جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعد إغلاق الجزيرة مؤسساتها التعليمية

التلفزيون يحل محل المدرّسين في كوبا خلال فترة العزل

صورة بعنوان: MicrosoftTeams-Image
download-img
download-img
دفع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" كوبا، إلى إغلاق مدارسها، لأول مرة منذ ستين عاماً، والتعويض عن ذلك بحصص تعليمية عبر التلفزيون، الذي استحال قاعة صف افتراضية.
الشارقة 24 – أ ف ب: أرغم وباء "كوفيد-19" كوبا على إغلاق مدارسها، وهو أمر لم يحصل منذ ستين عاماً، إلا أن السلطات عوضت ذلك سريعاً، من خلال حصص تعليمية عبر التلفزيون الذي استحال قاعة صف افتراضية. في بلدان عدة، تستعين السلطات بالإنترنت لضمان استمرار التدريس خلال الأزمة، غير أن هذا الخيار غير وارد في هذه الجزيرة الاشتراكية التي تعد 11.2 مليون نسمة، إذ أن 110 آلاف أسرة فقط تتمتع بنفاذ إلى شبكة الإنترنت في المنزل، أما التلفزيون فهو موجود في كل مكان. ورتّبت أنا ماريا ديلغادو لابنها روي ألميدا وهو تلميذ في سن السابعة، طاولة صغيرة للجلوس أمام شاشة التلفزيون. ومع استغنائه عن الزي المدرسي الإلزامي، يشعر روي براحة أكبر لتحمل درجات الحرارة المرتفعة، من خلال ارتداء قميص "تي شيرت" وسروال قصير. وتشير أنا ماريا، وهي مغنية في الأساس، إلى أن التدريس عبر التلفزيون يمثل مصدر دعم وإرشاد، لكن يجب العمل مع الأطفال يومياً. ويقدم حصص التدريس، أساتذة على الهواء من داخل استوديو تلفزيوني، وتنقلها قنوات كانال إيدوكاتيفو، وتيليريبيلدي العامة. وتحيط حصص التدريس المصورة هذه، بشتى المواد والمستويات التعليمية، بما يشمل الحساب وعلوم الأحياء والجغرافيا. وتلفت المدرّسة أمالفي ريفيرو البالغة 54 عاماً، إلى أن هذه الحصص التعليمية تشكل تحدياً كبيراً، إذ أن عدم وجود التلميذ مباشرة في قاعة التدريس، يحول دون طرح الأسئلة من جانب المدرّسين والتلامذة. وبعد التشديد طوال أسابيع في الصحافة الرسمية، على أن كوبا لم تغلق يوماً مدارسها منذ ثورة العام 1959، اضطرت الحكومة إلى التسليم بالأمر الواقع في 23 مارس الماضي، بمواجهة تفشي الوباء في الجزيرة. وكان مقرراً، أن يستمر هذا الإغلاق حتى 20 إبريل المقبل، لكن جرى تمديده لفترة غير محددة. وأوضحت وزيرة التربية إينا إلسا فيلاسكيس، أنه من الضروري الاستمرار باحترام تدابير العزل المعتمدة، غير أن السلطات تشير مع ذلك إلى أن 70 % من المنهج الدراسي أنجز، قبل ثمانية أسابيع من العطلة الصيفية. وتشير نائبة الوزيرة دانيا لوبيس، إلى أن التلفزيون لا يتيح تقديم حصص بالمعنى الكامل على المستوى المنهجي، إنما يتيح مساحات متلفزة لمدة ثلاثين دقيقة من أجل إجراء تمارين وتعزيز المعارف المكتسبة، بهدف توجيه العائلات لتمكينها من مساعدة أطفالها. وتخصص بعض الحصص للفنون والرياضة، كما تتيح أخرى تحضير امتحانات الدخول إلى الجامعات. وحصلت تجربة مشابهة في البيرو، حيث تتيح الحصص التلفزيونية بلوغ التلامذة المقيمين في المناطق النائية في جبال الأنديس. وفي فنزويلا أيضاً، ستستكمل الدروس عبر التلفزيون والإذاعة، غير أن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي جراء الأزمة الاقتصادية يعقد العملية. يعود تاريخ التدريس عبر التلفزيون في كوبا إلى نصف قرن مضى، بداية عبر أجهزة التلفزيون السوفياتية الصنع بالأسود والأبيض، وكان الهدف من هذه الحصص حينها سد النواقص المتصلة بقلة الأساتذة أو غيابهم التام. أما اليوم وبعدما غزت أجهزة التلفزيون الحديثة منازل الكوبيين، فلا يزال النظام مرتكزاً على الهدف عينه أي توفير تدريس فريد ومجاني وإلزامي للجميع، وهو أحد أركان الثورة إلى جانب الصحة. ويتابع الحصص التلفزيونية المترجمة بلغة الإشارة، 1.7 مليون طفل من سن السادسة إلى الثامنة عشرة. وتوضح كارلا سيلفا البالغة 13 عاماً، وهي تلميذة في المرحلة المتوسطة شخصياً أسجل هذه الحصص لأنها لا تستمر طويلاً وأفضل متابعتها بهدوء. وتشدد وزيرة التربية، على ضرورة تخصيص ساعات عدة لدرس كل مادة، بعد الانتهاء من متابعة الحصص المتلفزة. وأتاح إغلاق المدارس احتواء تفشي الفيروس، إذ أحصت كوبا، يوم الاثنين، 1668 إصابة، بينها 219 لدى الأشخاص دون سن العشرين، و69 حالة وفاة، ولم يسجل أي انتقال للعدوى داخل المدارس، ولا أي حالة وفاة لدى الأطفال. وتلقى الأهل، تنبيها بأن التدريس عبر التلفزيون لا يعني أن الأطفال في عطلة، ولا تتوانى الشرطة عن تحذير الأهالي الذين يتنزهون مع أطفالهم في الشارع مع أمرهم بالعودة إلى المنزل.
May 06, 2020 / 11:40 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.