يرى البعض أن مفهوم الوطن مفهوم واسع لا يمكن حصره في كلمات قليلة، فهو المكان الذي يضمنا بين أحضانه وهو البيت الكبير الذي يخلد ويرتاح فيه الإنسان وتأوى إليه روحه، والأرض الرحبة التي نحيا ونموت فيها لو بعدنا عنها أشتقنا إليها.
والمكان الذي يستوجب منا الشعور تجاهه بالإنتماء والحفاظ على ممتلكاته ومقدراته، والدفاع عنه في السلم والحرب، ونخدمه ونحرسه ونبذل كل مافي وسعنا ليدوم ويبقى وينمو ويقوى.
1 الوطن:إن الوطن ليس بالضرورة هو البلد الذي نحمل جنسيته فقط، بل الذي نعيش على ترابه ونحس فيه بالأستقرار والأمان ونجد فيه لقمة العيش الهني والاحترام والتقدير .
وكلمة المواطن مشتقةٌ من الوطن، وتدل على الأنسان الذي يستوطن أرضاً أو بلداً ما ويقيم فيه ويؤسس حياته وحياة من بعده في حدودإقليمه، وما يتكون لديه من مشاعر ورابطة حب بينه وبين هذه الأرض والمكان ( الوطن) ويحملها أينما ذهب ويدافع عنها بدافع الولاء والانتماء .
2) المواطن الصالح :-
لكن ليس كل من يولد أو يقيم على أرض ما، ويؤسس على إقليمها حياته حتى وإن اكتسب صفة المواطن هو مواطن صالح ، فالمواطن ليكون مواطناً صالحاً قولاً وعملاً نرى ضرورة أن يتمتع بمايلي :-
أ) الانتماء الوطني :-
يُعرف الانتماء لغةً بأنه الانتساب إلى شيء ما، أمّا اصطلاحاً فهو الارتباط الحقيقي، والاتصال المباشر مع أمرٍ مُعيّن تختلف طبيعته بناءً على الطريقة التي يتعامل فيها الفرد معه، ويعرف أيضاً بأنه التمسك، والثقة بعنصر من عناصر البيئة المحيطة بالأفراد، والمحافظة على الارتباط به وجدانياً، وفكرياً، ومعنوياً، وواقعياً مما يدلّ على قوة الصلة التي تربط بين الفرد والشيء الذي ينتمي له، سواءً أكان انتماؤه لوطنهِ، أو عائلتهِ، أو عمله، أو غيرهم. أما الانتماء الوطني والذي نعنيه هنا هو من أهم أنواع الانتماء، فعندما يحافظ الإنسان على انتمائه لوطنه، وأرضه يتمكن عندها من تحقيق مفهوم ومعنى الانتماء الذي يرتبط بتحقيق مفهوم المواطنة، والتي تشير إلى كافة المبادئ، والحقوق، والواجبات التي يتميز بها المواطن داخل الدولة التي يعيش فيها، ويعتبر جزءاً من أجزاء المجتمع البشري فيها. فيكون تعزيز الانتماء الوطني من خلال المحافظة على الوطن، والسعي إلى النهوض بكافة قطاعات العمل فيه، من أجل نموه، وتطوره،مما يؤدي إلى المحافظة على الوطن ، والحرص على نموه، وازدهاره بشكل دائم.،ويقلل من انتشار الظواهر السلبية، إذ يساهم تعزيز الانتماء في العلاقات الإجتماعية وترابط المواطنين .
والمواطن الصالح هو من يملك روح الإنتماء لأرضه ووطنه والذي يستوجب الحفاظ عليه وتنمية الأحساس والشعور به تجاه الوطن من خلال مثلاً :-
- الحرص على الممتلكات العامة من التخريب أو النهب.
- وحفظ النظافة في الأماكن العامة كالمتنزهات، والشوارع، والمستشفيات.
- واحترام مرافق الدولة ومؤسساتها العاملة.
- وحفظ أمانات المواطنين، إذا ما كان المواطن يعمل في المؤسّسات الحكومية، التي تُقدّم الخدمات للجمهور.
• احترام التعليمات والقرارات والأوامر الصادرة مثل قرارات وإجراءات التباعد الاجتماعي والتعقيم وغيرها الصادرة بشأن الوقاية من انتشار حائحة كورونا .
• الحفاظ على العادات والتقاليد والإبلاغ عن كل مايسيء لها للجهات المختصة وعدم تداول أي شيء يمسها سلباً .
- بالإضافة إلى تسيير مصالح الناس في المؤسّسات الحكومية وغيرها، كاحترام دور المراجعين في المستشفيات الحكومية، وعدم التحيّز للأقارب أو الأصدقاء .
ب) احترام القوانين:-
من أهم ماقد يميز المواطن الصالح عن غيره هو التزامه باحترام القوانين والأنظمة العامّة التي تسنّها الدولة، ويطبّقها المواطنون؛ من أجل تحقيق العدالة، ونشر قيم الالتزام، وتنظيم متطلبات المواطنين، وضمان حصول جميعهم على الحقوق، وتحمّلهم الواجبات تجاه بعضهم البعض وتجاه الوطن، ومن ذلك احترام القوانين الخاصة بالسكن، والزواج، والميراث، وقوانين الأملاك، وقوانين الحرية الشخصية، إضافةً إلى القوانين الخاصّة بأمن الوطن وسلامته، وعدم الإخلال بالنظام العامة.
وإبداء رأيه للجهات المختصة لو رأى الحاجة لإجراء تغيير او تعديل بالإضافة او التعديل او الحذف .
ج) التواصل مع المؤسسات:-
فالتواصل مع مؤسسات المجتمع، والجمعيات الأهلية، وذلك في إطار الجهود الموجهة، لتوحيد مكوّنات الوطن، وتحقيق الانسجام بينها، وتفعيل الدور الجماعيّ يصب في صالح حماية الوطن، وتحقيق رفعته وسموّه بين الأمم والأوطان الأُخرى، فمن يعيش في مكان يلتزم وبتحمل جزءاً من المسئولية في استمراره وديمومته .
د) الاجتهاد في تحصيل العلم والمعرفة:-
إن حرص المواطن والأسرة على تنشئة أبنائها للاستفادة من كل ماتوفره وتقدمه الدولة لغرض تحصيل العلوم والمعرفة في كافة المجالات والأنشطة، إنما يساهم في رفع المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي للوطن، ويعبر عن نضح الأسرة في تنشئة مواطن صالح يترجمه حرص هذا المواطن على الاجتهاد والإخلاص في مهمته بنهل العلم والمعرفة وفي أقصر مدة ليفيد وطنه بما يكتسبه من معارف ومدركات.
هـ) تقديم الصورة الحسنة:-
على المواطن الصالح أن يحرص كل الحرص على حُسن تمثيل الوطن في الخارج فاحترامك عند سفرك للخارج لقوانين الدول المستضيفة ومرافقها وعاداتها وتقاليدها إنما يعبر عن مدى حبك واحترامك لوطنك وحسن تنشئتك كمواطن صالح في بلدك.
و) المشاركة في الأنشطة التطوعية من خلال المشاركة والمساهمة في البرامج التطوّعية: كالتبرع بالدم، بالإضافة إلى الاستعداد والحاهزية لتلبية دعوة الجهات الأمنية في حالة الحاجة لخدماته .
ز) عدم الخوض في التفاهات أو تداول الشائعات، وإيصال ما يلزم منها للمؤسسات المعنية فهي أعلم وأدرى وأكثر تخصصاً.
ح) عدم الاستهتار بوسائل التواصل الإحتماعي ونشر أي شيءٍ مما تفعله ولو كان غير حقيقي فهناك جهات تتصيد الأخطاء، وتبحث حتى عن التفاهات ولو كانت غير حقيقية لتسيء لوطنك فلا تمنح السيئيين الفرصة للقيام بمثل تلك التفاهات.
3) دور الأسر ووسائل الإعلام في تعزيز المواطنة:-
مما لاشك فيه أن للأسرة دور كبير في تكوين ونشأة المواطن الصالح من خلال زرع ثقافة حب الوطن في الأبناء منذ الصغر.
كما يلعب الإعلام دوراً هاماً حيث من خلاله يتشكل الرأي العام، لذلك وجب الحرص على حسن اختيار القائمين عليه وانتقائهم ومتابعتهم وتأهيلهم المستمر بالمستجدات المختلفة .
بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية من خلال تبنيها وتطبيقها للبرامج الدراسية و البرامج العملية الجماعية التي تهيء النشىء ليكونوا نواة لحماية استقرار ومكتسبات وطنهم، مما يستوجب العناية باختيار القائمين على إدارتها ومصممي البرامج التعليمية فيها.
أدام الله الوطن والقيادة، فوطني هو روحي ونبضي، والإمارات دار العز والشموخ.