جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
مع سقوط المزيد من القتلى المدنيين

قوات النظام تتقدم على طريق دولي في شمال غرب سوريا باتجاه سراقب

صورة بعنوان: MicrosoftTeams-Image
download-img
download-img
تتقدم قوات النظام السوري، على طريق دولي في شمال غرب سوريا، باتجاه مدينة سراقب في محافظة إدلب، فيما يقع مزيد من القتلى المدنيين نتيجة القصف الجوي المتواصل.
الشارقة 24 – أ ف ب: قتل عشرة مدنيين في غارات جوية روسية، استهدفت مدينة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث تواصل قوات النظام تقدمها على الأرض، وتقترب تدريجياً من تحقيق هدفها باستعادة كامل طريق دولي استراتيجي. ويعيش في محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، وهي تشهد منذ ديسمبر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وروسيا، يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. ومن شأن استعادة السيطرة على هذا الطريق بالكامل، أن تساهم في تحسين الاقتصاد السوري المتهالك. وبعد أسابيع من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام، الأربعاء، على معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، والواقعة على الطريق الدولي. ولم تتوقف العملية العسكرية إذ تواصل الطائرات الحربية الروسية والسورية، قصف ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، دعماً لقوات النظام على الأرض، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأسفرت غارات روسية، وفق المصدر نفسه، عن مقتل عشرة مدنيين في مدينة أريحا في جنوب إدلب، بينهم ثلاثة قتلوا في قصف طال مستشفى الشامي في المدينة، ما أدى لخروجه عن الخدمة. يأتي ذلك بعد ساعات على مقتل 11 مدنياً في قصف في جنوب إدلب، بينهم عشرة قتلوا في غارات "روسية"، بحسب المرصد، على قرية كفرلاتة. وفي أريحا، شوهد طبيب يخرج صارخاً من المستشفى وقد ملأه الغبار الناتج عن الغارة، وانهارت جدران في المستشفى وتناثرت حجارتها إلى جانب معدات طبية، وأدوية تضررت وسقطت أرضاً. وإلى جانب المستشفى، شوهدت 3 أبنية وقد دُمرت تماماً، فيما كان سكان يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض، وسط صراخ النساء والأطفال. وفي مشفى بالقرب من أريحا، انهمك أطباء بإسعاف الجرحى وبينهم أكثر من خمسة أطفال، وقد غرق أحدهم في البكاء، أثناء تضميد جرح في رأسه، فيما وُضع آخر على جهاز أوكسجين. وروى توفيق سعدو، سائق سيارة إسعاف في مستشفى أريحا، "كنت جالساً في إحدى الغرف، وإذا بغارة جوية تستهدف المستشفى، فسارعنا للخروج أنا وأحد الأطباء، لنفاجأ بغارة أخرى أصيب الطبيب وتمكنت أنا من الهرب والاختباء في مبنى مجاور، وإذ بغارة ثالثة اندلعت إثرها الحرائق وارتمى المصابون أمام باب المشفى". باتجاه سراقب وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماه، وحلب واللاذقية، وتقع هذه المناطق بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً"، وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً. وتسعى قوات النظام من خلال هجماتها الأخيرة في إدلب إلى استعادة تدريجياً الطريق الدولي "إم 5"، الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر أبرز المدن السورية من حماه وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن. وفي إدلب، يمر الطريق الدولي من ثلاث مدن رئيسية، هي خان شيخون التي سيطرت عليها قوات النظام خلال صيف 2019، ومعرة النعمان، ثم مدينة سراقب شمالاً، التي لا تزال خارجة عن سيطرتها. ووضعت قوات النظام، وفق المرصد ومراقبين، مدينة سراقب نُصب أعينها، ولا تكمن أهمية سراقب بأنها تقع على الطريق "إم 5" فقط، بل لأنها نقطة التقاء لهذا الطريق مع الطريق الدولي الأخر "إم 4" والذي يربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً. وتدور حالياً اشتباكات عنيفة جنوب سراقب، وقد باتت قوات النظام على بعد خمسة كيلومترات منها، وفق المرصد، الذي أشار أيضاً إلى استمرار المعارك غرب حلب، حيث حققت قوات النظام أيضاً تقدماً ملحوظاً. ولا يزال هناك 50 كيلومتراً من الطريق الدولي خارج سيطرة دمشق، تعبر أغلبيتها ريف حلب الغربي. وخلال نحو أسبوع فقط، سيطرت قوات النظام على أكثر من 30 قرية وبلدة ومدينة في جنوب إدلب وغرب حلب. العالم تخلى عنهم وباتت سراقب اليوم أيضاً شبه خالية من السكان، نتيجة حركة نزوح كبيرة خلال الأيام الماضية، مع اقتراب التصعيد منها، وهي التي كانت ملجأ لنازحين فروا من منطقة معرة النعمان. ودفع التصعيد منذ ديسمبر 388 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، وخصوصاً معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة، وبين هؤلاء 38 ألفاً فروا منذ منتصف يناير من غرب حلب. وقال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك خلال كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء "ما لم تتوقف أعمال العنف حالياً، سنشهد على كارثة إنسانية أعظم"، مشيراً إلى أن سكان إدلب "يشعرون أن العالم كله تخلى عنهم". ومنذ سيطرة الفصائل المقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا، وكان آخرها اتفاق جرى الإعلان عنه في التاسع من الشهر الجاري لكنه لم يدم سوى عدة أيام. وباتت الفصائل تسيطر على 57 في المئة فقط من محافظة إدلب، وأجزاء من المحافظات الثلاث المحاذية لها.
January 30, 2020 / 6:51 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.