تصاعدت ردود الفعل الغربية، إزاء استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية في الهجوم على المعارضة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، حيث طالبت عواصم غربية برد قوي وحاسم ضد دمشق، في وقت نفت فيه روسيا وإيران وسوريا استخدام الكيماوي.
الشارقة 24 – وكالات:
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، يوم الأحد، أن التقارير التي تحدثت عن تعرض مدينة تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا لهجوم كيماوي مقلقة للغاية، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع بسرعة لبحث الوضع.
وقال لو دريان، إن فرنسا تدين بقوة الهجمات والقصف الذي قامت به القوات الحكومية السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأضاف أنها تمثل "خرقاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي"، وتابع أن فرنسا ستعمل مع حلفائها للتحقق من الأنباء التي أشارت إلى استخدام أسلحة كيماوية.
وأضاف أن باريس ستضطلع بكل مسؤولياتها لمكافحة انتشار الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى تحذير الرئيس إيمانويل ماكرون من أن فرنسا قد تشن هجوماً من جانب واحد في حالة وقوع هجوم مميت بأسلحة كيماوية.
الاتحاد الأوروبي يطالب برد قوي
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي، أن هناك دلائل على أن القوات الحكومية السورية استخدمت أسلحة كيماوية، ضد مدينة دوما المحاصرة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وطالب برد دولي.
وقال الاتحاد في بيان "الدلائل تشير إلى هجوم كيماوي آخر شنه النظام، مسألة استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية خاصة ضد المدنيين تبعث على قلق شديد، الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية، ويدعو إلى رد فوري من جانب المجتمع الدولي".
وطالب التكتل الأوروبي روسيا وإيران، باستخدام نفوذهما لدى الرئيس السوري بشار الأسد، لمنع وقوع مزيد من الهجمات.
أنقرة تحمل دمشق المسؤولية عن هجوم الغوطة الكيماوي
بدورها، حملت الحكومة التركية، الحكومة السورية المسؤولية عن الهجوم، الذي يشتبه في أنه هجوم كيماوي واستهدف مدينة دوما، وطالبت أنقرة المجتمع الدولي بالتحرك.
وكتب بكير بوزداغ المتحدث باسم الحكومة التركية على تويتر: "نأمل ألا يمر الهجوم الكيماوي للقيادة السورية هذه المرة دون رد"، وأضاف أن القيادة السورية تأتي في طليعة من يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة ضد الإنسانية، ورأى أن هؤلاء الذين لم يمنعوا هذه الفظاعة، مذنبون أيضاً.
وكان إبراهيم قالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد صرح في وقت سابق بأن كل الهجمات ضد الأبرياء هي انتهاك للقانون الدولي، وفي هذا الشأن يجب محاسبة النظام السوري عن مثل هذه الهجمات التي نفذها في أنحاء عديدة من البلاد وفي أوقات مختلفة.
وأعلن قالين أن على المجتمع الدولي أن يتحرك من أجل منع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا مستقبلاً، وخصوصاً الدول التي لها نفوذ على النظام السوري.
روسيا تحذر واشنطن من تدخل عسكري في سوريا
بالمقابل، حذرت موسكو واشنطن من أي "تدخل عسكري بذرائع مختلقة" في سوريا، قد تكون له تبعات جسيمة، نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في مدينة دوما، بعدما حملت الولايات المتحدة روسيا المسؤولية عن أي هجوم من هذا النوع.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان "علينا مرة أخرى التحذير من أن التدخل العسكري بذرائع مختلقة ومفبركة في سوريا، حيث ينتشر جنود روس بطلب من الحكومة الشرعية السورية، هو أمر غير مقبول بتاتاً ويمكن أن تنجم عنه أوخم العواقب"، ووصفت الاتهامات الموجهة إلى القوات السورية بشن هجوم كيماوي في دوما في الغوطة الشرقية بأنها استفزازات".
وأضاف البيان أن "الهدف من هذه المزاعم هو التغطية على المعارضة الرافضة للحل السياسي للنزاع، مع محاولة تبرير ضربة خارجية".
ونشر البيان قبل تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توعد النظام السوري بدفع "ثمن باهظ"، مقابل ما وصفه بأنه "هجوم كيماوي متهور".
وفي وقت سابق، قال رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا الجنرال يوري يفتوشينكو في تصريحات: "ننفي بشدة هذه المعلومات، نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال يومي الجمعة والسبت، مع استئناف قوات النظام هجومها على دوما، مقتل نحو مئة مدني بينهم 21 توفوا السبت اختناقاً، فضلاً عن إصابة 70 شخصاً بحالات اختناق وضيق نفس.
ولم يتمكن المرصد من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة.
واتهمت منظمة الخوذ البيضاء "الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة"، قوات النظام باستخدام غاز الكلور السام.
من جهتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن "هذه المعلومات إذا تأكدت مروعة وتتطلب رداً فورياً من الأسرة الدولية".
سوريا تنفي استخدام السلاح الكيماوي
من جهته، أعلن مصدر في وزارة الخارجية السورية، أن "مزاعم استعمال السلاح الكيماوي باتت أسطوانة مملة غير مقنعة، إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم المعارضة في سوريا".
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته، القول: "في كل مرة يتقدم الجيش العربي السوري، تظهر مزاعم استخدام الكيماوي كذريعة لإطالة أمد الصراع".
وأشار المصدر إلى أن "استخدام الكيماوي في الغوطة من قبل الجماعات المسلحة كان مخططاً له، وكانت هناك معلومات موثقة ومؤكدة حول ذلك حذرت منها الدولة السورية".
إيران: تقارير الهجوم بالغاز ذريعة لعمل عسكري
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن وزارة الخارجية الإيرانية قولها: إن التقارير التي أفادت بوقوع هجوم بالغاز في سوريا ليست مبنية على حقائق، وهي "ذريعة" كي تقوم الولايات المتحدة ودول غربية بعمل عسكري ضد دمشق.
ونسبت الوكالة إلى بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية القول "هذه الادعاءات والمزاعم من قبل الأميركيين وبعض الدول الغربية، تشير إلى ذريعة للقيام بعمل عسكري".
ونقلت الوكالة عنه القول أيضاً إن تقارير الهجوم بالغاز "لا تطابق الحقائق".