرضاً خلال الورشة تناول من خلاله أنماط السلوك التفاعلي المختلفة للطلبة داخل الفصل الدراسي، معتمدا على نتائج البحوث والدراسات التي تناولت تصورات الطلبة حول سلوكهم التفاعلي داخل الفصل الدراسي، وتناول خلال الشرح الاستراتيجيات المختلفة لإشراك الطلبة في الأنشطة الصفية، وتعزيز عملية التعلم.
وقدم الدكتور حسين محمد المهدي عميد الخدمات الأكاديمية المساندة عرضاً تناول فيه أهم التحديات التي يواجها أعضاء الهيئة التدريسية في التعلم عن بُعد باستخدام منظومة إدارة المساقات الافتراضية، حيث يعتمد تفاعل الطلبة ومشاركاتهم في النقاش خلال المحاضرة على مجموعة من العوامل والتي قد تكمن في الحدود التقنية وأخرى تتعلق بشخصية الطالب وثالثة تتعلق بطرائق التدريس وطرح المادة موضحاً خلال عرضه كيفية التغلب على هذه الأسباب من خلال التحوّل في طريقة عرض المادة خلال المحاضرة باستخدام أدوات تكنولوجية حديثة في التدريس مثل برامج المحاكاة التفاعلية التي تُمكن جميع الطلبة من المشاركة وتُحفزهم على التفاعل، وطرح بعض الأمثلة لوسائل ناجحة تم استخدامها في جامعة الشارقة أهمها تقسيم الفصل الدراسي إلى مجموعات صغيرة بحيث يمكن للطلبة المناقشة وتبادل الآراء بشكل تفاعلي بإشراف أستاذ المساق، وأشار إلى أن نجاح هذه التجارب يعتمد على فهم واقع التدريس عن بعد من حيث البيئة التعليمية والأدوات المتوفرة في المحيط البيتي، والتباعد بين الطالب والمعلم، والعمل على وضع آلية للتغلب على هذه التحديات من خلال إثراء المحاضرات لزيادة التركيز والانتباه خلال المحاضرة.
وأشار الدكتور بوزيان زيد من كلية الاتصال إلى ضرورة تنمية مهارات تصميم المساقات الإلكترونية مع التركيز بالخصوص على الاندماج الفعال للطلبة في العملية التعليمية، ومراجعة أدبيات الاندماج، بالإضافة إلى التركيز على بعض الملاحظات حول خصوصيات الطلبة، وبعض القضايا الرئيسية حول تصميم المنهج الدراسي. كما تطرق إلى التجربة الناجحة في تدريس مساق "أساليب البحث في الاتصال" التي طبقت الاندماج الطلابي في تصميم المساق.
أما الأستاذ الدكتور زاهر الأغبري من كلية الحوسبة والمعلوماتية فقد طرح خلال عرضه عدة محاور كان منها: أهمية مشاركة الطلبة في بيئة التعلم عن بُعد وخصائص الطلبة الذين يتفاعلون في التعلم، كما ناقش نتائج أبحاث شركات التكنولوجيا عن كيفية استجابة عقل الإنسان والاستفادة من النتائج في تصميم محتوى المساقات لزيادة تفاعل الطلبة، مشيراً إلى بعض التجارب الشخصية للمحاضر في تصميم وأداء المساقات الدراسية بما يعزز مدى مشاركة الطلبة.
واستعرضت الدكتورة وفاء برھومي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ضمن محاضرة مشتركة مع الدكتور سيميو اديربيجبى من معهد القيادة في التعليم العالي، نموذج DIME الخاص بتصميم المساقات التعليمية؛ حيث قدمت شرحاً حول كيفية الاستفادة من هذا النموذج لبناء مساقات تدعم المشاركة والتفاعل الطلابي مع الأنشطة التعليمية المختلفة، كما تحدثت عن نموذج قياس المشاركة والتفاعل الصفي 3-P لتعزيز مشاركة الطلبة والوصول للتعلم والذي تظهر نتائجه في الحياة اليومية للطلبة.
وقد كان للورشة الأثر الكبير في عرض الكثير من تجارب الأساتذة حول تفاعل الطلبة خلال العملية التعليمية، من ذلك ما قدمته الدكتورة نورة الهوتي محاضر في قسم العلاقات العامة بكلية الاتصال في جامعة الشارقة والتي قالت: "أصبح التعليم عن بعد يشكّل بديلاً أساسياً للتعليم التقليدي الذي جاء ليواكب تلك المستجدات، كما أن نظام التعليم عن بعد أثبت فعاليته ونجاحه على مختلف المستويات، إذ كان لجاهزيته العديد من الجوانب الإيجابية منها: سهولة الاستخدام والمرونة في طرح المادة العلمية والشرح من خلال منصة البلاك بورد، حيث لاحظنا تفاعل الطبة بشكل يفوق تفاعلهم في القاعات الدراسية، ويرجع ذلك إلى توفر الخيارات المتعددة في المشاركة سواء بالكتابة أو الصوت أو الفيديو، مما كسر حاجز الخجل والخوف عند بعض الطلبة. كما شجع التعلم عن بعد الطلبة على استخدام وتفعيل البرامج الالكترونية والتطبيقات الحديثة التي ساعدت في توفير الوقت والجهد، وكذلك امكانية تسجيل المحاضرات ووضعها في المحتوى الخاص بالمساقات حيث يمكن الرجوع لها في أي وقت يشاء الطالب." كما أكدت أنه لا بد من العودة إلى التعليم في الصفوف الدراسية، ولا يمنع ذلك استمرار بعض المواد النظرية في نظام التعليم عن بعد، وبالتالي يتم الدمج بين النظامين لتعزيز العملية التعليمية والاستفادة من مزايا وإيجابيات كل نظام على حدة.
أما الدكتور محمد عادل مفتي أستاذ مساعد في التعويضات/التركيبات السنية بكلية طب الأسنان فقد أشاد بالورشة التدريبية التي قال بأنها تساعد في تنمية وتطوير مهارات الطلبة في العملية التعليمية عن بُعد، مؤكداً أن الورشة قدمت رؤىً معاصرةً ودراساتٍ حديثةً في تشجيع الطلبة على المشاركة والتفاعل مع المحاضرات عن بعد، كما ركز على أهمية تطبيق المهارات التقنية والإلكترونية، والتحلي بالصفات الشخصية لجذب انتباه الطلبة للمشاركة في المحاضرات. بالإضافة إلى ضرورة إتباع الأساليب الحديثة في تطوير المحاضرات والتحول من أسلوب الإلقاء التقليدي إلى الأساليب الحديثة التفاعلية، ومنها طريقة حل المشاكل المطروحة، والإشراك في اتخاذ القرارات. موضحاً أنه خلال الورشة تم تغذية فهم المشاركين بأبرز التحديات النفسية والإدراكية والتقنية التي تواجه الطلبة.
فيما أضاف الدكتور قيس الداودي أستاذ مشارك بقسم الفيزياء التطبيقية وعلوم الفلك في كلية العلوم، بأن التعليم عن بعد تحول مع الوقت وبسرعة فائقة إلى تجربة رائعة ومتميزة بالنسبة للطلبة والأساتذة على حد السواء، وذلك باستخدام الوسائل والبرامج الالكترونية المتعددة التي مكنت الطلبة من اكتساب مهارات جديدة ومتطورة. إلى جانب، سهولة تعامل الطلبة مع التكنولوجيا، حيث أنهم تمكنوا من إزاحة الحواجز مع زملائهم في المواد العلوم الأساسية كالرياضيات والفيزياء باستخدام برامج المحاكاة لبعض التجارب العلمية التي يصعب تطبيقها في المختبرات بالجامعة.
أما الدكتور أحمد فاروق أستاذ مشارك بقسم العلاقات العامة في كلية الاتصال فقد أشار إلى أن تفاعل واندماج الطلبة في عملية التعليم عن بُعد تعتمد على توفر الأدوات المناسبة والمحفزة للطلبة للتفاعل، فالطالب الذي يجد أن هذه الأدوات متوفرة له سيبادر بالمشاركة ويتولد لديه الدافع للتفاعل، ولذلك من الضروري اتاحة هذه الأدوات بصورة منظمة ومتلائمة مع طبيعة كل مساق ومحتواه، بحيث يمكن للأستاذ توفير الأدوات التي تحقق الكثير من المعايير والتي منها: قياس تحقق مخرجات المساق، وتقييم الطالب في المشاركات الصفية واللاصفية والتي تطبق في التعليم المباشر، أن تكون مبتكره ويشعر من خلالها الطالب بتحقيق ميزة أو الحصول على مكافأة مثل درجات إضافية للمشاركة، وكذلك أن تعتمد على المشاركات الجماعية التي تحقق التفاعل وتبادل الآراء والخبرات بين الطلبة . كما أنه توجد أدوات يمكن توظيفها عن بُعد مثل: مجموعات العمل، المسابقات، تبادل الأدوار، تقديم الحالات التطبيقية وتحليلها، إنتاج الطلبة لمواد ووسائل شرح حديثة.
ومن جانبها نوهت الأستاذة الدكتورة رشا حطاب أستاذ القانون التجاري بقسم القانون الخاص في كلية القانون، أن كثافة ونوعية البرامج التدريبية وورش العمل التي وفرتها الجامعة لأساتذتها وطلبتها قد ساهمت في تأهيل الأستاذ والطالب لحسن سير عملية التعليم والتعلم عن بعد ولتحفيز الطلبة على المشاركة الفعالة في عملية التعليم عن بُعد، مما ساعد على التكيف مع الطبيعة الخاصة لهذه البيئة التعليمية والتي تتطلب مشاركة فاعلة ومستمرة للطلبة لتحقيق أهداف البرامج ومخرجاتها التعليمية، حيث أشادت من خلال تجربتها بدور الطلبة في تخطي الصعوبات التقنية والمعرفية والتأقلم مع البيئة التعليمية الجديدة.
أما الدكتورة زيزيت نوفل أستاذ مشارك بقسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، أشارت إلى أوجه الاستفادة من الورشة التدريبية في تنمية وتطوير مهارات الطلبة في العملية التعليمية عن بُعد، والتي تهدف إلى تنمية الخلق الحسن والمعاملة الطيبة والسلوك المستقيم لدى الطالب، إلى جانب تطبيق القيم والمفاهيم الايجابية، كما وضحت أن النشاط الطلابي يساهم بشكل كبير في كشف ميول ومواهب وقدرات الطلبة، ويوثق الصلة بين الطالب وزملائه، كما يعزز مهارات الاتصال لديهم مع أعضاء هيئة التدريس بشكل مستمر عبر وسائل التواصل المختلفة.
وأضافت الدكتورة ثريا السنوسي أستاذ مشارك بكلية الاتصال عن مدى استفادتها من الورشة والتي قالت بأنها مثلت فرصة لطلبة الجامعة من أجل تدعيم مهاراتهم العملية خلال المحاضرات عن بعد، لاسيما فيما يخص الأساليب المستحدثة للتفاعل داخل المحاضرة الافتراضية مثل مجموعات النقاش وعرض الواجبات والتكليفات الطلابية، مؤكده على ضرورة استثمار المهارات الإبداعية لدى الطلبة من خلال ما يمتلكونه من فنون التصوير والمونتاج ومختلف التطبيقات المتوفرة لديهم لإنتاج عروض تفاعلية متطورة باعتماد الوسائط المتعددة تجسم فيها المواد العلمية بطريقة جذابة تساعد في ترسيخ المعلومات، بعيداً عن الأسلوب التقليدي الجاف في عرض النصوص المكتوبة.
من جانبها أكدت الدكتورة هلدا محمود محاضر بقسم علوم المختبرات الطبية في كلية العلوم الصحية أن تجربة التعلم عن بعد تُعَدُ نقله نوعيه في نظام التعليم في ظل جائحة كورونا، فقد فرض تطبيق نظام التعلم عن بعد إلى تعدد الطرق التدريسية وتنوع وسائل الاتصال التعليمية المستخدمة في إيصال المعلومة وإكساب الطالب المعرفة والمهارات المطلوبة في مختلف المجالات. ومؤيده أن تحقيق الأهداف التعليمية لنظام التعلم عن بعد تقوم على تفاعل الطالب والمعلم وتواصلهما خلال الفصل الافتراضي من خلال تنوع الطرق التدريسية بعيداً عن الطرق التقليدية في الإلقاء وكذلك إتاحة الفرصة أمام الطالب للتخيل واستثمار حواسه في إبداء الرأي والمناقشة.