أعلنت السلطات الصينية، يوم الخميس، وفاة 17 شخصاً، وإصابة 574 آخرين في جميع أنحاء البلاد، بفيروس كورونا الجديد.
الشارقة 24 – وام:
تسابق السلطات الصينية الزمن، لاحتواء تفشي فيروس كورونا الجديد، في مدينة ووهان، مع ارتفاع عدد الحالات المؤكدة في مدن رئيسة أخرى في البلاد.
وجاء تفشي المرض، وسط انطلاق موجة السفر المصاحبة لعيد الربيع الصيني "رأس السنة القمرية الصينية"، والذي بدأ هذا الأسبوع، ما أثار المخاوف من أن حالات العدوى سترتفع بسرعة كبيرة.
وأعلنت السلطات الصينية، إصابة 574 شخصاً في جميع أنحاء الصين، إضافة إلى ست حالات في بلدان أخرى، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند والولايات المتحدة الأميركية، في حين توفي 17 في مقاطعة خوباي.
كما أعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية، أن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، تم تصنيفه على أنه مرض معدي من الفئة "ب"، وأنه ينتقل بين البشر.
واعتبر الخبراء أن فيروس "ووهان" هو فيروس كورونا جديد، يختلف عن الفيروس الذي أدى إلى ظهور وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "السارس" في عام 2003 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية /MERS/ في عام 2012.
وتم الإبلاغ عن فيروس كورونا لأول مرة في 31 ديسمبر من العام الماضي، في أحد أسواق المأكولات البحرية في ووهان.
وكان العديد من الأفراد المصابين على اتصال مع أشخاص من المدينة، كما أن 95 % من الحالات المؤكدة مرتبطة بمدينة ووهان، وقد انتشرت العدوى مع خروج المرضى من المدينة أو الذهاب إليها، في المقابل تم إغلاق سوق المأكولات البحرية للتطهير.
فيروسات كورونا السابقة
وجد العلماء أن فيروسات كورونا السابقة، ربما كانت تنتقل من الحيوانات إلى البشر، إذ يُزعم أن السارس نُقل من القطط إلى البشر في مقاطعة غوانغدونغ، في حين انتقلت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الجمال إلى البشر.
وعلى الرغم من أن أصل الفيروس التاجي الجديد في "ووهان" لا يزال قيد التحقيق، إلا أن هناك أدلة قوية على انتقال المرض من شخص إلى شخص آخر.
وأوضح تشونغ نانشان خبير الجهاز التنفسي الذي يرأس الآن لجنة تفشي لجنة الصحة الوطنية الصينية، لشبكة تلفزيون الصين الدولية، أن اثنين من المرضى في مقاطعة قوانغدونغ لم يسبق لهما الذهاب إلى ووهان، ما يعني أنه لم يكن بالإمكان أن يصابوا بالمرض من مصدر حيواني آخر في سوق المأكولات البحرية في المدينة.
وأضاف تشونغ، يمكننا أن نقول الآن إنه من المؤكد أن الفيروس ينتشر من شخص لآخر، وتابع أن 14 من الطاقم الطبي أصيبوا بالعدوى أيضاً.
أعراض الإصابة بالفيروس
تتألف أعراض أولئك الذين يصابون بهذا الفيروس الجديد بشكل أساسي من الحمى، التي تدل على التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ولاحظت المنظمة أيضاً، أن العدوى يمكن أن تسبب في التهاب رئوي وفشل الكلى وحتى الموت.
وتوصي منظمة الصحة العالمية، الأشخاص باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى عن طريق غسل أيديهم، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، وطهي اللحوم والبيض تماماً.
كما اقترحت تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص، الذين تظهر عليهم أعراض أمراض الجهاز التنفسي.
مخاوف من تفشي المرض مع حلول عيد الربيع
يأتي تفشي الفيروس، في الوقت الذي يستعد فيه المواطنون الصينيون للسفر، خلال عيد الربيع، في أكبر هجرة بشرية سنوية على هذا الكوكب، إذ يقوم مئات الملايين من الصينيين بالسفر والعودة إلى مدنهم الأصلية للاحتفال بالعيد مع بقية أفراد العائلة، وهو ما يشكل تحدّياً كبيراً، للسيطرة على تفشي العدوى بالوباء الذي ثبت انتقاله بين البشر.
ومع ذلك، لم توص منظمة الصحة العالمية، بأي قيود على السفر أو التجارة.
من ناحية أخرى، أشار تشونغ الخبير الصحي الذي ساعد أيضاً في تحديد السارس أثناء تفشي المرض، إلى أنه ينبغي اتخاذ تدابير لمنع المزيد من انتشار الفيروس من ووهان، مثل إنشاء نقاط تفتيش في مراكز النقل في المدينة، للتحقق من درجة حرارة الجسم للمسافرين.
كما حث الحكومات المحلية على تحمل المسؤولية في كبح المرض، حيث من المتوقع حدوث المزيد من الحالات أثناء موسم السفر.
وأوقفت سلطات ووهان، في مقاطعة هوبي بوسط الصين، جميع أشكال وسائل النقل العام، بما في ذلك القطارات المتجهة إلى الخارج والرحلات الجوية، انطلاقاً من الساعة 10:00 من صباح اليوم الخميس لاحتواء انتشار الفيروس.
تشمل خدمات النقل العام التي تم إغلاقها: خدمات الحافلات ومترو الأنفاق، ليتم بعد ذلك إغلاق القطارات الداخلية والرحلات الجوية والطرق السريعة المؤدية للمدينة.
كما طلبت السلطات من السكان، عدم مغادرة المدينة إلا لأسباب خاصة.