انطلقت، مساء الجمعة، فعاليات مهرجان تطوان للشعراء المغاربة الدورة الثانية في مسرح سينما إسبانيول في تطوان بالمملكة المغربية، بحضور وزير الثقافة والاتصال معالي السيد محمد الأعرج، ورئيس دائرة الثقافة في الشارقة سعادة الأستاذ عبد الله محمد العويس.
الشارقة 24:
برعاية الملك محمد السادس ملك المغرب وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت، مساء الجمعة، فعاليات مهرجان تطوان للشعراء المغاربة الدورة الثانية في مسرح سينما إسبانيول في تطوان بالمملكة المغربية، بحضور وزير الثقافة والاتصال معالي السيد محمد الأعرج، ورئيس دائرة الثقافة في الشارقة سعادة الأستاذ عبد الله محمد العويس، والأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، الأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، والي جهة تطوان يونس التازي ومن سفارة الإمارات في المغرب حضر كل من الملحق الدبلوماسي علي الزعابي، والسكرتير الثالث في سفارة الإمارات في الرباط عيسى البلوشي، وحشد من الشعراء المغاربة والإعلاميين ومتذوقي الشعر.
بدأ الحفل بكلمة لمعالي وزير الثقافة والاتصال "نحن سعداء بافتتاح هذا المهرجان الشعري الكبير، وبعمق العلاقات التي تربط المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أن هذا المهرجان يشكل تتويجاً سنوياً لعلاقات التعاون الثقافي التي تجمع وزارة الثقافة والاتصال في المغرب بدائرة الثقافة بحكومة الشارقة، والتي أسفرت عن إحداث دارين للشعر في كل من تطوان و مراكش، و ما ترتب عنهما من حركة دؤوبة تتخذ الشعر محوراً لفعل ثقافي ينشد التوسع و الإشعاع، حيث أن جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم الثقافة والمبدعين في الوطن العربي، أسفرت بجعل الشارقة مقراً رئيسياً لمختلف مجالات الثقافة والمثقفين والمواهب الواعدة، ونشكر سموه على هذا الدعم اللامحدود الذي امتد إلى جميع العرب في مختلف بلدانهم، الذي جعل من الشارقة منارة معرفية وعلمية وفكرية تنشر نورها في مختلف أرجاء العالم العربي والغربي".
وأضاف معالي الأعرج، "إن المهرجان تزامن مع حدثين مهمين هما الاحتفاء بمدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018 ، والاحتفاء بتصنيف مدينة تطوان من طرف اليونيسكو، مدينة مبدعة في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية، هذا ويندرج الدور الذي تقوم به دائرة الثقافة بالشارقة في شخص سعادة عبد الله العويس الذي لا يدخر جهداً في دعم العمل الثقافي و تعزيز العلاقات التعاون الثقافي القائمة بين البلدين، والتي ستعرف مزيداً من الأنشطة، كمهرجان الشعر العربي بمراكش، وملتقى الشارقة للسرد في الرباط، و ليالي الشعر العربي بوجدة وغيرها من التظاهرات الثقافية التي ستساهم في الارتقاء بالعمل الثقافي المشترك".
وذكر سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة في كلمته "تجدد مشاعر الاعتزاز والوحدة العربية، كلما انعقد مهرجان للشعر العربي، يجمع شعراء الأمة العربية تحت كلمة صادقة، محبة لأوطانها، تجعل من الشعر نافذة أمل تطل إلى ما تصبوا إليه من خير وأمان يعم أرجاء الوطن العربي الكبير، وها هي (الحمامة البيضاء) تطوان وانطلاقاً من أصالتها، و حضارتها، ترحب بالشعر والشعراء، وتعلن دار الشعر فيها عن انطلاق مهرجانها الشعري في دورته الثانية، مؤكدة على عهد مع مبادرة إنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي على الاستمرار في العطاء و الإبداع، وأضاف سعادته، أتشرف أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، و تمنياته لكم بالنجاح و التوفيق، مباركاً سموه الجهود المبذولة من قبل بيوت الشعر في الوطن العربي، معرباً سموه عن سعادته بانطلاق هذا المهرجان في ظل رعاية سامية من الملك محمد السادس، الأمر الذي يؤكد على متانة العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية".
وكرم المهرجان في دورته الحالية الشاعر المغربي عبد الرفيع جواهري، كونه أحد أعلام الشعر المغربي الحديث وعلاماته، منذ الستينيات، وقد برع في كتابة الشعر الغنائي العميق، مثلما لمع اسمه في التأسيس لحداثة الشعر المغربي. ويجري تكريمه استحضاراً لما قدمه للحقل الشعري والفني والإعلامي في المغرب، في 6 عقود من السخاء الإبداعي، كما كرم المهرجان مجموعة "ناس الغيوان"، لما قدمته من عطاء فني زاخر، وأدائها الشعري والموسيقي منذ نصف قرن، ما جعلها من المجموعات الغنائية الشهيرة عبر العالم، بعد ذلك قدمت مجموعة ناس الغيوان عدد من أغانيها ومقطوعاتها الموسيقية، وشاركت الفنانة فاطمة الزهراء قرطبي، مع فرقة أصدقاء دار الشعر للموسيقى العربية في الحفل.
وشهد حفل الافتتاح، في مسرح سينما إسبانيول، تنظيم الجلسة الشعرية الأولى، بمشاركة كل من الشعراء (عبد الرفيع جواهري، صلاح الوديع وسميرة فرجي) .
تتواصل فعاليات المهرجان صباح يوم السبت 5 مايو ، بتنظيم الندوة الكبرى للمهرجان حول "الشعر في مرايا الإعلام"، في ساحة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، ابتداء من الحادية عشرة صباحاً، بمشاركة كل من (عبد المالك العليوي، عبد الوهاب الرامي، أسمهان عمور ومحمد بشكار)، و يقدمه الشاعر نجيب خداري، وتتوج الندوة بتوزيع شهادات على الطلبة المستفيدين من "ورشة الكتابة الشعرية وعروض الشعر"، التي احتضنها مقر دار الشعر بتطوان، على مدى 6 أشهر، منذ شهر نوفمبر الماضي.
مساء اليوم نفسه، و في تمام الساعة السادسة مساء، يفتتح معرض "معلقات معاصرة"، بتنسيق مع المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وبمشاركة طلبة المعهد، واشراف الفنان عبد الكريم الوزاني والفنان حسن الشاعر.، وهو المعرض الذي اشتغل على قصائد الشعراء المشاركين في هذه الدورة بأساليب فنية ومقترحات جمالية معاصرة.
أمسية "الشعراء المغاربة: أصوات ولغات"، تبدأ في السابعة مساء، وهي جلسة يتنوع فيها الشعر المغربي من الأمازيغية والزجل والحسانية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، ويشارك فيها الشعراء ( حسن مكوار، محمد وكرار، فاطمة الغالية الشرادي (دستورة) ، مراد القادري، سعاد عبد الوارث ، رشيد خالص)، بينما يقدم عادل ملول عروضا فنية على القيثار، و يعزف الفنان محمد أمين أبوري على البيانو.
أما فعاليات يوم الأحد الموافق 6 مايو 2018، فتبدأ الساعة الحادية عشرة صباحاً، بجلسة شعرية ثالثة، في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، بمشاركة (العياشي أبو الشتاء، عائشة البصري، عبد الوهاب الرامي وعمر الأزمي) ، مع عروض موسيقية لمصطفى أحكام على الناي وإلياس الحسيني على الكمان، وإيقاعات عثمان يونس.
كما يشهد يوم الأحد تتويج الفائزين في مسابقة "إلقاء الشعر"، لتلاميذ المؤسسات التعليمية بإقليم تطوان، والتي نظمت بتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان.
وفي المساء يتم اختتام المهرجان بحفل يعلن خلاله عن الفائزين بجائزة "الديوان الأول" للشعراء الشباب، في دورتها الثانية، و أمسية شعرية بمشاركة ( أحمد محمد حافظ ، محمد عريج ، أمل الأخضر ومحمد بشكار).
ويسدل الستار على فعاليات المهرجان بحفل موسيقي تحييه فرقة "أفنان" بقيادة الأستاذ عبد الناصر مكاوي، في احتفالية موسيقية كبرى على آلات القانون، تتويجا للدورة الثانية من مهرجان الشعراء المغاربة.