إن مسكنات الألم مثل الباراسيتامول "أو اسيتامينوفين paracetamol" و الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية "منها الأيبوبروفين Ibuprofenو ديكلوفيناك diclofenac، والأسبرين aspirin" قد تكون لها مجموعة متنوعة من الآثار الضارة على القلب والأوعية الدموية وضغط الدم.
و في هذه المقالة سيتم استعراض تأثير مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، و الباراسيتامول على ضغط الدم وارتفاعه.
تأثير مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على ضغط الدم: إن جميع الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية "NSAIDs" بجرعاتها الكافية، لتقليل الالتهاب والألم، يمكن أن تزيد من ضغط الدم لدى كل الأفراد ذوي الضغط الطبيعي، وكذلك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى ذلك ، فإنها قد تقلل من تأثير بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم.
وأشارت دراسة صغيرة لأفراد يابانيين بدأوا العلاج باستخدام أدوية خفض ضغط الدم، إلى أن تأثير استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على فعالية حاصرات بيتا "beta blocker"، قد يكون ضئيلاً، وكذلك فإن تأثير هذه الأدوية على ارتفاع ضغط الدم يعتمد على الجرعة المستخدمة.
كما أفادت إحدى الدراسات، بأن الأسبرين بجرعة منخفضة 75 ملغ لم يتداخل مع العلاج الخافض لضغط الدم، أو على ارتفاع الضغط.
آثار الباراسيتامول على ضغط الدم:
أظهرت بعض الدراسات زيادة في ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية مع استخدام باراسيتامول، ففي تجربة عشوائية على 33 مريضاً يعانون من مرض الشريان التاجي، والذين قاموا باستخدام باراسيتامول "بجرعة 1 غرام 3 مرات يومياً"، أظهرت تلك التجربة زيادة في ضغط الدم بمعدل طفيف.
إن تاثير باراسيتامول على ضغط الدم قد يكون أقل من تأثيرات مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، حيث أن هناك بيانات غير حاسمة عن زيادة خطر القلب والأوعية الدموية من الاستخدام المنتظم للباراسيتامول في الجرعات المعتادة، التي تستخدم على نطاق واسع لتخفيف الآلام.
على نقيض ما ذكر سابقاً، فلم يتم ملاحظة أي ارتفاع في ضغط الدم مع استخدام باراسيتامول بشكل مزمن في مجموعة كبيرة من مرضى ارتفاع ضغط الدم، وكذلك تم ملاحظة أن إعطاء باراسيتامول عن طريق الوريد، قد يقلل من ضغط الدم كما هو موضح في كل من الأشخاص الأصحاء، والمرضى في وحدة العناية المركزة.
نصائح عامة عند استخدام مسكنات الألم:
يحتاج العديد من مرضى ارتفاع ضغط الدم إلى استخدام المسكنات بشكل مزمن، مثل باراسيتامول، و مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من أجل علاج الألم المزمن، لذلك يجب الانتباه إلى الجوانب التالية:
● مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن تمنع فعالية معظم الأدوية الخافضة لضغط الدم، باستثناء فئة مانع قنوات الكالسيوم "مثل أملوديبينamlodipine"، وهو علاج مقبول من الخط الأول في علاج ارتفاع ضغط الدم.
● مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تزيد من ضغط الدم جزئياً بالحد من إفراز الصوديوم عن طريق الكلية، وبالتالي من المهم الحد من تناول الصوديوم عند مرضى ارتفاع ضغط الدم، الذين يتناولون هذا النوع من المسكنات .
● مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم بما في ذلك المراقبة المنزلية، خاصة عند تغيير نوع المسكنات أو جرعاتها.