نظّم بيت الشعر في الخرطوم، نهارية شعرية، عطر الأجواء فيها 4 شعراء شكلوا بعض ملامح المدن السودانية، وأقام بيت الشعر بالأقصر، أمسية شعرية لشعراء محافظة البحر الأحمر.
الشارقة 24:محفل أدبي مستمر يلتف حوله جمهور الشعر داخل بيته بالخرطوم، إذ يلتقي الشعراء والمحبون فتخضر أروقة المكان شعراً وحباً، هكذا ظلت أنشطة بيت شعر الخرطوم تعد جمهورها بأنشطة ثقافية متنوعة ومتخصصة، حيث شهد البيت نهارية شعرية، عطر الأجواء فيها 4 شعراء شكلوا بعض ملامح المدن السودانية.
وقدم الشاعر عبد الباسط منزل سليمان محمد من ولاية جنوب دارفور "نيالا"، وهو طالب في المرحلة الجامعية يدرس الطب متعدد المواهب، فهو شاعر ورسام، في مقطع من نصوصه الحرة المنثورة التي قدمها خلال النهارية:
"أجِبني أينِي مِنكَ
وأنتَ تفاصِيلي؟
عينايَ ابيضّتْ ..لا أشْتَمُّكَ
إنّ الرّيحَ عدُوي
فلتأخُذُني نَحوكَ - سَهْوًا - هذي الرّيح
لكنّكَ تَحملُ في جُبّتِكَ تمرّدَنَا المعهود
إذن؛ سيجيئُ الهُدهُدُ يحملُ -أيضًا - في جُبّتِهِ
تَمرُّدَكَ المعهود"
أما الشاعر عبد العزيز موسى بابكر علي، من ولاية الجزيرة، يقرض الشعر فصيحه ودارجه، له ديوانان تحت الطبع، وكانت له مشاركات عديدة بجمهورية مصر العربية، ففي قصيدته "أقنعة الليل" يقول:
"ليلي
تسربلْ من إهابك ما تشاء
خذْ ما يُباح إليكَ
من خَدِرِ المآلاتِ القديمةِ
والكلاح
مهلاً
توسّدْ بردتيك فإنّني
من قد تشرّبَ
واشرأبَّ إلي الصباح
يا ليلُ
إنّي لا أُطيقُ حُداءَ قافلةٍ
تولولُ حيثما
جدّ المسيرِ إلي البطاح"
والشاعر نجم الدين عبد الله الحاج، من ولاية النيل الأبيض، له عدد من الدواوين لم تطبع بعد منها: العفو والسماح، أشياء بحوزتي، حزن ذاكرة، وفي قصيدته "قوافل الشوق" قال:
"مدي يمينك كي تمر قوافلي
الله يعلم ما أكن.. ولم أحن
فيا حداة القافلة
الشمس تبدو آفلة
والليل يشعلني أرق
وأنا المتيم والملاقي مثلما لاقى القتيل"
وأخيراً قدم الشاعر العائد من غربة هجر الفعاليات الأدبية أحمد عبد اللطيف، حيث هجر الشعر منذ 35 عاماً، وعاد إليه بعد زياراته المتواصلة لبيت الشعر وارتياده لمنتدى الثلاثاء، وقد تنقل أحمد في دراسته بين عدد من الجامعات في السودان ومصر، وقرأ في مدح الحبيب المصطفى قائلاً:
"يا من يعز مقامه.. ما عز عند الحي روح
عذراً إذا أبت القوافي – في مديحك – أن تبوح
ما رُمْتُ وصفاً عنك.. إلا قصر اللفظ الفصيح
من لي بمثل الترجمان ينوب عني بالشروح؟
إن البيان – ولو سما- يزري به الوجه الصبيح
عقد اللاليء لا بريق له على نحر مليح
ذهب الأساور في يد الخنساء ذو لمع شحيح"
من جهته أقام بيت الشعر بالأقصر، أمسية شعرية لشعراء محافظة البحر الأحمر استضاف فيها الشعراء: الشاذلي عبد العزيز، جمال الشيمي، عبيد طربوش، فرج الضوي، وقام بتقديم الأمسية الشاعر محمد جاد المولى من الأقصر.
من ضمن القصائد التي ألقاها الشعراء ما أنشده الشاعر فرج الضوي قائلاً:
صانعُ الأحلام
من أمنيات الأمس للبر الغرير
أبحرتَ للغد في غصون الأمنيات
ألق اللجين إذا تلألأ فوق ماء البحر تكتب فيه
و تخط آلاف القصائد فوق أيقوناتك العليا
فلسدرة الشعر انتهائي و انتهاؤك
وشوشت بحرا بالمنى
فأجابك البحر الكبير على مدارات المدى
جاءت نوارسه إليك مع الصدى
في شجوه
في فرحه
في لعبه
في جده
بفنونه بجنونه
لونته ،علمته
رقصت فيه مع الفراشات التي
شربت رحيق الزهر في طلع الندى