بعثة "غرفة الشارقة" الاقتصادية-الأكاديمية تجتمع مع رئيس كوستاريكا

الشارقة 24: استقبل لويس غييرمو سوليس ريفيرا رئيس جمهورية كوستاريكا، البعثة "الاقتصادية – الأكاديمية"، التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة إلى العاصمة الكوستاريكية سان خوسيه، حيث جرى بحث علاقات الصداقة بين إمارة الشارقة وكوستاريكا، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين. وأكد لويس غييرمو سوليس ريفيرا لدى استقباله بعثة الشارقة برئاسة سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وبحضور سعادة محمد يوسف محمد العوضي سفير الإمارات غير المقيم لدى كوستاريكا، سعي بلاده إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع إمارة الشارقة، وذلك في إطار العلاقات الثنائية المتنامية بين جمهورية كوستاريكا ودولة الإمارات، مشيداً بمسيرة التطور والازدهار التي تشهدها الإمارات والشارقة في مختلف المجالات. وأعرب الرئيس الكوستاريكي عن ترحيب بلاده ببعثة "غرفة الشارقة"، التي ضمت ممثلين عن مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، والجامعة الأميركية في الشارقة، منوهاً بأهمية هذه الزيارة ودورها في إعطاء زخم إضافي لعلاقات التعاون الاقتصادي والثقافي بين الشارقة وكوستاريكا ودفعها إلى الأمام. واعتبر أن هذه الزيارة وما سبقها من زيارات وبعثات، تعكس الحرص المشترك لقيادتي البلدين على تطوير العلاقات على كافة الصعد وبشكل مستمر بين الإمارات وكوستاريكا من جهة وبين الشارقة وكوستاريكا بشكل خاص، معرباً عن سعادته بزيارته الأخيرة إلى دولة الإمارات في يناير 2017، وما تخللها من لقاءات مثمرة مع كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.  كما أعرب عن أمله بأن تسفر هذه الزيارة عن بلورة مزيد من الشراكات البنّاءة والعلاقات المتبادلة بين مجتمعي الأعمال والوسط الأكاديمي في كل من الشارقة وكوستاريكا. تعزيز التقارب. من جانبه، نقل سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، تحيات صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى الرئيس الكوستاريكي، مؤكداً حرص إمارة الشارقة على تعزيز التقارب الثقافي وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وزيادة الاستثمارات المتبادلة مع كوستاريكا بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين. وأكد العويس أن هذه الزيارة تأتي استكمالاً للزيارات المتبادلة بين الشارقة وكوستاريكا، والتي تُوجت قبل عام بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الكوستاريكي لويس غييرمو سوليس ريفيرا إلى دولة الإمارات وكانت غرفة الشارقة إحدى محطاتها، منوهاً إلى أن مبادرة غرفة الشارقة بتنظيم هذه البعثة تندرج في إطار سعيها إلى إعطاء زخم أكبر للعلاقات الثنائية بين الشارقة وكوستاريكا على مختلف الصعد والمجالات المتاحة. وشارك في اللقاء مع رئيس كوستاريكا أعضاء البعثة، سعادة وليد عبد الرحمن بو خاطر النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة الشارقة، وسعادة خالد بن بطي الهاجري مدير عام الغرفة، والدكتور بيورن شيرفيه مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، وفاطمة خليفة المقرب رئيس قسم التعاون الدولي في الغرفة عضو مجلس إدارة الغرفة الدولية - الإمارات، ومروان العجلة مدير ترويج الاستثمار في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق". شريك استراتيجي وعقد رئيس وأعضاء البعثة خلال زيارة العمل إلى كوستاريكا التي جرت في الفترة 18-20 يناير الجاري، اجتماعاً موسعاً مع نخبة من كبار المسؤولين الحكوميين في كوستاريكا، حضره معالي وزير خارجية كوستاريكا مانويل غونزاليس سانز وزير خارجية كوستاريكا، ومعالي وزير التجارة الخارجية ألكسندر مورا، ومعالي وزير البيئة والطاقة إدغار جوتيريز، ومعالي وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة جيانيني ديراتي، ومعالي وزير الثقافة والشباب سيلفي دوران، والرئيس التنفيذي لمعهد كوستاريكا للكهرباء "ICE" كارلوس أوبريجون، حيث ناقش المجتمعون سبل رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والاستثمار المتبادل بين شركات ومؤسسات وفعاليات القطاع الخاص في البلدين الصديقين، واستعرض الجانبان فرص ومجالات التعاون المتاحة لدى الجانبين. وأعرب معالي مانويل غونزاليس سانز وزير خارجية جمهورية كوستاريكا، في كلمته الترحيبية بوفد الشارقة في مستهل الاجتماع، عن رغبة بلاده بأن تصبح كوستاريكا الشريك الاستراتيجي لدولة الإمارات في المنطقة، مشيراً إلى أن كوستاريكا اتخذت خطوات عملية في هذا الصدد، تمثلت بافتتاحها سفارة لها في أبوظبي وهو ما قابلته الإمارات بقرار فتح سفارة لها في كوستاريكا. وقال سانز خلال الاجتماع الذي حضرته نخبة من المؤسسات المتميزة في كوستاريكا بمجالات التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والاقتصاد والطاقة المتجددة، "إن لدى كوستاريكا الكثير لتقدمه"، مضيفاً أن هذه الزيارة من شأنها أن تُعزّز الصداقة القوية والراسخة مع دولة الإمارات. وأشار سانز إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس جمهورية كوستاريكا لويس غييرمو سوليس إلى أبوظبي ودبي وإمارة الشارقة في يناير 2017، كانت زيارة ناجحة حيث تضمنت جدول أعمال سياسي واسع وشهدت مناقشات مثمرة حول فرص التعاون وتعزيز الصادرات والاستثمارات بين البلدين، وتتوجت بعقد لقاءات ثنائية مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد شكلت هذه الزيارة نقطة تحوّل وعلامة بارزة في العلاقات بين كوستاريكا والإمارات. فرص مجدية فيما قال سعادة رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، إن تنظيم هذه البعثة جاء بهدف التعرف على مناخ الأعمال ومجالات الاستثمار المتوفرة في كوستاريكا، واستكشاف فرص مجدية في قطاعات محددة ذات الاهتمام المشترك ومن أبرزها قطاع السياحة والسياحة البيئية والطاقة المتجددة والتعليم العالي والتجارة الثنائية وإدارة النفايات والتنمية المستدامة، إلى جانب الترويج لبيئة الأعمال الجاذبة في الشارقة، وذلك انطلاقاً من حرص الغرفة على تطوير وتنمية علاقاتها مع مختلف دول العالم واكتشاف مجالات التعاون التجاري وفرص الاستثمار المتبادل التي تخدم مجتمع الأعمال في إمارة الشارقة وتعزز حضوره في مختلف الأسواق العالمية. وأضاف العويس أن الغرفة والمؤسسات المشاركة ضمن البعثة استعرضت الحوافز والامتيازات وأشكال الدعم والمساعدة المختلفة التي تقدمها الشارقة للشركات الأجنبية العاملة في القطاعات والمجالات التي تتناسب مع الرؤية الاقتصادية للشارقة، وتدعم توجهاتها المستقبلية نحو تحقيق التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن اللقاءات مع المسؤولين في كوستاريكا بحثت تشجيع مجتمع الأعمال الكوستاريكي على الاستثمار في الشارقة. وأشار العويس إلى الدور البارز الذي تلعبه غرفة الشارقة في الترويج لإمارة الشارقة كمساهم فاعل في الاقتصاد الوطني الإماراتي وخاصة على الصعيدين الصناعي والثقافي، مسلطاً الضوء على دور الإمارة المحوري كمركز تجاري استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن اقتصاد الشارقة هو اقتصاد مستدام، ويُعتبر ركيزة هامة للتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات حيث دفع القطاعين العام والخاص الشارقة في غضون فترة قصيرة لتصبح وجهة صناعية واستثمارية وسياحية وتجارية ليس فقط في الإمارات، ولكن على الصعيد العالمي، مؤكداً حرص الغرفة على دعم مصالح رجال الأعمال والمستثمرين وتقديم خدمات تعزز قدراتهم التنافسية في مختلف أسواق العالم. دعم مجتمع الأعمال من جانبه، أكد سعادة خالد بن بطي الهاجري مدير عام غرفة الشارقة، على أهمية الزيارة التي تعتبر باكورة برنامج الزيارات الخارجية للغرفة لعام 2018، والتي تندرج في إطار سعي الغرفة لتعزيز شبكة علاقاتها الدولية مع البلدان الصديقة لدولة الإمارات، وتطلعها الدائم لاستكشاف الأسواق الواعدة بما يدعم مجتمع الأعمال ويسهم في تعزيز اقتصاد الإمارة وإسهامات قطاع الأعمال الخاص في ناتجها المحلي من خلال جذب المستثمرين وإقامة الشراكات وتبادل المصالح. ودعا خالد بن بطي رجال الأعمال في كوستاريكا إلى الاستثمار في إمارة الشارقة للاستفادة من النمو الاقتصادي المتسارع الذي تشهده دولة الإمارات والشارقة على كافة الصعد، وخاصة في ضوء نجاح الدولة باستضافة "إكسبو 2020" وغيرها العديد من الاستحقاقات الاستراتيجية المرتبطة بـ"رؤية الإمارات 2021" و"مئوية الإمارات 2071"، مشيراً إلى أهمية تبادل الزيارات والخبرات بين الشارقة وكوستاريكا والاطلاع على أفضل الممارسات في العديد من المجالات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في ظل التطور المتسارع الذي يشهده اقتصاد الجانبين. ثم قدمت فاطمة خليفة المقرب رئيس قسم التعاون الدولي في الغرفة عضو مجلس إدارة الغرفة الدولية - الإمارات، عرضاً تقديمياً إلكترونياً سلط الضوء على مكانة إمارة الشارقة الرائدة كمركز تجاري إقليمي ودولي، وما توفره من مزايا وحوافز وبيئة عمل وخدمات تشكل منطلقاً مثالياً لرجال الأعمال والمستثمرين والمؤسسات على أنواعها الراغبة بتعزيز حضورها في دولة الإمارات وأسواق المنطقة، كما استعرضت أبرز مجالات الاستثمار المتاحة في كافة المجالات والقطاعات الواعدة التي تطلع الشارقة إلى استقطاب الاستثمارات الخارجية إليها وتشجع على إقامة مشاريع ذات جدوى تدعم اقتصادها المحلي وفق رؤيتها الاستراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة. كما اطلع وفد الشارقة خلال الزيارة على تجربة كوستاريكا في مجال الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات ذات الأهمية الخاصة لهيئة كهرباء ومياه الشارقة وشركة بيئة، كما عقدت البعثة اجتماعات عمل مع ممثلي ترويج التجارة الخارجية في كوستاريكا. مذكرتا تفاهم ووقعت البعثة خلال الزيارة مذكرتي تفاهم بين الجامعة الأميركية في الشارقة وكل من "جامعة كوستاريكا الوطنية" و"جامعة كوستاريكا –UCR"، وذلك بحضور سعادة رئيس غرفة الشارقة والسفير الإماراتي غير المقيم لدى كوستاريكا. وتهدف الاتفاقية الأولى التي وقعهما الدكتور بيورن شيرفيه مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، وألبرتو سالوم رئيس الجامعة الوطنية في كوستاريكا، إلى توفير إطار عمل يسهم في تسهيل التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال البحوث، ويشجع على تبادل الأساتذة وطلبة الدراسات العليا وتنفيذ المشاريع البحثية العلمية، والتعاون الأكاديمي من خلال برامج تبادل أعضاء الهيئة التدريسية والزيارات، فضلاً عن تنظيم أنشطة التنمية المهنية المستمرة وتدريب الطلبة. وأعقب ذلك زيارة أعضاء البعثة إلى جامعة كوستاريكا "UCR"، حيث وقع الدكتور شيرفيه مذكرة التفاهم الثانية إلى جانب رئيس الجامعة هينيج ينسن، وجال الوفد في مرافق الجامعة ومختبرات كلية الهندسة الكهربائية ومركز بحوث البحر وعلم البحيرات، كما عقدت البعثة اجتماعاً مع إدارة المعهد التكنولوجي في كوستاريكا حيث جرى بحث إمكانية تقديم منحاً دراسية من الجامعة الأميركية في الشارقة للطلاب الكوستاريكيين في مجالات التكنولوجيا والهندسة. وفي ختام الزيارة إلى كوستاريكا تم اطلاع الوفد الزائر على عدد من أهم المعالم السياحية والتاريخية في كوستاريكا ومن أبرزها "مسرح كوستاريكا الوطني"، الذي يعتبر ثروة وطنية ويقع وسط مدينة سان خوسيه حيث بني في عام 1891.