جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

ش فلنحدثُ فرقاً

صورة بعنوان: MicrosoftTeams-Image
download-img
download-img
نحن اليوم بأمس الحاجة، إلى تضافر الجهود الخيرة، لننعم جميعاً بمشاهدة، صور البذل والعطاء، وآيات من الجمال والشعور الإنساني بيننا.
للإنسان غرائز تحدد شخصيته، وتكوّن حياته وترسم مسيرته، وللنفوس الإنسانية أسرارها وخباياها، التي كشف عنها علماء النفس، والسلوك الإنساني، في دراستهم وأبحاثهم وعلومهم، فما هي إلا عبارة عن غرائز وطبائع، لها من الأثر والتأثير البالغ، في إدراك الإنسان وأفعاله، ومنها غريزة "حب الخير" التي يتميز بها الإنسان عن غيره، وتسهم في تنمية وتكوَّن المجتمعات، والتي تقوم على المساهمة، في تقدم الأمة وتطورها، وتدعوه إلى الأفعال والأعمال الخيرية، بتقديم الدعم والمساعدة للآخرين، لتنشر بذلك الفرح والتفاؤل والسعادة، والله سبحانه وتعالى، قد فطر الناس على حب الفضائل، وغرس في فطرتهم أصول الأخلاق السامية، وحبب إليهم حب الخير والعمل به. ما أرقى وأجمل تلك المشاعر الإنسانية، التي تتوافر بين الناس بعنصر المشاركة، وأن يكون لدى المرء إحساس بالآخرين، ويسكب السعادة في نفوس الغير، يفرج عن المكروبين والمحرومين، والتي لا تحتاج بالضرورة، إلى أفعال جبارة، بل تحتاج إلى من يفيض عليهم بالحنان، من قلب ملؤه الرحمة، وإحسان مفعم بالإنسانية، نساعدهم في إعادة نبض الحياة، إلى القلوب التي خارت قواها، في مواجهة مصيرها، وتحطمت آمالها أمام قسوة الزمن، لنحدث بذلك فرقاً في قلوبهم، قبل أن نحدث فرقاً في احتياجهم. وهذا ما تهدف إليه قيادتنا ورموزنا، الذين وضعوا لبناتٍ أساسية للمجتمع، حتى نعيش "الخيرية" ونسعد، بالحملة التي أطلقها، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بأن يكون عام 2017، عاماً للخير ودعوة لنشر السعادة، ودعوة للحياة بإحداث فرق، على مستوى الأفراد والمجتمع، وترسيخ القيم والمبادئ السامية، التي تأصلت وتنامت فيه، منذ عهد المؤسسين الأوائل، وترسيخ المسؤولية المجتمعية، في خدمة الوطن ومسيرته التنموية، من كافة القطاعات والمؤسسات والهيئات، وتأصيل مبدأ روح التطوع، الذي يعزز روح الإنسانية بين الأفراد، ويسهم في تكاتف النسيج المجتمعي وتعاضده. إن الأمم التي تعمر طويلاً وتبني أوطانها، وترتقي بين بقية الحضارات والشعوب، تلك التي ترسم حاضرها ومستقبلها، بوضع استراتيجيات تقوم على البناء، والعدل والتعاون والمساواة، والمساهمة في صنع الفكر النير، لأمتها تربوياً وسلوكياً واجتماعيا، ووضع اللبنات التي تمكنّا، من الارتقاء والتقدم والتطور، واستشراف المستقبل، وتبني الأسس القيمة، لتجعل من الفرد والمجتمع الكيان المتلاحم، المتراص المتكاتف في بنيانه بأفعاله، بالتطبيق بالشعور بالإحسان، الذي يسمو بالكيان البشري، إلى العالم الأفضل. نحن اليوم بأمس الحاجة، إلى تضافر الجهود الخيرة، لننعم جميعاً بمشاهدة، صور البذل والعطاء، وآيات من الجمال والشعور الإنساني بيننا، ولنسعّ كل في مجاله، للبناء بكل أشكاله وصوره، بزرع روح التسامح والتعاون والمودة، وهذا الشعور والخلق الرفيع، من حب الخير للجميع، هو ما غرسه الإسلام، وأٓصّلٓه في روح الإنسان، ليكون أنموذجاً إنسانياً يقتدي به الآخرون، من حيث النبل والصلاح والعطاء، فلنحدث فرقاً من حولنا.
January 02, 2017 / 6:10 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.