جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

رسائل الاعتذار ...

صورة بعنوان: MicrosoftTeams-Image
download-img
download-img
ها نحن في أيام مباركة، إذ النفوس تهدأ فيها، وتميل للتصالح، والسكينة تعم الأرواح، فالوجوه مستبشرة، والناس مستنفرة لفعل الخير، فالمبادرات تتضاعف والخير يكثر، والعطايا تزيد.
في حوار مع زملائي فيما يخص الرسائل التي تطلب الصفح والاعتذار، والتسامح، اختلفت الآراء، فلكل واحد وجهة نظر، منهم الساخر، ومنهم المستحسن للفكرة، وبين رافض ومؤيد، انتهى الحوار في هذا المسار، لأن الكل متشبث برأيه، وإن بدا على أغلبيتهم التهكم والسخرية من هذا النوع من الرسائل، لكثرتها في هذه الأيام بالتحديد. أود إشراككم أحبتي، وأن نفكر معاً في هذه الظاهرة، وقلت في نفسي لعلها بذرة خير. نعم أحبتي لماذا نميتها؟ لم لا نعززها لتكون طوال العام؟ وننشر بذلك ثقافة الاعتذار، التي افتقدناها حقاً، إذ قلّما نسمع كلمة أنا آسف، أو أعتذر. نحن في زمن الشاشات، والتواصل الاجتماعي، الذي لا نتواصل فيه واقعياً، إذ قلما نجتمع على طاولة واحدة أو في حوار هادف.  ونحن كمجتمع شرقي كما أوهمونا، لا نجيد الاعتذار، رغم أن هذا الأخير من صفاتنا، وهو نابع من صميم ديننا الحنيف. فعلى سبيل المثال، حينما يعتذر شخص من الدول الغربية ننبهر به قائلين، عجباً، رغم أنهم غير مسلمين لكنهم مبتسمون، ومتسامحون والاعتذار عندهم عادة. هكذا، بوصفنا لهم اعتراف، بأننا مقصرون بتطبيق التسامح. نعم أحبتي، غَربتنا الشاشات، لكن يجب ألا ندعها تغربنا أكثر بقتل بقايا الخير من أدعية وتسامح، ولو جاءتنا من شخص غير ملتزم، فلنستغلها بالترحاب لعلّها تحيي كثيراً مما افتقدناه، لعلها تؤثر بشخص عاق، ولعلها تحفز الهمم. نعم، قد ينتقد البعض توقيتها، لكن استمر أنت في ترديدها، ولا تقطعها فهي أفضل من تلك الرسائل التي ليس لها معنى.
April 29, 2018 / 4:52 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.